زرقاء اليمامةِ في الملاعب السعوديّة عبدالمحسن محمد الحارثي لِكُلِّ مُجتمع عاداتهِ وتقاليده ، ولكلّ زمانٍ أيامهُ ولياليه ، ولكلٍّ مكانٍ تضاريسه وذكرياته .كانت بعض القبائل في الجزيرة العربيّة لها طُقوس احتفالية ، ومناخ قارِّي ، وأعمال مشتركة ، يستوي فيها بين الرجل والمرأة .. فكانت المرأة جنباً إلى جنب في المزارع والقِلاع ، والجداول والتِّلاع، وفي الحُروب والدُّروب ، تزرع وتسوق، وتُذري وتقلع ، وترعى الغنم وتدوس، فكانت بِحق راعيةً في رعيّتها . إنّ ديننا الإسلامي أبان لنا الحُقوق ، والفُروق ، وأرسى لنا قواعد الحُريّة في أجلِّ معانيها ، وأنصف للمرأة حقوقها المفقودة ؛ بسبب فهمٍ خاطىء ، أو تشدُّد مقيت. فأنتم أيُّها المُتشدِّدون ، تصطحبون زوجاتكم في المستشفيات والأسواق والمهرجانات .. فلماذا تُنكرون وتستنكرون حضورها مع محرمها في المباريات؟! في المدرّج تُشاهد عن بُعد كل أحداث الملعب ، بينما في المنزل فإنها ترى عن قُرب كُل صغيرة وكبيرة في الملعب ذاته.. أم أنّ بناتنا ونساءنا لهُنّ زوم زرقاء اليمامة!! اللاعبون والمصارعون والفنّانون على الشّاشات أوضح من الطبيعة .. فلا ننخدع بمبادىء الافتتان. عندما يُقابل ذلك ضبط وربط من قِبل المسؤولين والمشرفين ، وأن يلزم حضور المحرم مع العائلات للترفيه والتسلية في بلدهم فإنّ ذلك أولى من السفر إلى بلدان أخرى. يجب علينا ألا نُجرِّم كُل شيء ، فبلادنا تحضى برعاية ولاة الأمرالذين لم ولن يتأخروا في استشارة كِبار العُلماء في كل صغيرة وكبيرة.. وأنْ لا نكون من الأئمعات الذين ينساقون وراء من يُلبسون الحق بباطل المتشدِّدين. العائلات مع بعضهم البعض وجنباً إلى جنب في الحدائق والمتنزهات ، وعلى شواطىء البحار وجادّة الطُرُق ، فما المانع في أن يصطحب الرجل عائلته ؛ لحضور مباراة وفي أماكن مُخصصة للعوئل ؛ ليكون الأب بجوار أولاده وأهل بيته في بيئة ترفيهية. أحياناً نقول : أين الغِيرة ؟!وأين الرُّجولة؟!لقد شاهدنا البعض ممن حضر المباريات مع أهله وهو مُتلطِّم بشماغه ؛ فهو مقتنع بالحضور ولكن غير مقتنع بالمتربصين فالناس لا ترحم. . فلا أعتقد أن للغيرة أو الرجولة مكان هُنا . ما نتمنّاه هو سن مجموعة من الاشتراطات والضوابط التي تحمي الجميع من الانفلاتات الأخلاقية التي يُعلّق عليها البعض ويعتبرها شمّاعة للشماتة والتعريض ، واتخاذها براهين للسفور والاختلاط .
مشاركة :