مسلسلات باكستانية تحظى بشعبية بفضل طرحها محرمات اجتماعية تسعى مسلسلات تلفزيونية باكستانية ذات طابع توعوي إلى أن تكون مرآة تعكس ما يدور في المجتمع وتسلط الأضواء على المحرمات الاجتماعية، محققة نسب مشاهدة كبيرة تعكس رغبة بعض الباكستانيين في إيجاد حلول لمسائل اجتماعية عالقة.العرب [نُشر في 2018/01/14، العدد: 10869، ص(24)]التكاتف لنقل الواقع إسلام آباد - كانت قنديل بلوش، نجمة مواقع التواصل الاجتماعي في باكستان، تحلم خلال حياتها بالشهرة وترك بصمة في بلدها، هذه الشابة التي قتلت على يد شقيقها دفاعا عن شرف العائلة قد تحقق مرادها بعد وفاتها عن طريق التلفزيون. وباتت بلوش، أكثر شهرة اليوم من أي وقت مضى. وقد اقتبست سيرتها المأسوية في مسلسل تلفزيوني يحقق نسب مشاهدة مرتفعة يحاول مع أعمال أخرى من النوع عينه هز المحرمات الاجتماعية في هذا البلد المحافظ. ويروي مسلسل باغي أي المتمرد قصة الصعود الاجتماعي للشابة بلوش عبر مواقع التواصل الاجتماعي قبل نهايتها المأسوية. وشوهدت الحلقة التجريبية أكثر من 1.6 مليون مرة عبر يوتيوب. وانقسم الباكستانيون حيال مقتل بلوش، إذ علق البعض على هذه الجريمة منددا بجرائم الشرف التي تودي بحياة المئات من الباكستانيات سنويا ويفلت مرتكبوها عموما من العقاب. إلا أن أصواتا أخرى لجهات محافظة تحاملت على الشابة باعتبار أنها تخطت الحدود مع صورها الذاتية وتسجيلاتها المصورة الاستفزازية بالمعايير الاجتماعية الباكستانية. وجدد اقتباس سيرتها في مسلسل تلفزيوني الجدل في شأن هذا النوع من الجرائم. وهو واحد من المسلسلات التي تتطرق إلى مسائل اجتماعية مثل العنف الأسري والزيجات القسرية أو المبكرة والتمييز ضد النساء وحقوق المرأة. وتحقق هذه الأعمال نجاحا كبيرا لدى سكان باكستان البالغ عددهم حوالي 207 ملايين نسمة. وبحسب الهيئة الباكستانية لمراقبة وسائل الإعلام، ما يقرب من ثلثي المشاهدين شاهدوا في لحظة معينة في 2016 قنوات تبث هذه المسلسلات. وبيّن كذلك استطلاع للرأي أجراه معهد غالوب أن 67 بالمئة نسبة المشاهدات البالغات و56 بالمئة من الذكور يشاهدون برامج ترفيهية وخصوصا مسلسلات. ويجعل نجاح هذه الأعمال منها أدوات ذات فاعلية كبيرة وفق المحامية بنازير جاتوا التي تعمل لحساب مؤسسة أورا المتخصصة في مراقبة حقوق النساء. ويتطرق مسلسل آخر هو مجهي جيني دو (دعوني أعيش) إلى مسألة تزويج القاصرات. وقالت إنجلين مالك مخرجة المسلسل “من سيعلم أن هذا الأمر جريمة إن لم ننشر الوعي حوله؟”. وتحتل قناة “هم”، أبرز المحطات التلفزيونية الترفيهية في البلاد، موقعا رياديا في التطرق لهذا النوع من المواضيع الاجتماعية في المسلسلات. وعرضت القناة في 2016 مسلسل (الهروب) الذي يروي قصة فتاة تتعرض لاعتداء جنسي من زوج والدتها، ما أثار جدلا بشأن العنف الجنسي الذي يتعرض له الأطفال في المنزل. وأشارت عبيدة راني إلى أن هذا المسلسل “نقل هذا الموضوع الحساس إلى كل الأسر حيث النقاشات بشأن الجنس محرمة دائما”. وأفادت سلطان صديقي منتجة مسلسل يدعى “سمّي” أنه يسعى لأن يكون مرآة عن المجتمع ومثالا عن طريقة “عرض موضوع محظور بالطريقة الصحيحة”. كما أن جاتوي تدعو كتاب السيناريو إلى إظهار “مسؤولية كافية في معالجة هذه المواضيع الحساسة”.
مشاركة :