شجون نحَّال!

  • 8/30/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يقول أحدُ النحالين القدماء: لو لم أكن على دين الإسلام، أو لم يَدْعُني أحدٌ إليه؛ لاعتنقته إيماناً بعظمة الله، التي تجلت في هذا المخلوق العجيب الذي قـُدِّرَ لي أن أعيش معه بضعة أشهر. هذه المشاعر الإيمانية الصادقة، تذكرني بعلماء كانوا على غير الدين الإسلامي، ولما تفكروا في بعض آيات الله؛ آمنوا بالله الحق. كتب إليَّ صديقنا القارئ الأستاذ عليان السفياني الثقفي يروي شيئاً من حكايته مع النحل، يقول «تربية النحل ليست مجرد هواية، أو منفعة اقتصادية، بل مدعاة للتقرب إلى الله من خلال بديع صنعه! أما إنْ تطرقنا لفوائد عسله، فهي لا تحصى، وحتى في سُمِّ لسعاته علاج! كانت بدايتي مع النحل مغامرة، تحولت إلى شعورٍ ماتع؛ فانسقت أعيش معه في روعة شموخ الجبال، وبهاء اخضرار البراري، وشذى الزهور الفواحة في دلالٍ متمايلٍ مع النسيم تحت ظلال الغيوم». ثم يقدم عليان عتاباً ودياً إلى وزارة الزراعة، فيقول: «لقد أرادت مساعدة النحال فأتعبته بشروطٍ استغلها من لديه معرفة بمسؤول، بدلاً من بناء علاقة عمل بالنحال لكشف المزيف؛ فقيدته بقيود أضاعته وأضاعت نحله بالسموم التي يرشها المزارعون دون تقدير لأهمية حياة النحل وصحة الناس وبيئتهم، مع أننا نعيش لحظات مع النحل على حافة الخطر، تحت المطر والصواعق، وإن كنت شخصياً أستمتع بمداعبة النسيم، وحفيف أوراق الشجر، باثاً إلى النحل شجوني وأشواقي، مع ما قد أتعرض له من زواحفَ مميتة في صمت مطبق لا يرتد إليَّ صداه». قلت: عندما تتعثر قدمك؛ فاعلم أنها الخطوة الأولى في الطريق إلى النجاح.

مشاركة :