شهدت تونس عدة اضطرابات اجتماعية منذ سقوط الرئيس زين العابدين بن علي، قبل سبع سنوات بعدما أطاحت به ثورة شكلت شرارة «الربيع العربي».سقوط بن علي في 17 ديسمبر/ كانون الأول 2010، أقدم البائع المتجول محمد البوعزيزي في سيدي بوزيد (وسط غرب)، على إضرام النار في نفسه، ما أدى إلى إطلاق حركة احتجاج شعبية على الفقر والبطالة. وتوفي البوعزيزي في الرابع من يناير/ كانون الثاني. وسرعان ما امتدت التظاهرات التي رافقتها أعمال شغب إلى كل أنحاء البلاد. في 14 يناير/ كانون الثاني 2011، تجمع آلاف المتظاهرين في تونس وفي الضواحي للمطالبة برحيل بن علي، الذي فر إلى المملكة العربية السعودية، بعد 23 عاما بلا منازع في الحكم. وأصبح أول رئيس عربي يغادر السلطة بضغط من الشارع. وأوقعت الثورة 338 قتيلا.فوز حركة النهضة الإسلامية في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، فازت حركة النهضة الإسلامية، التي كانت محظورة خلال عهد بن علي، واستعادت شرعيتها في مارس/ آذار، بـ89 مقعدا من أصل 217 في المجلس التشريعي في أول انتخابات حرة في تاريخ تونس. وفي ديسمبر/ كانون الأول، انتخب المجلس التأسيسي المنصف المرزوقي، الناشط اليساري المعارض لبن علي، رئيسا للجمهورية، بينما تم تكليف حمادي الجبالي، الرجل الثاني في حركة النهضة، تشكيل حكومة.اضطرابات في يونيو/ حزيران، ثم في أغسطس/ آب 2012، شهدت تونس تظاهرات تخللتها أعمال عنف وهجمات نفذها عناصر من التيار السلفي ومفتعلو الشغب. في 14 سبتمبر/ أيلول، هاجم مئات المتظاهرين الإسلاميين سفارة الولايات المتحدة في تونس بعد بث مقتطفات من شريط معاد للإسلام على الإنترنت. سقط أربعة قتلى من المهاجمين وعشرات الجرحى. وبين 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، والأول من ديسمبر/ كانون الأول، اندلعت صدامات في سليانة في جنوب تونس، أوقعت 300 جريح. كما شملت الإضرابات والتظاهرات العنيفة قطاعات الصناعة والخدمات العامة من وسائل النقل إلى التجارة. وتركزت المواجهات في المناطق المهمشة اقتصاديا.اغتيال معارضين في السادس من فبراير/ شباط 2013، اغتيل المعارض اليساري شكري بلعيد، في تونس العاصمة. في 25 يوليو/ تموز، اغتيل المعارض القومي اليساري محمد البراهمي، بالقرب من العاصمة. وتبنى إرهابيون موالون لتنظيم «داعش»، عمليتي الاغتيال اللتين أثارتا أزمة سياسية. وفي محاولة لوضع حد لهذه الأزمات، أعلن الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والهيئة الوطنية للمحامين التونسيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، تشكيل رباعي لرعاية حوار وطني بين حركة النهضة ومعارضيها، لإنقاذ العملية الانتقالية الديمقراطية. في 29 يوليو/ تموز، قتل ثمانية جنود في جبل الشعانبي على الحدود مع الجزائر، حيث تلاحق السلطات مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة منذ 2012.أول انتخابات رئاسية حرة في 26 يناير/ كانون الثاني 2014، وبعد أشهر من المفاوضات الصعبة للخروج من الأزمة السياسية، وقع القادة التونسيون الدستور بعد تأخير استمر أكثر من عام. وفي 26 أكتوبر/ تشرين الأول، فاز حزب نداء تونس المعادي للإسلاميين بقيادة الباجي قائد السبسي، بالانتخابات التشريعية بعد حصوله على 86 مقعدا من أصل 217 في البرلمان، متقدما على حزب النهضة. في ديسمبر/ كانون الأول، أصبح الباجي قائد السبسي أول رئيس تونسي منتخب ديمقراطيا بالاقتراع العام.اعتداءات في العام 2015، نفذ تنظيم «داعش»، المتواجد في ليبيا المجاورة ثلاثة اعتداءات: في 18 مارس/ آذار، قتل 21 سائحا أجنبيا وشرطي تونسي في اعتداء على متحف باردو في العاصمة. وفي 26 يونيو/ حزيران، أوقع اعتداء على فندق بمرسى القنطاوي بالقرب من سوسة (جنوب)، 38 قتيلا بينهم 30 بريطانيا، وفي 24 نوفمبر/ تشرين الثاني، استهدف هجوم الحرس الرئاسي، ما أسفر عن 12 قتيلا. وفي مارس/ آذار 2016، هاجم عشرات الإرهابيين منشآت أمنية في بن قردان (جنوب).احتجاجات في يناير/ كانون الثاني 2016، بدأت موجة احتجاجات في القصرين (وسط)، إثر وفاة شاب عاطل عن العمل. وامتد الغضب إلى العديد من المناطق، وأعلنت السلطات حظر تجول لأيام. في مايو/ أيار 2017، تطور اعتصام في موقع الكامور النفطي بجنوب البلاد إلى مواجهات مع قوات الأمن. وقتل متظاهر بآلية للدرك «عرضا»، كما أعلنت السلطات. في مطلع ديسمبر/ كانون الأول، وقعت أعمال عنف في مدينة سجنان (شمال)، بعد وفاة امرأة حاولت حرق نفسها احتجاجا على إلغاء مساعدة اجتماعية.احتجاج على إجراءات تقشف في 14 ديسمبر/ كانون الأول، اعتبر صندوق النقد الدولي، أن تونس التي نالت في 2016، خط قروض جديدا مقابل برنامج يهدف إلى خفض العجز في الموازنة، اعتمدت موازنة «واعدة» للعام 2018. في 1 يناير/ كانون الثاني 2018، دخلت هذه الموازنة حيز التنفيذ، وهي تنص على زيادة الضرائب. وبدأت تظاهرات سلمية منذ ذلك الحين. وفي 8 يناير/ كانون الثاني، تطورت حركة الاحتجاج إلى أعمال شغب مع صدامات إثر وفاة رجل خلال تظاهرة في طبربة (غرب تونس). وأوقف أكثر من 800 شخص وأصيب عشرات بجروح منذ بداية الاضطرابات التي امتدت إلى عدة مدن.
مشاركة :