الربيع الحقيقي، والربيع المزيـف

  • 10/12/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر كلمة متداولة و(مخادعة) هي كلمة (الربيـع)، وأصبحت كارثية عندما إذا اقترنت بدول عربية أنتم تعرفونها، إن ما حل بتلك الدول لا يمت للربيـع بأية صلة، فما حصل فيها ليس هو خريفا فقط ولكنه الخراب الذي أكل الأخضر واليابس، وتركها أشبه ما تكون بالقاع الصفصف الذي تنبح فيه الكلاب. وبما أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فالربيع العربي الحقيقي قد حل فعلا في دولة (الإمارات)، وتشير الإحصاءات والمعلومات الصادرة عن جهات حكومية إلى تدفق كبير لأموال المستثمرين من تلك الدول المنكوبة وصل إلى القطاعات الاقتصادية والمصرفية والمالية والاستثمارية في الإمارات، هروبا من الأخطار القائمة في بلدانها الأم، وبحثا عن عائدات أفضل، خصوصا بعد التحسن الكبير الذي طرأ هذا العام على عائدات المستثمرين في قطاع العقارات الإماراتي، إضافة إلى العائدات القياسية والمتميزة التي حققها المستثمرون في سوقي دبي وأبو ظبي الماليتين. ولا تزال مؤشرات أداء هذه الأسواق الأفضل على مستوى المنطقة، إذ ارتفع مؤشر سوق دبي المالية خلال هذا العام بنسبة ٨٥ في المئة، ومؤشر سوق أبو ظبي بنسبة ٤٦ في المئة، وساهم في هذا الارتفاع التدفق الكبير لاستثمارات الأجانب وتحسن ربحية الشركات واتساع قاعدة المضاربين نتيجة تحسن مستوى ثقة المستثمرين. إن دولة الإمارات التي لم يمض على وجودها أكثر من أربعة عقود، شقت طريقها بذكاء واقتدار، وبدأت من حيث انتهى الآخرون، بعيدا عن الشعارات (السياسية والأيديولوجية) التي غرقت في خضماتها دول الانقلابات العسكرية المراهقة والتعيسة. ومثلما يؤكد الواقع وآراء المحللين الاقتصاديين، فإن اقتصاد تلك الدول الربيعية ــ والربيع منها براء ــ يعاني نزيفا مستمرا في احتياطاتها من العملات الصعبة التي تآكلت نتيجة الأخطار هذه، وينعكس هذا النزيف على قوة عملاتها الوطنية، إذ تراجعت قيمة هذه العملات بنسبة كبيرة في مقابل العملات الدولية، مما أدى إلى ارتفاع مستوى الفقر والبطالة. وإنني على يقين بأن الفجوة الحضارية تزداد اتساعا بين هذه الدول (المتخربطة) وبين دولة فتية كالإمارات، وإذا ما استمر الحال البائس فيها على حاله، فلن يلحقوا بها ولا بعد قرن كامل من الزمان ــ هذا إذا كان فيهم حيل على الحركة الإيجابية. وزاد الطين بلة دخول أصحاب العقول (السوداء الهمجية) للساحة، وهم يرفعون بكل غباء راياتهم (السوداء) ـ وعندها حلوني (بقى) لو قامت لهذه الدول قائمة، طالما أن هذه النماذج المريضة تعيث بالأرض فسادا وجنونا. ــ هذا إلا إذا (حجت البقر على قرونها)!!. أخلص في النهاية وأقول: إن الطريق إلى الجنة لا يمر ــ بالتأكيد ــ عبر (الأحزمة الناسفة)، وإن (الحور العين) لسن رخيصات إلى هذه الدرجة حتى يستقبلن هؤلاء المتخلفين (بالزغاريت) ــ وبعضهم ينطقها (بالزغاريط). نقلا عن عكاظ

مشاركة :