مصر: «حيوانات مفترسة» تقلق طيبة الفرعونية

  • 1/14/2018
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن قاطنو محافظة الأقصر (جنوب مصر) يتصورون أن تبدأ معاناتهم بإزالة السلطات تلالاً من القمامة تراكمت فوق جبال متاخمة لقراهم. فما كاد أهالي أبرز مدينة أثرية في مصر الفرعونية يلتقطون أنفاسهم بعد حل مشكلة القمامة، حتى دهمهم خطر أعظم، إذ هددت حيوانات مفترسة قراهم بحثاً عن طعام كانت تلتقطه من بين أكوام النفايات، ما أسفر عن جرح 15 مواطناً. وطالبت سلطات المحافظة بحملات تمشيط الظهير الصحراوي المتاخم للمناطق الآهلة بالسكان للقضاء على هذه الحيوانات. وتعد محافظة الأقصر من أبرز المقاصد السياحية الأثرية، وكانت عاصمة مصر الفرعونية وعرفت باسم «طيبة»، وتضم عدداً ضخماً من المعابد الفرعونية أشهرها معبدا «الكرنك» و «الأقصر». وتأهب أهالي المحافظة لمطاردة الحيوانات المفترسة التي رجح سكان أنها من فصيلة الذئاب، واعتبر آخرون الأمر مجرّد فصل من أسطورة «السلعوة» التي طالما غزلت منها حكايات تروى للأطفال في الريف المصري. وقال سكان قرى الأقصر الجنوبية إن الحيوان الذي يهاجم قراهم «له أرجل خلفية طويلة ووجه يشبه الذئب وذيل قصير لا يكاد يُرى». وزودت السلطات في المحافظة كل المناطق السكنية المتاخمة للصحراء بأحدث وسائل الإضاءة لطمأنة الأهالي وتهدئة روعهم. وعلى رغم الرعب الذي أثارته الحيوانات، خصوصاً أثناء مهاجمتها القرى نهاراً، وافتراسها ماشية ودواجن، لم يخلُ الأمر من الطرافة، إذ قتَل مواطن في مركز إسنا (جنوب الأقصر) ذئباً مفترساً ثم التقط صور «سيلفي» معه متباهياً هو وأصدقاؤه. وفي عزبة باسيلي طاردت سيدة ذئباً مفترساً لتنقذ رضيعها بعدما خطفه الحيوان المفترس محاولاً الفرار به باتجاه الصحراء. ويرتبط ظهور هذه الحيوانات المفترسة في قرى الأقصر، بتأويلات شعبية عدة، فبخلاف السيناريو الأقرب إلى الواقع الذي رُبط بإزالة تلال القمامة، ظهرت تأويلات خرافية، إذ نسج الأهالي روايات عن «لعنة الفراعنة»، متذرعين بأن الحيوانات المفترسة تشبه «أنوبيس» (آله الموت عند المصريين القدامى) في عصر مصر الفرعونية. كما انتشرت روايات مثيرة عن الحيوانات في الأوساط الشعبية، ويتداول الناس قصص «العجل الضخم» الذي يحرس كنزاً خلف تمثالي ممنون الشهيرين غرب الأقصر ويزعمون ظهوره في الليالي القمرية فقط. واللافت أن البعض ربط بين هذا «العجل الخرافي» ومهاجمة الذئاب قراهم، وظهور طيور غريبة قبل سنوات في قرى محافظة سوهاج وحوادث السطو على الكنوز الأثرية. وردّ بعض الأهالي انتشار الذئاب إلى نشرها في مزارع الموز عمداً بعدما أطلقها أصحاب المزارع المتاخمة للظهير الصحراوي وسط زراعاتهم لإخافة السكان من الاقتراب من محاصيلهم.

مشاركة :