يضم أرشيف التليفزيون المصري كنزًا من البرامج والأفلام والمسلسلات لكل منها قصة وحكاية غريبة من بين هؤلاء برنامج «حكاوي القهاوي» والذي كان أحد أهم برامج التليفزيون المصري لسنوات طويلة كما كانت مقدمة البرنامج سامية الإتربي هي الأخرى بين أشهر مقدمي البرامج في التليفزيون المصري.الحكاية المثيرة لبرنامج حكاوي القهاوي تكمن في أنه كان سيتوقف عن العرض على الرغم من أن رئيسة التليفزيون في ذلك الوقت كانت سهير الإتربي شقيقة سامية الإتربي إلا أنها لم تكن راضية عن البرنامج وكانت تطمح في الأفضل وهو ما دفعها لوقف البرنامج قبل أن يأتي اتصالًا هاتفيًا من الرئاسة.يروي يحي تادرس معد ومسؤول برنامج سامية الإتربي تفاصيل ما حدث يقول: «في البداية البرنامج بدأ بخدعة كنت أجلس على قهوة رباعيات الخيام في الزمالك في هذا اليوم التقيت الإعلامية سامية الأتربي فطلبت مني أن أعمل معها وقتها اتفقنا على أن تكون فكرة البرنامج قائمة على استضافة نجم على القهوة وسط الناس ويتحدث عن موضوعات مختلفة».ويضيق تادرس: «اتفقنا على نادية لطفي وسعاد حسني وغيرها وبالفعل اتصلت سامية الأتربي برئيسة التليفزيون سهير الاتربي ووافقت على الفور على أمل أن تكون قصة البرنامج كما اتفقنا لكن أول حلقة كانت عن أول طبيبة مصرية أخرى عن نجم الكرة التاريخي حسين حجازي، لكن فوجئنا بحالة غضب شديدة من سهير الأتربي ورفض للبرنامج لأنه لم يخرج كما اتفقنا بوجود نجوم الفن على القهوة».ويقول تادرس: «في اليوم التالي كان قرار وقف البرنامج حاضرًا وهو ما صدمنا وكانت غاضبة بشكل كبير لكن لحسن الحظ أن الرئيس مبارك شاهد البرنامج وعلم بما حدث وكان أعجب الحلقات كثيرًا فاتصل بوزير الثقافة فاروق حسني ليتصل هو الأخر برئيسة التليفزيون لتقرر عودة البرنامج من جديد ويصبح بعدها أهم برنامج في التليفزيون المصري».ولدت سامية الإتربي في 1942، وقدمت العديد من البرامج في التليفزيون المصري، منها برامج دنيا الثقافة، دائرة المعارف، المسرح العالمي، آدم وحواء، شخصيات سينمائية، أم الخير، والسندباد البحري.كان "حكاوي القهاوي" الأبرز والأشهر في مسيرتها الإعلامية، فرأينا من خلاله مصر أخرى خارج حدود القاهرة، فسافرت الإتربي قرى ونجوع مصر متخلية عن أرستقراطيتها، مقتربة أكثر من الطبقات الشعبية البسيطة التي تحكي تاريخ عن مصر بشكل تلقائي.
مشاركة :