كما أن ظاهرة انتفاخ وتقلص البطن تصيب الأطفال حديثي الولادة، وتسبب لهم ألماً حاداً، ويستمر معهم إلى أن يكتمل الجهاز الهضمي، وهذه الظاهرة تؤرق منام الأطفال، وتجعل من الألم والمغص إحساساً صعباً للغاية، وهذه المشكلة لها عدة عوامل ومسببات كثيرة، وهذا ما يفسر انتشارها وتحولها لظاهرة غير صحية، ومصدر هذه الغازات المعدة والأمعاء بسبب الاضطرابات التي تحدث في الجهاز الهضمي، وتستمر هذه الغازات فترات متواصلة قد تمتد لأيام وتصل إلى عدة أسابيع، وغالباً ما ترجع إلى النظام الغذائي غير الصحي، ويمكن التخلص من هذه المشكلة باتباع بعض الطرق البسيطة والممكنة، ومعرفة السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة لعلاجه، وسوف نتناول في هذا الموضوع أسباب حدوث مشكلة انتفاخ البطن، وطرق الوقاية والعلاج المتاحة، والوقت الذي نلجأ فيه لاستشارة الطبيب في حالة كان هناك أي شكوك من بعض الأمراض التي تسبب هذه المشكلة باستمرار. عادات الغذاء تساهم العادات الغذائية غير الصحية في تفاقم مشكلة انتفاخ البطن بصورة كبيرة، ومن سلبيات هذه الظاهرة أنها تعطي الفرصة لتكون الدهون في منطقة البطن، وخاصة لدى السيدات التي تعاني هذه المشكلة أكثر من الرجال، ويبذلن مجهوداً كبيراً للتخلص منها واستعادة الرشاقة والجمال، وتحدث هذه الانتفاخات أيضاً نتيجة تناول كميات ضخمة من الطعام أو الوصول إلى مرحلة امتلاء البطن، وغالباً ما تكون هذه الأطعمة غير متفقة مع ما تحتاج إليه المعدة، ومن ثم تتسبب في اضطرابات حادة ينجم عنها انبعاث كميات ضخمة من الغازات تنفخ البطن بصورة ملحوظة، وتحدث الغازات ضرراً كبيراً على وظائف الجهاز الهضمي باستمرار، وبالتالي يصاب الشخص بحالة عسر الهضم التي تزيد من المشكلة أكثر، وهذا الانتفاخ الذي يظهر على البطن ينتج عن تمدد المعدة والأمعاء؛ بسبب احتباس كميات كبيرة من الغازات بداخلهما، كما يمكن أن تحدث حالة انتفاخ البطن نتيجة عدم مضغ الغذاء بصورة صحيحة، وهذه الحالة تنتشر بين قطاعات كثيرة من الأشخاص، والسبب العجلة والسرعة في تناول الطعام وعدم التأني والجلوس واحترام طبيعة الغذاء، والأكل بصورة غير منتظمة خلال اليوم يحدث هذا الخلل، كما أن التعرض للبرد وتيارات الهواء يقود إلى هذه المشكلة. العلكة والتدخين والملفوف تناول العلكة والتدخين من العوامل التي تؤدي إلى ابتلاع كميات من الهواء إلى داخل الجهاز الهضمي، وكذلك تناول المشروبات الغازية وفي حالات الأكل السريع، وهذه الغازات تحدث انتفاخ البطن، واضطراب الهضم، وانبعاث المزيد منها، ويحدث تمدد أكبر، ويعد الشعور بالخوف من عوامل انتفاخ البطن، وأيضاً القلق والتوتر والتفكير الدائم، وتناول الأطعمة الغنية بالزيوت والدهون التي يصعب التعامل معها وتفكيكها وبالتالي لا يستطيع الجسم التخلص منها، وعادة أكل الحلويات بعد الطعام والإكثار من السكريات عموماً وتناول الشوكولاته، وفي حالة النوم المباشر بعد الأكل، وعامل السن له دوره في حدوث هذه المشكلة، فكلما تقدمت السن انخفضت أنزيمات هضم الطعام، ما يعني بقاء الطعام فترات طويلة داخل البطن، وحدوث تخمرات وانبعاث لهذه الغازات، ويمكن أن تكون هذه الحالة ناتجة عن تعاطي بعض الأدوية والعقاقير كآثر جانبي لها، وهذه الحالة تظهر عقب تناول أدوية الجهاز الهضمي بصفة عامة، وهناك بعض الأطعمة لا يستطيع الجهاز الهضمي استيعابها، وتظل فترة طويلة في الأمعاء دون هضم تام، وتحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد ومنها الملفوف والبصل والثوم والعدس والفول وغيرهم، وغالباً ما تتسبب في انتفاخ البطن بالغازات الكثيفة. الأمراض والألياف تحدث الانتفاخات نتيجة الإصابة ببعض الأمراض والمشاكل الصحية، ومنها أمراض تهيج القولون الناجمة عن التحسس من بعض الأطعمة التي لا يتحملها الجهاز الهضمي، وكذلك متلازمة القولون العصبي، والتهاب القولون التقرحي، والتهابات المعدة والأمعاء وأمراض الاضطرابات الهضمية، وعند الإصابة بحالة من سوء وعسر الهضم، وكذلك الإصابة بداء السكري وبعض أمراض القلب والأوعية الدموية، وفي حالات ارتفاع ضغط الدم، وخلل البنكرياس وقصور وظائفه، وكنتيجة طبيعية لحالات انسداد داخل الأمعاء، والإصابة بمشكلة الداء الزلافي، وتحدث هذه الانتفاخات أيضاً في أوقات تغير الهرمونات الأنثوية لدى السيدات، وخاصة قبل ميعاد الدورة الشهرية، وفي حالة الإصابة بمرض الإمساك وتراكم الفضلات داخل الأمعاء، فيحدث تخمر وتنبعث غازات كثيفة تنفخ البطن، كما أن نقص أو زيادة الألياف الغذائية لها دور كبير في حدوث انتفاخ داخل البطن، وأيضاً كميات البكتيريا الموجودة داخل الأمعاء لها تأثير في حدوث الانتفاخات، فكلما زادت هذه البكتيريا عن المستوى الطبيعي زادت انبعاثات الغازات وعمليات التخمر، وتساهم بعض المشروبات الغازية بصورة كبيرة في حدوث هذه الانتفاخات؛ لأن ثاني أكسيد الكربون الموجود بهذه المشروبات يتجمع ويتراكم داخل المعدة والأمعاء، ويمكن أن يصاب الجسم بحالة من الخلل في قدراته على امتصاص المواد الغذائية بالشكل الطبيعي، وأحياناً يسبب تناول اللبن بعض الانتفاخات؛ لعدم القدرة على تحمل سكر اللاكتوز الموجود بالحليب، وكذلك بعض المضادات الحيوية، التي تحتوي على مادة اللاكتوز. ألم وصعوبة تنفس تظهر بعض الأعراض نتيجة الإصابة بمشكلة انتفاخ البطن، ومنها الإحساس بالألم نتيجة حالة الشد في عضلات البطن بصورة غير طبيعية، وخروج الغازات بشكل غير طبيعي، والشعور بانتفاخ كبير في البطن مع مصاحبة بعض الألم وعدم الراحة في منطقة المعدة والأمعاء، وبعض الأشخاص يشعرون بصعوبة في عملية التنفس، ونقص جزء كبير من الشهية، وخروج الغازات من خلال عملية التجشؤ، وهي العملية التي تطرد فيها الغازات عبر الفم من الأمعاء والمعدة، وهي حركة لا إرادية طبيعية تحدث بصفة متكررة في حالة تراكم كميات كبيرة من الغازات المعوية، ومن المعتاد أن تصدر كمية من الغازات بعد عملية الهضم، ولكن غير الطبيعي أن تزيد هذه الغازات بشكل كبير، وتحدث حالة من الانزعاج وعدم الراحة والانتفاخ الدائم للبطن، وللوقاية والتخلص من هذه المشكلة ينصح الأطباء بعمل بعض الإجراءات والخطوات البسيطة، ومنها المداومة على ممارسة نوع من التمارين الرياضية خلال اليوم، وأيضاً تناول بعض المشروبات الدافئة مثل الشاي والنعناع أو الشاي بالنعناع، ويمكن تناول الكمون مثل الشاي أو إضافته في الأطعمة، فهو من الأعشاب التي تؤثر بشكل كبير في التخلص من هذه الحالة، ونتيجته سريعة وعالية وخاصة لدى الأطفال الذين يعانون انتفاخ البطن، فيمكن تناول نصف ملعقة صغيرة من الكمون، وسوف تكون النتيجة فورية، وللتخلص من هذه الحالة أيضاً ينصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من البوتاسيوم، مثل البطيخ والطماطم والفراولة وغيرها من الأطعمة الأخرى؛ لأن البوتاسيوم يساعد بشكل كبير في التخلص من هذه المشكلة، ويفضل تناول السوائل الدافئة، والابتعاد عن تناول كميات كبيرة من الخس والجرجير والفجل، والتقليل قدر الإمكان من الوجبات الجاهزة التي يضاف إليها العديد من الإضافات الكيميائية، مثل المواد الحافظة والألوان الصناعية والنكهات ومكسبات الطعم والرائحة ومركبات كثيرة أخرى، لا يستطيع الجهاز الهضمي التعامل معها وتظل في الجسم فترات طويلة، وتحدث اضطرابات مستمرة لعملية الهضم ينتج عنها حالة الانتفاخ المؤذية، ويمكن استخدام بعض الأدوية التي تقلل من هذه الظاهرة، مثل بعض أنواع الفوارات وأقراص الكربون التي تقوم بطرد الغازات وتتوافر في الصيدليات. اللبن حل مثالي توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول اللبن يساعد على التخلص من غازات البطن بصورة كبيرة، بالإضافة إلى إزالة الدهون التي تتراكم في البطن، وذلك بسبب احتوائه على نوع من البكتيريا النافعة، والتي تشارك بدور فعال في عملية الهضم والتخلص من ظاهرة الانتفاخات المزعجة، ويعمل على طرد البكتيريا المسببة لرائحة الفم الكريهة من الحلق، وتطهير المعدة من الفضلات وتهدئة الجهاز الهضمي من الاضطرابات، ويقوي المعدة بصورة كبيرة ويوقف مشكلة الإسهال، ويساهم في فتح الشهية، وتعود فائدة تناول اللبن في حالة انتفاخات البطن إلى مادة اللاكتوز باشيلس، وهي ميكروب ميكروسكوبي يهاجم الكائنات غير المرغوب فيها من خلال عمل بيئة حمضية، لها القدرة على مقاومة ومهاجمة الأنواع الأخرى من الجراثيم والميكروبات والطفيليات والكائنات التي تضر المعدة والأمعاء، وتسبب حالة من التخمر الحاد الذي تنتج عنه كميات ضخمة من الغازات والانتفاخات، فهو مطهر قوي للأمعاء يقضي على حوالي 88% من الجراثيم الضارة، كما أنه من الأطعمة الخفيفة وسهلة الهضم مقارنة بالحليب الذي يصنع منه، كما يفيد تناول اللبن الأشخاص الذين يعانون التهاب الكبد وضعف الكلى، ومعالِج لمشكلة تخمرات المعدة بقدرته على طرد الغازات، ويمنع تكوين حصوات الكلى والمثانة ومفتت للرمال، ومهدئ للأعصاب ولذلك يفضل تناوله قبل الذهاب إلى النوم.
مشاركة :