في الجزء الثاني من الإدارة الناجحة للمخلفات الصلبة، نتناول نظافة الشوارع، والخدمات البلدية، والنقل والتخزين، والمعالجة، والتدوير ، والمدفن الصحي للتخلص النهائي من المخلفات، وشروط إنشائه، ثم المستويات السبعة التي تحكم إدارة المخلفات. نظافة الشوارع: هي انعكاس لكفاءة جمع المخلفات من الأهالي، فكلما ضعفت خدمة الجمع من الأهالي، زادت كميات القمامة بالشوارع. وتتم هذه الخدمات بمعدات خاصة، ووفق جداول زمنية معينة؛ وذلك إما يدويًا في المناطق الضيقة والمزدحمة وغير المرصوفة، أو بمعدات ميكانيكية للشوارع المتسعة والطويلة وغير المزدحمة. الخدمات البلدية الأخرى: تندرج خدمات غسل الشوارع والمرافق والمنشآت العامة، تحت خدمات جمع والتخلص من المخلفات البلدية الصلبة؛ وذلك بمعدات ومواد تنظيف خاصة وفق جداول زمنية. النقل: المسار / حساب الزمن: بتحديد مسار شاحنات جمع المخلفات وأسلوب الجمع، يمكن حساب الزمن اللازم لجمع المخلفات. النوع / السعة / الآلية: كلما زادت سعة شاحنة الجمع، قلَّ زمن وعدد مرات الجمع. وكلما تم ذلك آليًا، قلَّ أيضًا زمن الجمع. التخزين الثانوي: في حالة الضرورة: عمدما تكون المسافة كبيرة بين مراكز توليد المخلفات ومنطقة التخلص النهائي منها، أو تكون شوارع المناطق السكنية ضيقة بما لا يسمح بمرور سيارات جمع المخلفات الكبيرة. يتم تخزين المخلفات التي يتم جمعها حينئذ في ساحة ذات تصميم هندسي معين ومواصفات وشروط بيئية معينة (تسمى بالمحطات الوسيطة) لنقل هذه المخلفات في شاحنات كبيرة بصورة اقتصادية. استرجاع المواد الثانوية (المفرزات) يمكن استخدام المحطات الوسيطة لفرز المخلفات البلدية الصلبة واسترجاع ما يمكن استرجاعه من مكونات هذه المخلفات؛ لإعادة تدويره لاحقًا. المعالجة يمكن إجراء بعض الأعمال الهندسية على المخلفات الموجودة بالمحطات الوسيطة قبيل نقلها مرة أخرى لمنطقة التخلص النهائي؛ مثل كبس هذه المخلفات في صورة بالات لتقليص حجمها؛ وبالتالي تقليص تكلفة نقلها لمنطقة التخلص النهائي. التصميم هناك نصميمات هندسية عديدة للمحطات الوسيطة تعتمد على كميات المخلفات المتولدة وجمعها بصورة يومية، والمساحة المتاح استخدامها كمحطة وسيطة وموقعها من المناطق السكنية والمنشآت الهامة، وكذلك التكلفة والأغراض الداخلة في تصميم هذه المحطة. أنواع المعالجة والمقصود بالمعالجة هو أي إجراء صناعي يغير من شكل أو محتوى المخلفات البلدية الصلبة، ومن أمثلة ذلك: تقليص الحجم بالكبس يتم كبس المخلفات البلدية الصلبة لتقليص تكلفة نقلها- لكن لا يساعد على استرجاعها – إما أثناء عمليات الجمع بشاحنات مزودة بمكبس، أو من خلال مكبس ثابت موجود في المحطة الوسيطة. تقليص الحجم بالتقطيع يمكن تقطيع المخلفات البلدية الصلبة أثناء عمليات الجمع لتسهيل كبسها؛ وبالتالي خفض تكلفة نقلها لقلة حجمها، مع ملاحظة أن التقطيع يحول دون استرجاعها. تقليص الحجم بالاسترجاع يساعد استرجاع بعض أو كل المواد التي يمكن تدويرها، على تقليص حجم المخلفات؛ وبالتالي تقليص تكلفة نقلها، كما يساعد على استرجاعها بعد ذلك. تقليص الوزن بالحرق (الترميد) حرق المخلفات البلدية الصلبة الجافة والقابلة للاشتعال يتم بغرض: تقليص الوزن والحجم لتقليل تكلفة النقل، وكذلك إطالة عمر مركز التخلص النهائي من المخلفات البلدية الصلبة (المدفن الصحي)؛ حيث لا يوجد ببعض الأماكن، مساحات كافية للتخلص النهائي من المخلفات على المدى الطويل. استخدام الترميد للتخلص من المخلفات الضارة، تحت الشروط البيئية والصحية الدولية. استخدام المواد الجافة القابلة للاشتعال في المخلفات البلدية الصلبة لتوليد طاقة حرارية، يمكن استخدامها مباشرة كما في مصانع الأسمنت الكثيفة الاستهلاك للطاقة، أو تحويل المياه لبخار لإدارة توربينات توليد الكهرباء. وهناك شروط للحصول على الطاقة من الترميد، تتضمن: أن تكون المخلفات جافة، وقابلة للاشتعال، وأن تكون بكميات اقتصادية، وأن تتوافر بصفة مستمرة، وأن يكون لها قيمة اقتصادية أقل من قيمة الطاقة المراد توليدها. التدوير فيما يلي العمليات الأساسية للاستفادة من بعض المواد التي يمكن استرجاعها من المخلفات الصلبة من خلال إعادة الاستخدام أو التدوير: إعادة الاستخدام: خاصة لو تم جمعها بصورة منفصلة عن باقي المخلفات الأخرى كالقوارير الزجاجية وصناديق الكرتون. إعادة الدورة: بإعادة استخدام الأوراق التي يتم استرجاعها من القمامة لتصنيع الورق المقوى (الكرتون)، واستخدام مخلفات الزجاج والمخلفات المعدنية في إنتاج منتجات زجاجية أو معدنية جديدة. الاستخدام الجديد: كفرم الأوراق المسترجعة من القمامة، وخلطها مع الجبس لعمل منتجات جديدة كالألواخ الجصية المستخدمة في الديكورات الداخلية للمنازل. المدفن الصحي: يتم التخلص النهائي من المخلفات في موقع خاص يسمي بالمدفن الصحي، يمثل المنشأة الهندسية التي تسمح بالتخزين النهائي للمخلفات البلدية الصلبة بصورة صحية وبيئية آمنة. ولاختيار موقع المدفن الصحي شروط تتضمن: البعد عن المناطق السكنية، المناطق الزراعية، المناطق الصناعية،المطارات، الموانئ، الأنهار ومجاري المياه الرئيسة، الطرق السريعة والرئيسة، المناطق العسكرية، المناطق الساحلية السياحية، المناطق الأثرية والمحميات الطبيعية، الفوالق الأرضية ومناطق الزلازل، مخرات السيول، كابلات الكهرباء الرئيسة ذات الضغط العالي، المناطق ذات الطبيعة الخاصة، اتجاهات الرياح الأساسية، المياه الجوفية، والطبيعة الجيولوجية (التربة والصخور). مكونات المدفن الصحي يتكون من عناصر أساسية أهمها: الطريق المؤدي للمدفن من ناحية التمهيد والاتساع والإنارة. الأسوار المكونة من 3 طبقات: سور من الأشجار خارجي لحجب الموقع عن الأنظار، وامتصاص الغبار المتصاعد عن عمليات التشغيل وتثبيت التربة. سور مبني بارتفاع 180 سم على الأقل. سور سلك لتجميع المخلفات التي قد تتطاير. البوابة، وتتكون من: أفراد أمن: لمنع دخول الحيوانات أو الأفراد غير المصرح لهم. ميزان: لوزن وتسجيل كمية المخلفات الواردة. التطهير: للشاحنات الخارجة من المدفن. التبطين: يتم تبطين قاع وجدران/جوانب المدفن بمجموعة مواد، تشمل: بطانة من الطفلة المضغوطة. بطانة من الرمل الناعم. بطانة من الجيوسنثتيك أو البلاستيك البولي ايثيلين عالي الكثافة PEHD بطانة من الرمل الناعم. شبكة تجميع الرشيح المتولد من ضغط القمامة داخل المدفن ومحطة لمعالجة هذه المياه وإعادة صرفها. شبكة تجميع الغاز المتولد من التخمر اللاهوائي للمخلفات العضوية بالقمامة ومعالجة هذه الغازات بالحرق أو باستخدامها في أعمال التسخين الصناعي و/أو توليد الكهرباء. الإدارات المختلفة إدارة المعدات المستخدمة في دك المخلفات الواردة للمدفن. إدارة العاملين بالمدفن. إدارة تربة التغطية اليومية للمخلفات بعد دكها. إدارة الرشيح والغاز. إدارة التخلص من الطيور والروائح والغبار والحشرات والقوارض. إدارة المدفن . إدارة مراقبة التلوث اثناء تشغيل المدفن (الهواء/المياه الجوفية، التربة). التغطية النهائية للمدفن عند امتلائه (نفس مكونات طبقات البطانة). المراقبة المستمرة لانبعاثات وملوثات المدفن بعد تغطيته. المستويات الأساسية التي تحكم إدارة المخلفات الصلبة هناك سبعة مستويات أساسية ينبغي دراستها عند دراسة منظومة الإدارة المتكاملة للمخلفات البلدية الصلبة وهي: المستوى الفني: ما يتعلق بكمية وحجم ومسار المخلفات منذ بداية التولد؛ حتى التخلص النهائي من المخلفات وما تحتاجه من معدات وأفراد. المستوى المالي: ما يتعلق بتكاليف ومصادر الدخل الخاصة بأعمال الجمع والنقل والمعالجة والتدوير والتخلص النهائي من المخلفات. المستوى الاجتماعي: مدى وعي الأهالي ومشاركتهم في نظم جمع المخلفات ومدى تأثير هذه النظم على حياتهم، وسبل رفع الوعي العام. المستوى التنظيمي: مايتعلق بالنظام الإداري الخاص (إدارة عمليات الجمع والتخلص النهائي من المخلفات) والعام (علاقة النظام الداخلي بالنظام العام للمحافظة أو المدينة أو الحي السكني) الذي تقوم عليه إدارة المخلفات. المستوى القانوني: ما يتعلق بالقوانين التي تحكم إدارة المخلفات الصلبة وتؤثر على جميع أطرافها (قوانين النظافة والبيئة كقوانين أساسية، وقوانين المرور والعاملين والتخطيط العمراني…إلخ كقوانين ثانوية) وأسلوب فرض القانون. المستوى المؤسسي: يناقش دور الجمعيات الأهلية في تصميم، وتنفيذ، ومراقبة، وتقييم نظم إدارة المخلفات البلدية الصلبة. المستوى البيئي والصحي: ضرورة الحصول على الموافقات البيئية اللازمة لمشاريع جمع، ومعالجة، وتدوير، والتخلص النهائي من المخلفات الصلبة، وضمان صحة العاملين بالخدمة والأهالي.الحصول على الرابط المختصر
مشاركة :