< تمكن الشاب السعودي محمد بافرحان (اللمبي)، من كسب قلوب مئات الجماهير التي كانت متعطشة للقائه، إذ دمج في العرض الكوميدي الذي قدمه من الكوميديا والفكاهة مع التأكيد على فكرة الجمع بين الثقافات العربية، «لا فرق بيننا في الجنس واللون والهوية». تابع اللمبي وسط حضور مئات الزوار إلى متنزه الملك عبدالله في الواجهة البحرية في فعاليات مهرجان «ليالي شرقية»، والذي تنظمه أمانة المنطقة الشرقية، معتبراً أن الفن رسالة تسهم في جمع الثقافات، ولا سيما بعد الاعتراف به، فثقافة الفن تقرب النفوس وتثير البهجة والسرور، وتجذب السياح، وضاف: «فما هو ملحوظ في مهرجان ليالي الشرقية العربي أن أعداد الزوار في اليوم الأول من الفعاليات فاق التوقعات، على رغم أنني للمرة الأولى أقدم عرضاً فنياً كوميدياً في المنطقة الشرقية، إلا أنني شعرت بالتقارب والانسجام مع أهالي المنطقة، الذين أبدوا ارتياحهم وفرحتهم، وكان للمهرجان أصداء دولية، ألزمتني بالشعور بالمسؤولية تجاه جماهيري المنتظرين وجودي بينهم». الجماهير من الجنسين، احتشدوا مرددين «اللمبي اللمبي»، كانوا على موعد مع الشخصية الكوميدية لطرح أفكار متنوعة بصيغة فكاهية، فالساعات التي قضاها المتفرجون والتي استمرت نحو 45 دقيقة مع تلك الشخصية، أصهرت تمازج فني، ولا سيما أن الشاب اللمبي هو سعودي، ويجيد اللهجة المصرية بطلاقة، فما كان من أبناء الجالية المصرية إلا الوجود بكثافة، معبرين عن فرحتهم بالتصفيق وتوجيه التحية، وما شد انتباه اللمبي فرحة الأطفال وإصرارهم على بقائه وقت أطول على خشبة المسرح، موجهاً لهم رسالة «أنتم أحبائي وعلى رأسي»، محققاً رغبة جماهيره في زيادة الوقت المخصص له. يربط اللمبي بين الثقافة الحالية في الفن والتاريخ الماضي، ويقول «نحن بذلك حققنا السياحة الداخلية، وأعتقد أن هذا العام هو عام ولادة الفن السعودي، إذ ستصبح المملكة الوجهة الأولى في السياحة عربياً، وهذا ما سيعزز المواهب الشبابية في الغناء والتمثيل والمسرح وجميع أنواع الفنون التي تتكئ عليها المهرجانات على مستوى العالم العربي». لم يستغرب اللمبي من كثافة الجماهير، واصفاً استقبالهم، «أهل الفن والذوق، فالمنطقة الشرقية ساحلية، فهم الأكثر هدوءاً كهدوء البحر، فما أعجبني في الشرقية نظافة المكان والاستعداد للمهرجان ولقاء الجماهير المدرك لرسالة الفن». ومن جانب آخر تعتبر الانطلاقة الأولى للزوار لارتشاف القهوة، فجلسات التراث القديمة والمقاهي الشعبية أعادت مظاهر حياة البسطاء فيها، وأتاحت فرصة للأبناء للتعرف عن قرب على حياة الآباء والأجداد في الماضي في ظل وجود «الدكاك» و«المركاز» ليجلسوا فيها ويحتسوا الشاي المطعم بحبات الهيل والقهوة العربية وتذوق الأكلات الشعبية، فيقصد الزوار كافة المقهى مقصداً لمن يدخل إلى أروقة المهرجان لاحتساء الشاي الساخن والقهوة المميزة التي تجوب رائحتها المكان والأكلات الشعبية. أبوحيان الذي يجوب بين الزوار ويروي لهم تاريخ القهوة في المنطقة الشرقية، يقول: «قهوتي قادرة على رواية التاريخ، فأنا لم أتكلم إلا أن قهوتي أعادت أمجاد الماضي العريق، فما يميز قهوة المنطقة الشرقية الهيل والزعفران والشيبة، وهي نبات عطري، وحب الأهالي للشاي جعلني أستعيد طرقه القديمة، فالشاي اللومي والكركي وغيره من أنواع الشاي، حازت على محبة الزائرين، لتلذذهم بالطعم التراثي وتمسكهم بتقاليدهم، وكان للجاليات الأوروبية والعربية حضوراً واسعاً في مقاهينا الشعبية، فلم يأتي وفد إلا وتعرف على الشاي والقهوة والمأكولات الشعبية والحلويات، وكان الزي الشعبي الذي نرتديه، تعبيراً عن تاريخ المنطقة الشرقية»، وما إن تبدأ في ارتشاف القهوة إلا وتسحرك طريقة تقديمها والفناجين التي تشرب فيها المزينة بالرسومات الجذابة ما يجعل الزائر يقع أسيراً بين الماضي والحاضر. ويختم قوله «كنت بائع بسطة لإبريق شاي واحد، وأمانة المنطقة الشرقية وضمن مهرجان «ليالي شرقية» قدمت كل الدعم لتوسعة العمل، وحصلت على ترخيص قهوة متنقلة، والآن أصبح لدي مقاهٍ وموظفين، والمهرجانات أيقونة تقدم كل وجوه الدعم للفولكلور والتراث الشعبي، وهذه وجهة سياحية استثمارية حديثة ستحقق نقلة نوعية». أم عبدالعزيز، وهي بائعة للشاي والقهوة، تقول: «المهرجان، ولا سيما المقاهي به أعاد ذاكرتي لأيام الطفولة، وذلك من خلال تجسيده لنسخة طبق الأصل عن الجلسات القديمة، بما فيها المركاز والجلسات القديمة، والبيوت ذات الأبواب والنوافذ الخشبية والفوانيس المعلقة على جدرانها، والأزقة الحافلة بالأسواق والدكاكين، التي تبيع للمارة أصنافاً من الأكلات الشعبية والزخارف والمنسوجات وأعمال الخزف والملابس الشعبية، وإذا أحس الزائر بالتعب ويريد أخذ قسط من الراحة فهناك مقاعد من الخشب ليجلس عليها، ويتذكر نسمات الزمن الجميل، من خلال مأكولات ومشروبات كالبليلة والقهوة والشاي والكرك والزنجبيل». وتضيف أم عبدالعزيز: «إن خلطات القهوة والبهارات تزدهر في الأعياد والمناسبات والمهرجانات والطلب على خلطات القهوة بكثرة خاصة في المهرجانات، نتيجة لافتقاد الجيل الحالي لأصالة النكهات الشعبية العربية فلا يتقن الجميع صناعتها، ولكن كبار السن من يتقن إعدادها بمهارة فالقهوة العربية والتمور في جلسة مريحة، وحكايات قديمة، تمنح الراحة النسبية والهدوء». وفي شأن متصل لم تنتظر قنصل الولايات المتحدة الأميركية لحين بدء فقرة الاستعراض بالخيول، التي تلي إعلان إطلاق بطولة الشرقية للفروسية 2 «عز وهيبة»، حتى قامت بتوثيق مشاعر إعجابها بالتنظيم للمهرجان ومنظر الفرسان وهم يمتطون خيولهم من خلال التقاط صوراً فوتوغرافية عدة من طريق هاتفها المحمول «الجوال»، إضافة إلى مشاركة زوجها لها بذات الشعور باستخدام كاميرا احترافية، بحضور عدد كبير من الشخصيات والمشاركين، أول من أمس الجمعة. وكانت الجولة التي قام بها أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير والمدير العام للعلاقات العامة والإعلام بالأمانة محمد الصفيان ووكيل الأمين للتعمير والمشاريع المهندس عصام الملا ورئيس بلدية محافظة الخبر رئيس اللجنة التنظيمية للمهرجان المهندس سلطان الزايدي برفقة قنصل الولايات المتحدة، وعدد من المسؤولين الحكوميين وكبار الشخصيات، في أركان موقع المهرجان خير دليل، إذ التقت بالمشاركين وقامت بتوثيق فعاليات المسرح لحظة بلحظة، عبر هاتفها المتنقل. وشهد المهرجان في ثاني أيامه، ولحظة افتتاحه رسمياً أول من أمس، توافد أعداد كبيرة من العائلات، الذين توزعوا ما بين مقاعد متابعة فقرات جولات الفروسية، إضافة إلى مشاهدة العروض المسرحية للأطفال، وانتظار مشاهير الإنشاد، كذلك التنقل ما بين الايفنتات والتقاط صوراً للمشاركين الصغار في فقرات الفروسية.
مشاركة :