تونس تحيي الذكرى السابعة لثورتها في اجواء متوترة

  • 1/14/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تونس (أ ف ب) - تحيي تونس اليوم الاحد الذكرى السابعة لثورتها وسط اجواء من التوتر الاجتماعي وذلك بعد موجة اضطرابات رددت الشعارات ذاتها لثورة 2011 "شغل (عمل) حرية، كرامة وطنية" التي كانت اطاحت بالدكتاتورية. ومن المقرر ان تنظم بالمناسبة العديد من التظاهرات بدعوات من الاحزاب والنقابات احياء لذكرى الثورة التي اطاحت بنظام زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بعد 23 عاما من حكم تونس بلا منازع. وكانت منطلقا للربيع العربي. وانتشرت اعداد كبيرة من قوات الامن مع توافد المتظاهرين الى شارع الحبيب بورقيبة الذي كان مركز الاحتجاجات في 2011. وتشيع فرقة موسيقية اجواء احتفالية على الشارع الذي رفعت فيه بكثافة الاعلام التونسية. غير ان هذه الاجواء الاحتفالية يغطي عليها التململ الاجتماعي الذي يسود البلد الناجي الوحيد من ثورات واضطرابات وفوضى الربيع العربي. ويؤكد كثير من التونسيين انهم بعد سبع سنوات من فرار بن علي الذي يعيش في المنفى بالسعودية، كسبوا الحرية ولكن مستوى عيشهم تراجع. ورغم النجاح النسبي للانتقال الديمقراطي، لم تتمكن تونس حتى الان من الخروج من الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية. وهزت الكثير من المدن الاسبوع الماضي تظاهرات سلمية واعمال شغب ليلية. -"قفة فارغة"- وغذى الغضب الاجتماعي علاوة على البطالة، رفع الضرائب الذي تضمنته ميزانية 2018 والتي تاثر على قدرة شرائية متدهورة اصلا بسبب ارتفاع نسبة التضخم التي فاقت 6 بالمئة نهاية 2017. ويطالب المحتجون بمراجعة الميزانية التي صوت عليها البرلمان في كانون الاول/ديسمبر، ولكن ايضا بمكافحة اكثر نجاعة للفساد المستمر. وبدأ نحو الف شخص صباحا امام مقر المركزية النقابية التعبير عن غضبهم على غرار فؤاد العربي الذي كان يلوح بقفة فارغة كتب عليها "2018". وقال العربي وهو استاذ فلسفة "هذه القفة تلخص وضعنا الردىء بعد سبع سنوات من الثورة". ودعت المركزية النقابية (الاتحاد العام التونسي للشغل) الى مسيرة بوسط العاصمة احياء للذكرى وكذلك حزب النهضة المشارك في الحكم والجبهة الشعبية (يسار). وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد اتهم الجبهة بالمسؤولية السياسية في اضطرابات الايام الاخيرة التي تم توقيف 803 اشخاص فيها للاشتباه بمشاركتهم في اعمال عنف وسرقة ونهب، بحسب وزارة الداخلية. وقرر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ان يحيي الذكرى في حي التضامن الشعبي بالعاصمة حيث وقعت مواجهات ليلية عنيفة بين شبان وقوات الامن الاسبوع الماضي. ومن المقرر ان يدشن ناديا للشباب في الحي. -"احرار ولكن جوعى"- وكانت الثورة التونسية اندلعت شرارتها عندما احرق محمد البوعزيزي البائع المتجول الشاب نفسه في 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 في سيدي بوزيد بمناطق وسط البلاد المهمشة، احتجاجا وغضبا على وضعه الاجتماعي وعلى اهانة امنيين. اعقبت تلك الحركة الغاضبة واليائسة، موجة احتجاجات على البطالة وغلاء المعيشة تخللتها مواجهات دامية. وتحت الضغط الشعبي فر بن علي الى السعودية في 14 كانون الثاني/يناير 2011. وخلف قمع انتفاضة الشعب 338 قتيلا. وتقول المحللة السياسية الفة لملوم ان الاضطرابات الاجتماعية في الايام الاخيرة "تعكس غضبا للناس انفسهم الذين كانوا تجندوا في 2011 ولم يحصلوا على شيء". ويقول وليد وهو عاطل عن العمل (38 عاما) من طبربة "مرت سبع سنوات ولا شيء تحقق. لدينا الحرية لكننا بتنا جوعى اكثر من السابق"، وهذا احد تحديات الاحتجاجات الحالية. واطلقت الحركة الاجتماعية بداية كانون الثاني/يناير بدعوة من حملة "فاش نستناو؟" (ماذا ننتظر؟) التي يدعو القائمون عليها وهم من المجتمع المدني، الى مزيد من العدالة الاجتماعية وذلك ردا على رفع الضرائب في الميزانية الجديدة. وحصلت تونس التي عانت صعوبات مالية مردها خصوصا ازمة القطاع السياحي اثر اعتداءات 2015، في 2016 على خط قروض بقيمة 2,4 مليار يورو على اربع سنوات من صندوق النقد الدولي. وتعهدت سلطاتها بالمقابل بخفض العجز العام وتنفيذ اصلاحات اقتصادية. واجتمع الرئيس التونسي السبت بالاحزاب الحاكمة والمركزية النقابية ومنظمة اصحاب العمل. واقر بان المناخ السياسي ليس جيدا. ومساء السبت وعدت الحكومة بخطة عمل ستطال اكثر من 120 الف مستفيد وستكلف 70 مليون دينار (23,5 مليون يورو)، بحسب ما افاد وزير الشؤون الاجتماعية محمد الطرابلسي. وتنص الخطة على مساعدة اسر فقيرة على امتلاك سكن واجراءات تهدف لضمان "تغطية صحية للجميع" وزيادة منح الاسر المحتاجة الشهرية من 150 دينارا تونسيا (50 يورو) الى ما بين 180 و210 دنانير (60 الى 70 يورو) وذلك بحسب عدد الاطفال اي بزيادة لا تقل عن 20 بالمئة.Kaouther LARBI © 2018 AFP

مشاركة :