قبل ثلاثة عقود أو يزيد كانت قرى العرضية الجنوبية تتوكأ في الظلماء على عصا المولدات الكهربائية الخاصة التي أحضرها بعض المقتدرين وفاعلي الخير ، لم تكن هذه المولدات تعمل إلا بعد صلاة المغرب وكان المطمع الوحيد لأهالي القرى هو أن يستمر عمل هذه المولدات إلى مابعد صلاة العشاء ولكنها كثيراً ماكانت تخلف الموعد وتطفئ أنوارها قبل هذا الوقت إما لضعفها أو لحصول التماس في أحد التمديدات ، أما عندما يأتي المطر فإن هذه المولدات ترفض العمل لأيام عديدة حتى يتم إصلاح كل التمديدات التي جرفتها السيول أو أبطل مفعولها تساقط المطر . استمر الحال لسنوات طويلة حتى استبشرت قرى العرضية الجنوبية بمشروع ايصال التيار الكهربائي العام ، وانتصبت أعمدة الكهرباء في كل واد من أودية العرضية الجنوبية وفي كل شعب من شعابها وعلى قارعة كل طريق من طرقاتها المتعرجة وعمّ الفرح كل بيت وتنفس الأهالي الصعداء بعد أن غادرهم الظلام غلى غير رجعة ، وشهدت المنطقة نهضة عمرانية كبيرة ، وازدهرت أسواقها وازداد به النشاط التجاري حتى أصبحت مقصداً لأغلب التجار والمتسوقين من أنحاء المناطق الأخرى . ولكن وماادراك مالكن لقد أصبح ضعف التيار الكهربائي في العرضية الجنوبية هاجساً يومياً يعكر صفو هذا الفرح ، ويكدر جمالية هذا التفاعل البشري ، ويعوق استمرارية هذه النهضة التجارية الناشئة ‘ فعلى الرغم من مضي أكثر من ثلاثين عاماً على وجود الكهرباء في العرضية الجنوبية إلا أن السكان هناك لايزالون يعانون من الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي والضعف العام في شبكة الكهرباء ويزداد الأمر سوءً في أوقات الاجازات الصيفية ، أما حين تهطل الأمطار فسرعان ماتعود الذاكرة بساكني تلك القرى إلى مولداتهم الكهربائية القديمة وذلك حينما يشاهدون التيار الكهربائي وهو ينقطع مع أول لمعة برق وهزيم الرعد وتصبح الفوانيس القديمة هي سيدة الموقف لحين عودة التيار الكهربائي ، وكثيراً ماتسبب هذا الانقطاع في تلفيات متعددة في الأجهزة والأدوات الكهربائية والمواد الغذائية وعطل الكثير من المصالح الحيوية لسكان المنطقة ومرتاديها . ولاشك أن هذا الضعف المستمر في التيار الكهربائي والانقطاعات المستمرة للكهرباء ناتج عن عدم القدرة على استيعاب الأحمال الكبيرة التي تزداد يوماً بعد يوم بسبب الزيادة السكانية المتنامية وماتشهده المنطقة من تطور عمراني كبير، كما أنه يوحي بعدم القدرة على مواكبة شركة الكهرباء في العرضية الجنوبية لهذه الزيادة وكذلك عدم وجود التخطيط المستقبلي لسد احتياج المنطقة من الكهرباء. رابط الخبر بصحيفة الوئام: كهرباء العرضية الجنوبية تخاف المطر
مشاركة :