«سلامة الطفل»: احتمال تعرض 50% من الأطفال للاستدراج

  • 1/15/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة:«الخليج» خلصت تجربة عملية نفذتها حملة سلامة الطفل، التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة أخيراً، بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة الشارقة، وإدارة مركز صحارى بالشارقة، إلى احتمال تعرض 50% من الأطفال للاستدراج من الغرباء، وهو ما يهدد حياتهم وسلامتهم النفسية والجسدية بشكل مباشر.توجهت التجربة، التي أقيمت تحت عنوان «طفلك مسؤوليتك»، للأطفال في مركز صحارى بالشارقة، بمنطقة الألعاب، وردهة المطاعم، حيث تقصّد عددٌ من المتطوعين استدراج الأطفال لقياس مدى تقبلهم للاستجابة للغرباء، وحجم وعيهم بالأمان الاجتماعي.وهدفت هذه التجربة، التي شارك فيها 26 طفلاً تضمنوا ذوي الإعاقة والاحتياجات الخاصة، إلى رفع وعي أولياء الأمور المقيمين في الدولة تجاه ظاهرة استدراج الأطفال، خاصة خلال أسفارهم ورحلاتهم، لتعزيز قدرة أبنائهم على التعامل بحذر مع الغرباء، وعدم استجابتهم للمطالب والمغريات التي تقدم إليهم بهدف استدراجهم، فضلاً عن إكسابهم المهارات والأساسيات اللازمة لتعزيز سلامتهم في الأماكن العامة وكيفية التصرف عند التعرض لمواقف مختلفة.وشارك في التجربة كل من هنادي صالح اليافعي، مديرة إدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، رئيسة اللجنة المنظمة لحملة سلامة الطفل، ونهلة حمدان، مديرة المبادرات والأنشطة بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، وهند البدواوي، المستشارة النفسية، وعمر الرشيد، أحد الممثلين في هذه التجربة، والذين استخدموا طرقاً وحيلاً مختلفة لاستدراج الأطفال، من بينها تقديم الوعود بشراء الألعاب أو الحلويات لهم، أو التظاهر بمعرفة أولياء أمورهم، وأسفرت نتائج التجربة عن وقوع 13 طفلاً من أصل 26 ضحيةً للاستدراج خلال 4 ساعات، بينما رفض بقية الأطفال التجاوب مع حيل وطلبات المستدرجين للذهاب معهم.وحرصت الحملة، قبل إجراء التجربة، على أخذ موافقة الأهل، وتوقعاتهم حول ردود أفعال أطفالهم بالاستجابة أو الرفض لعملية الاستدراج.وقالت هنادي صالح اليافعي: «تكمن أهمية هذه التجربة الواقعية وما ترتب عليها من مؤشرات خطيرة لتقديم رسالة وأهداف حملة سلامة الطفل بطرق وأساليب جديدة أكثر تفاعليةً، قادرة على ترك الأثر الأكبر في نفوس أولياء الأمور والأطفال، وقياس ردود أفعالهم حول مجموعة من المخاطر التي قد تحيط بأطفالهم، إلى جانب رفع مستوى مساهمة الأهل في توعية أبنائهم بعدم التجاوب مع الغرباء، وطرق التعامل السليمة في حال تعرضهم لمواقف قد تلحق الأذى والضرر بهم».وأضافت: «لمسنا من خلال مشاركتنا في هذه التجربة الواقعية ردود أفعال مختلفة من الأطفال بغض النظر عن اختلاف أعمارهم وجنسياتهم، إذ إن هناك العديد من الأهالي والأطفال الذين كان لديهم وعي كافٍ نحو هذا الموضوع، ما أدخل الفرحة والسرور في قلوبهم، في حين واجهنا الكثير من الاستياء والحزن لدى الأهالي الذين استجاب أطفالهم للاستدراج، وأكدوا ضرورة تركيزهم على تعزيز الوعي بشكل أكبر عند أطفالهم ليكونوا حاضرين لمواجهة مثل هذه الحوادث في المستقبل».وتعتزم حملة سلامة الطفل تعميم نتائج وأهداف هذه التجربة الواقعية على جميع المراكز والمؤسسات المعنية بالطفل. أهمية التجربة قال اللواء سيف الزري الشامسي، قائد عام شرطة الشارقة: «تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، التي تنظر إلى الأطفال باعتبارهم أمل الأمة ومستقبلها الواعد، نولي في شرطة الشارقة اهتماماً بالغاً بقضايا الطفولة، حيث لا ندخر جهداً في سبيل أن ينعم كل صغارنا بالسلامة النفسية والجسدية، وأن ينشأوا في بيئة صديقة لهم مفعمة بالأمل، يعيشوا فيها حياة هانئة ملؤها السلام والاستقرار والطمأنينة».وأضاف: «جاء تعاوننا مع حملة سلامة الطفل، في تنفيذ التجربة العملية حول استدراج الأطفال، من منطلق إيماننا بأهمية توحيد جهود كل مكوّنات المجتمع من مؤسسات رسمية ومنظمات مجتمع مدني، للإسهام في إزالة العقبات التي تهدد سلامة صغارنا».وقالت عفاف المري، رئيسة دائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة: «إن نتائج مثل هذه التجربة تسهم في قياس وعي المجتمع تجاه مثل هذه القضايا، وتحديد أساليب وطرق التوعية الصحيحة، إذ إن هناك بعض الأهل الذين يوجهون نصائح متناقضة لأطفالهم بمطالبتهم باحترام الآخرين، وعدم رفض الحديث أو السلام عليهم، لأن غير ذلك منافٍ للعادات والتقاليد المجتمعية، ولكنهم من جانب آخر يطلبون منهم عدم الذهاب مع الغرباء ورفض الاستجابة لهم، ما يجعل الطفل في حيرة من أمره حول كيفية التعامل مع هذه المواقف فيفترض حسن النية في أغلب الأحيان، الأمر الذي قد يسهم في تسهيل استدراجه».وقالت منى عبدالكريم، مديرة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية: تنبع أهمية هذه التجربة العمليّة التوعوية في كونها رمت حجراً حرّك المياه الساكنة، وألقت مزيداً من الضوء على ظاهرة ينبغي على جميع الأسر الانتباه إليها، فاستدراج الأطفال من قبل الغرباء يعتبر من أخطر الظواهر. وأضافت: نحرص في المدينة، على تعزيز وعي أطفالنا من ذوي الإعاقة بشكل خاص بمخاطر الاستدراج.وقالت هند البدواوي، مستشارة نفسية: تعتبر هذه التجربة من المبادرات الرائدة في عملية قياس وعي الأطفال نحو الاستدراج، وتوضيح مفهوم الغرباء لديهم، ومن خلال مشاركتي فيها لاحظت أن هناك شقين من الأطفال، الأول يمتلك قدراً كبيراً من الوعي في كيفية مواجهة هذه المخاطر والتعامل معها، والفئة الأخرى ليس لديها وعي كاف بكيفية التعامل مع الغرباء.

مشاركة :