كشف الدكتور عبد الحكيم أحمد اليافعي، استشاري أول ورئيس قسم الأسنان في مستشفى الوكرة بمؤسسة حمد الطبية، وزميل الكلية الملكية للجراحين في بريطانيا، في حوار لـ «العرب» عن إضافة جهاز «الغاز الضاحك»، والذي يستخدم لمن يشعرون بالخوف من علاج الأسنان، منوهاً بأن الجهاز هو الوحيد في قطر. وأشار إلى أنه تعامل مع كثير من الحالات من ذوي الاحتياجات الخاصة، واستطاع أن يصل لهدف متميز، وهو التعاطي مع 320 حالة من مرضى التوحد، مرجعاً تسوس أسنان الأطفال لإهمال الوالدين.وأكد أن قسم الأسنان بمستشفى الوكرة لديه الكثير من الإجراءات لمواجهة قوائم الانتظار، والتي أثبتت نجاحها، حيث وصلت بعض التخصصات إلى صفر انتظار بين الحالات، مشدداً على أن ثقافة المجتمع هامة في المحافظة على الأسنان، وإلى نص الحوار.. في البداية نود التعرف على آخر المستجدات في قسم الأسنان بمستشفى الوكرة؟ ■ آخر مستجدات القسم هو جهاز «الغاز الضاحك»، ويستخدم لمن يشعرون بالخوف من علاج الأسنان، فيذهب عنهم الخوف، والجهاز هو الوحيد في قطر، وهو آخر إضافات قسم الأسنان. بنظرة أقرب.. ما هو الجهاز الجديد؟ ■ الجهاز يستخدم كنوع من التخدير، والتخدير أنواع، فمنه ما هو إغماء كامل، أي تخدير عام، ومنه ما هو المؤقت، والأول يستخدم في غرف العمليات، ولكن الجهاز الجديد يتميز بأنه لا يصل بالمريض لدرجة الإغماء، ولكن يعطيه تخديراً لعضلات الجسم، إضافة إلى «الضحك»، لذا يسمى بالغاز الضاحك. وما مدى أهمية مثل هذا الجهاز؟ الكثير من الحالات تأتي لنا ولديها حالة خوف من علاج الأسنان، ما يسمى بـ «فوبيا»، نتيجة لتعرض المريض لخلع سن في صغره، ما سبب له الألم، أو قصة تأثر بها، أو أن الخوف انتقل إليه من المقربين، وفي هذه الحالات يكون لدينا حلان، إما أن نحوله لتخدير كامل، وهذا الخيار صعب، لأن غرفة العمليات لا تكون متوفرة على مدار الأسبوع، فمن خلال عملي كرئيس قسم واستشاري أول لدي يوم واحد في الأسبوع بغرفة العمليات، ومن غير المنطقي في الوقت نفسه أن نشغل غرفة العمليات كلها من أجل خلع ضرس واحد، فغرفة العمليات تحتاج للكثير من التحضيرات، إضافة إلى تخدير المريض، ولكن الجهاز الجديد لا يتطلب إلا أن يجلس المريض على المقعد ويشم الغاز الضاحك، ويتنفس الغاز لمدة 10 دقائق إلى 15 دقيقة، ثم نستأنف عملية علاج السن أو الضرس، ويمكن أن نستعين بالجهاز يومياً في التعاطي مع حالتين أو ثلاثة، فلا إشكال في ذلك، فنعتمد على الغاز الضاحك فقط، فغرفة العمليات هامة، ولا يمكن أن نهدر قدراتها في حالات غير ذات حاجة. قسم الأسنان في مستشفى الوكرة مخصص له يوم في غرفة العمليات، كيف تستثمرونه؟ نعمل على استثماره في التعامل مع حالات ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي من الأمور التي نوليها اهتماماً كبيراً. ثمة حديث دائم عن تبنيكم لحالات مرضى التوحد.. فهل لنا بمزيد من الشرح؟ ■ لدي اهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة.. وتقريباً الآن وصلت لهدف متميز، هو أنه لا يوجد أي من أطفال التوحد يعاني من مشكلات الأسنان، فقد تبنيت هذه الحالات تقريباً، فأكثر من 120 حالة تعاملت معها تحت تخدير كامل، و200 حالة كانت حالات خفيفة، ودائماً ما أحرص على أن تكون حالات غرفة العمليات لذوي الاحتياجات الخاصة، وهم في استمرار دائم، فأتعامل مع 3 حالات أسبوعياً، والكثير من هذه الحالات تعاملت معها في غرفة العمليات، التي حرصت منذ تأسيسي للقسم على أن يكون للقسم يوم بها، مخصص لحشوات الأسنان وجراحة الفكين، والآن نستثمره في حالات ذوي الاحتياجات الخاصة. ماذا عن الأطفال الطبيعيين الذين يعانون من تسوس الأسنان؟ ■ تسوس أسنان الأطفال ناتج عن إهمال الوالدين، ونتمنى بالفعل أن نساعدهم، ولكن لدينا الكثير من الحالات التي تحتاج لاهتمام أوسع، والتي لا يمكن التعامل معها على المقاعد العادية وتحتاج إلى غرفة العمليات، ونحمد الله أنه بعد قدوم جهاز الغاز الضاحك، سيمكننا من إجراء الكثير من الحالات التي لم تكن لتُجرى إلا تحت التخدير الكامل. كم يبلغ عدد مراجعيكم بقسم الأسنان في مستشفى الوكرة؟ ■ الأمر يختلف من تخصص لآخر، فالمريض في كل تخصص يحتاج إلى وقت يختلف عن غيره من الحالات، وهذه المدد في النهاية هي التي تحدد إجمالي عدد المراجعين إلى كم قد يصل. هل تستقبلون الحالات بصورة مباشرة أم المحولة من المراكز الصحية؟ ■ المركز الصحي يقدم بعض خدمات الأسنان، كالحشوات والتنظيف وغيرها، ولكن باقي الحالات يتم تحويلها لنا، كالتقويم والتلبيس والزراعة أو الحالات التي تحتاج إلى تخدير كامل، وعملنا يرتكز على هذا الأساس، والطبيب في القسم يعمل على حالات محددة، فمنهم من يعمل على العصب، ولا يعمل على شيء غير هذه الحالات. قوائم الانتظار هي من الشكاوى المتكررة بالنسبة لعيادات الأسنان في مؤسسة حمد الطبية.. فما هو رأيكم في هذا الأمر؟ الكثير من الأسباب وراء قوائم الانتظار الطويلة، فالدول الاسكندنافية على سبيل المثال، نسبة التسوس بين الأطفال بها 13 %، أما في قطر فتصل إلى 90 %، وقدرة طبيب الأسنان على التعامل مع الحالات تختلف عن غيرها من التخصصات، فيمكن أن يستمر طبيب الأسنان مع الحالة لأكثر من ساعة، فقدرة الطبيب لا تتعدى متابعة 3 إلى 4 حالات، حسب المعيار الأوروبي والأميركي، في حين أن تخصصاً آخر يمكن أن يصل عدد الحالات التي يمكن للطبيب أن يتابعها في اليوم الواحد لأكثر من 20 حالة. وهل من إجراءات اتخذتموها لمواجهة قوائم الانتظار الطويلة؟ ■ نعم.. حرصت على إضافة «العمل لوقت إضافي»، بحيث يعمل الطبيب مقابل مبلغ مالي إضافي، الأمر الذي قلل من قوائم الانتظار، ووصلت في بعض التخصصات إلى صفر، كتخصص العصب، بعدما كانت قائمة الانتظار عليها 400 حالة، وهذا الخيار يقلل التكلفة على مؤسسة حمد الطبية، وفي الوقت نفسه يحفز الأطباء على المزيد من العمل، وفي الوقت الحالي نخطط للعمل على ورديتين، بحيث نعمل من السابعة صباحاً وحتى السابعة مساءً، بحيث نستثمر كراسي الأسنان أفضل استثمار، وبعض العيادات بدأت كعيادة العصب، التي يعمل بها طبيبان من الصباح وحتى المساء. ما هي رسالتكم للمجتمع؟ ■ ثمة تعاون بين المراكز الصحية ومستشفيات مؤسسة حمد الطبية، ولكن الضلع الثالث في هذه العملية هو ثقافة المريض، فالمريض إذا كان مثقفاً ولديه موعد لحشو أسنان، يقوم بعمله فوراً، أما إن لم تكن لديه الثقافة الصحية فسينتظر حتى يستبد به الألم ثم يلجأ للمركز الصحي، وفي هذه الحالة يكون المريض في حاجة إلى عصب، ودكتور المركز الصحي يقوم بتحويله للمستشفى، وتركيب العصب يتطلب من الطبيب 4 ساعات عمل، أما إذا لجأ المريض بصورة مباشرة للطبيب لعمل حشو أسنان، فهذا الأمر لا يزيد عن 30 دقيقة عمل، وقد حاولنا قدر الإمكان تثقيف المراجعين، ومما يحزن أن بعض المراجعين من الآباء والأمهات، ممن يشكون من تردي حالة أسنان الطفل، في حين أنهم هم السبب في هذه الحالة، فنسعى جاهدين لإيجاد موعد مناسب للطفل.;
مشاركة :