حملة سعودية ضد حسابات {سطحية} على {تويتر}

  • 1/15/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق مغردون سعوديون حملة شعبية تندد بمشاهير الشبكات الاجتماعية الذين يقدمون محتوى لا يليق، أو مستفز أحياناً، أو يحرضون على عادات سيئة وسلوكيات خاطئة.واتخذت الحملة من شبكة «تويتر» منصة لها، لتلفت نظر السعوديين خلال الأيام الماضية، الذين أكدوا تضامنهم مع الحملة، خصوصاً بعد أن أبدى عدد من النخب المجتمعية تأييدهم للحملة التي يرون فيها مؤشراً لتزايد الوعي الانتقائي لدى السعوديين، ونضج تجربتهم في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي.واحتلت الحملة، التي اتخذت من وسم «تبليك المشاهير» شعاراً لها، المراكز الأولى في التداول على مدى الأيام العشرة الماضية، نتيجة ما أبداه المتضامنون مع نشر فكرة الحملة، التي تطلب إلغاء متابعة مشاهير عززوا الثقافة الاستهلاكية في المجتمع، من خلال التفاخر باقتناء كل جديد، والتنافس على تقديم محتوى يصفه أصحاب الحملة بالتهريج.ويرى الدكتور عبد الرحمن الشلاش، الكاتب بجريدة «الجزيرة»، أن تصّدر من سماهم «التافهين» للشهرة في الشبكات الإلكترونية هو جزء من صناعة التفاهة، والدفع بهؤلاء ليكونوا نجوماً في المجتمع، بدلاً من الأدباء والعلماء والشعراء والمثقفين، مستشهداً بكون هذا الحراك التوعوي قد انتشر في أوروبا وأميركا وكندا، تحت شعار: «توقفوا عن جعل الناس الأغبياء مشهورين».وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن بعض المشاهير يزداد انتشارهم بناء على جودة المحتوى الذي يقدمونه، وهم قلة، بينما نجد كثيرين لا يصنعون محتوى جيداً، ولديهم عدد هائل من المتابعين؛ هؤلاء لن يستطيعوا الاستمرار، والتجارب السابقة جعلت المجتمع يتيقن أن المشاهير التافهين أشبه بفقاعات الصابون التي تظهر دون مقدمات أو مقومات، ثم تختفي فجأة.وانتقد الشلاش سطحية هؤلاء المشاهير، معتبراً أن كثيراً منهم يقدم مقاطع رخيصة، وصورة تعتمد على الاستظراف، كالقفز والرقص والضحك الهستيري، مؤكداً أن بعض الجهات الرسمية لعبت دوراً سلبياً في تقديم هؤلاء المشاهير الفارغين إلى الواجهة باعتبارهم نجوم المجتمع وشخصيات مهمة.إلى ذلك، أوضح فهد بن سعد، المتحدث الإعلامي لحملة «تبليك المشاهير»، أن دافعها الأساسي هو «الاستياء العام من تصرفات هؤلاء المشاهير وسلوكياتهم»، وتابع: «بعض المشاهير يحرضون على العادات السيئة والسلوكيات الخاطئة، ومعظمهم تخلو حساباتهم من تقديم المحتوى، لذا رأينا أن ننشر الوعي بضرورة إلغاء متابعة هذه الفئة».وأكد أن كثيراً من المشاهير تأثروا في الأيام الماضية، إذ فقد أحدهم 24 ألف متابع في يوم واحد، فيما فقد آخر 12 ألف متابع، مشيراً إلى أن جهود التوعية مستمرة بين الناس، والحملة لم تحدد أسماء مشاهير بعينهم، بل اجتهادات مغردين قرروا التفاعل مع الحملة بشكل أكبر مما انطلقت به. وقال إن فائدة الحملة أنها جعلت المتابع يصحو من غفوته، ويتنبه إلى مستوى ما يطرحه هؤلاء المشاهير.يذكر أن كثيراً من المغردين الذين تضامنوا مع الحملة عبروا عن امتعاضهم من مظاهر البذخ والإسراف التي يتفاخر بها بعض المشاهير، معتبرين ذلك نوعاً من الإسراف المستفز. في حين أبدت فئة أخرى استياءها من الثقافة الاستهلاكية التي يكرسها هؤلاء المشاهير، من خلال مئات الإعلانات المعروضة في حساباتهم، التي توجه المتابعين نحو اقتناء المزيد من كل شيء، والاعتقاد أن السعادة لا تتحقق إلا بممارسة التسوق وشراء كل جديد.

مشاركة :