ربما يكون اختيار بطلة منافسات فردي السيدات في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس التي تنطلق غداً، وتستمر حتى 28 الشهر الحالي، بمثابة ضربة حظ إذ ترك غياب سيرينا ويليامز المتواصل الباب مفتوحاً أمام الجميع. ومن سيرث عرش سيرينا هو سؤال صعب لكثير من نقاد التنس الذين يجدون صعوبة بالغة في الخروج بإجابة مؤكدة.وقرَّرَت اللاعبة الأميركية، التي نالت اللقب في العام الماضي في ملبورن رغم أنها كانت في الأسابيع الأولى لحملها لترفع رصيدها إلى 23 لقباً في البطولات الأربع الكبرى، عدم الدفاع عن عرشها، قائلة إنها ليست في حالة بدنية مناسبة للمنافسة. لكن هل كانت تستطيع الفوز بلقبها 24 والأول كأم وزوجة؟! سيبقى ذلك مجرد سؤال نظراً لعدم مشاركتها في كثير من المباريات، رغم أنها قد تكون اللاعبة الوحيدة القادرة على تحقيق هذا الإنجاز بعمر 36 عاماً.وستعود للمنافسة على مزيد من الألقاب في وقت لاحق من العام، لكن في الوقت الحالي سيسلط الضوء على هؤلاء اللاتي يأملن في تعزيز مكانتهن لوراثة عرش سيرينا، أفضل لاعبة في التاريخ حتى الآن. وتدخل سيمونا هاليب البطولة، وهي تتصدر التصنيف العالمي، لكنها لم تَفُز بأي من ألقاب البطولات الأربع الكبرى، حيث سقطت في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة العام الماضي بهزيمتها أمام اللاتفية إيلينا أوستابنكو صاحبة الضربات القوية.وتعد الإسبانية غاربين موغوروزا الفائزة في ويمبلدون العام الماضي، الذي كان لقبها الثاني في البطولات الأربع الكبرى من أبرز المرشحات للهيمنة على البطولة أيضاً.وستختبر كارولين وزنياكي المصنفة الثانية في البطولة فرصتها في نيل اللقب الأول في البطولات الأربع الكبرى، كما لا يمكن استبعاد فينوس ويليامز التي بعمر 37 عاماً من تحمل لواء العائلة في غياب شقيقتها الصغرى رغم أن مباراتها في الدور الأول أمام بليندا بينتشيتش ستكون اختباراً صعباً. والروسية ماريا شارابوفا التي تعود إلى ملبورن للمرة الأولى منذ سقوطها في اختيار عقاقير في 2016، وإنهاء فترة إيقافها، هي لاعبة أخرى تملك الخبرة والقوة للتألق، وهي مع الألمانية انجليك كيربر فقط سبق لهما الفوز باللقب في ملبورن بارك.لكن القائمة أطول مما يعتقد البعض. وقالت كريس إيفرت الفائزة باللقب في أستراليا مرتين والمعلقة بشبكة «إي إس بي إن» التلفزيونية في البطولة «لا توجد لاعبة نجحت في فرض سيطرتها على اللعبة منذ غياب سيرينا. على الجانب الآخر ربما تكون الأمور مثيرة للاهتمام لأن هناك 20 لاعبة يمكنها حصد اللقب. لم نستطع قول ذلك قبل عشر سنوات أو حتى خمس».وأثبتت مواطنتها الأميركية سلون ستيفنز ذلك عندما فاجأت الجميع لتفوز بأولى ألقابها في البطولات الأربع الكبرى، عندما انتصرت في نهائي أميركا المفتوحة على ماديسون كيز، وهي أميركية أيضاً. لكن إيفرت تعتقد أنه قد يكون اللقب هذه المرة من نصيب الرومانية هاليب. وأضافت: «أقول ذلك بعدم اقتناع واضح، لكني أشعر أنه مثلما عانت هاليب من نتائج مخيبة للآمال في البطولات الكبرى في 2017، فإنها عاقدة العزم على قلب الأمور هذه المرة. أشعر فقط أنها تقدم الأداء الأفضل في الوقت الحالي وبكل قوة وصلابة».وربما تلعب هاليب في الدور الثالث ضد بترا كفيتوفا بطلة ويمبلدون مرتين كما أنها في النصف نفسه من القرعة مع موغوروزا التي ربما تواجه شارابوفا في الدور الرابع. وفي النصف الآخر من القرعة، ربما لن تشعر وزنياكي بقلق في الأسبوع الأول من البطولة، لكن هناك مواجهة محتملة في دور الثمانية ضد أوستابنكو.- فيدرر يتقدم مرشحي الرجالربما يرى البعض أن أباً لأربعة أبناء في السادسة والثلاثين من عمره لا يملك أي فرصة في الفوز بألقاب في البطولات الأربع الكبرى، لكن هل يقبل السويسري المتألق دائماً روجر فيدرر بهذا الرأي، بينما يستعد للسعي لحصد لقبه السادس في بطولة أستراليا المفتوحة للتنس، ومعادلة الرقم القياسي في غضون أسبوعين. وسيشارك فيدرر للمرة 19 في القرعة الرئيسية لبطولة أستراليا المفتوحة على ملاعب ملبورن بارك ويتطلع لإحباط «الجيل التالي» من اللاعبين مجدداً، ويدافع عن لقبه الذي حققه العام الماضي خلال انتفاضة مذهلة عقب تعافيه من جراحة في الركبة.لا توجد أي مشكلات تتعلق بحالته البدنية هذا العام، ولو صدقت التوقعات، فإن بقية اللاعبين وهم 127 لاعباً سيقنعون بالمنافسة على ما سيتركه لهم النجم السويسري في البطولة.وسيواجه فيدرر، المصنف الثاني، في الدور الأول السلوفيني الياش بيديني صاحب التصنيف المتوسط، بعدما قدم اللاعب السويسري مسيرة خالية من الهزائم في كأس هوبمان للفرق المختلطة. ويعاني منافسو فيدرر الكبار من إصابات أو عادوا للتو منها. ومن بين «الأربعة الكبار» يغيب آندي موراي لهذا السبب.ويبدو الفوز باللقب العشرين في البطولات الكبرى إجراء شكلياً للاعب حقق الإنجاز بسلاسة في بطولة العام الماضي، لكن طريق فيدرر هذه المرة ربما لا يكون مستقيما تماما. ويكمن الخطر في كل اتجاه تقريباً، سواء من جانب ميلوش راونيتش، الذي سبق وخسر في نهائي ويمبلدون أو المتألق خوان مارتن ديل بوترو الذي تغلب على فيدرر في نهائي بطولة أميركا المفتوحة 2009، والمتوقع أن يواجههما فيدرر قبل دور الثمانية.ولن تمثل مواجهة فيدرر ومنافسه الإسباني الرائع رفائيل نادال المصنف الأول في النهائي، في إعادة للمباراة الختامية العام الماضي مفاجأة لكثير من المتابعين. وتقاسم الثنائي البطولات الأربع الكبرى فيما بينهما العام الماضي إذ أنهى نادال (31 عاماً) الموسم في صدارة التصنيف العالمي ليصبح أكبر لاعب سناً ينهي العام على رأس قائمة التصنيف.وسيوزع جمهور البطولة مساندته بين عملاقي البطولات الكبرى لكن اللاعبين الأصغر سناً سيتمنون خروج هذين اللاعبين. وعاماً بعد عام ينهي «الأربعة الكبار»، انتفاضة وبريق «الجيل القادم» من اللاعبين. ورغم ابتعاد موراي ونوفاك ديوكوفيتش عن المنافسات معظم العام الماضي بسبب الإصابة فشل «الجيل الجديد»، من اللاعبين في تحقيق أي نجاح في البطولات الأربع الكبرى.وترجح معظم التوقعات أن يكون المصنف الثالث جريجور ديميتروف صاحب أفضل فرصة بين اللاعبين الصغار، لتحقيق نجاحات في ملبورن. لكن يظل معدل ترشيح اللاعب البلغاري أقل من ديوكوفيتش، الذي تثور حوله كثير من الشكوك، بسبب ضربات إرساله بسبب مشكلة في المرفق، وسيكون المصنف 14، رغم أنه بالكاد أمسك بمضرب خلال الشهور الستة الماضية. ويسعى ديوكوفيتش مايسترو ملبورن بارك إلى رقم قياسي بالفوز بلقبه السابع في «أستراليا المفتوحة»، بينما تأمل الجماهير في إحداث مفاجأة كبيرة قد يكون الألماني الكسندر زفيريف (20 عاماً) بطلها عقب تألقه في 2017.ومثل الأسترالي نيك كيريوس (22 عاماً) يملك زفيريف قدرات رائعة تمكنه من الإطاحة بأفضل المنافسين، لكنه غالباً ما ينهار في المراحل المتقدمة. وينظر إلى النجاح في البطولات الكبرى باعتباره مسألة وقت لزفيريف، لكن لفيدرر دائم الشباب يظل جاهزاً لإحباط انتفاضة شبابية أخرى.
مشاركة :