أجريت دراسات متعددة في الفترة الأخيرة لمعرفة مدى تأثير بعض الأدوية والعقاقير المخصصة في علاج اضطرابات المعدة ومشكلة ارتجاع المريء، وتبين من نتائج هذه الدراسات أن هذه العلاجات تسبب ضرراً للكلى نتيجة تكوين الحصوات كأثر جانبي لهذه الأدوية، وكشفت دراسة سابقة عن وجود علاقة للتأثير السلبي لهذه العلاجات وبين الإصابة بأمراض القلب، كما أكد فريق من الباحثين الإيطاليين أن بعض العقاقير المستخدمة في علاج الحموضة وحرقة وقرح المعدة تؤدي إلى حدوث أمراض مزمنة في الكلى، وهو ما يستدعي الانتباه والحذر عند استعمال هذه الأدوية وعدم الإفراط في تناولها، واستشارة الطبيب المستمرة حول العلاج بها، وإمكانية استبدالها بأنواع أخرى غير ضارة على القلب والكليتين.قام باحثون أمريكيون بعمل دراستين لمعرفة درجة تأثير نوعين من أدوية المعدة على الكليتين، الأول مثبطات مضخة البروتون المستخدمة لعلاج اضطرابات المعدة، وراجع الباحثون التقارير العلاجية لملفات 188 ألف شخص متطوع لا يعانون من أمراض الكلى في بداية الدراسة، ثم وضعت خطة لمراقبة الأشخاص الذين يتعاطون مثبطات مضخة البروتون لمدة 13 سنة، وكذلك متابعة مجموعة أخرى تتناول حاصرات مستقبلات الهستامين2 لفترة 25 عاما، وتوصلت النتائج إلى ظهور أعراض الإصابة بمرض حصوات الكلى لدى 3500 شخص منهم.وذلك بعد ضبط العوامل الأخرى ووضعها في الحسبان وهي العمر والتدخين والنشاط البدني ومؤشر كتلة الجسم، والأمراض والأدوية الأخرى ونوعية الطعام وبعض العوامل الأخرى.توصلت النتائج إلى أن تناول مثبطات مضخة البروتون سبب حوالي 13% من حالات حصوات الكليتين، وتعاطي حاصرات مستقبلات الهستامين 2 أدى إلى حدوث 14% من مشكلة الحصوات، كما تبين أن بعض من يتناولون مثبطات مضخة البروتون أصبح لديهم طرد أقل لبعض المواد مثل أكسلات الكالسيوم والماغنيسيوم والسترات مع البول، وهي التي تعمل على تحفيز وتكوين حصوات الكلى، وتفسر الدراسة أن هذه الأدوية ارتبطت بحصوات الكلى بنسب بسيطة، ولكن دراسة جديدة أثبتت أن استخدام هذه العقاقير السابقة يساهم في تأخير علاج أمراض الكلى.ويعد ذلك تدعيما لنتائج الدراسة السابقة، وفحص الباحثون بيانات 153 ألف مستهلك لهذه الأدوية وظهر أن استخدام المثبطات أدى لإصابة أكثر من 32% من حالات الإصابة بأمراض الكلى المزمنة والفشل الكلوي، وتسبب في أكثر من 52% من مشكلة تراجع معدلات الترشيح الكبيبي وهو تقييم لعمل الكليتين.
مشاركة :