ضحك وبكاء بلا إبهار في مسرح العرائس المصري

  • 1/15/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

انجذاب لا إرادي يُحدثه الحكي أو التجسيد لكل ما هو منافٍ للواقع، وتدفع المنجذبين إلى السير في درب معالمه أماني وخيالات وأضغاث أحلام في اليقظة، عساهم يجدون دلالات على كل ما كان ومازال داخلهم من آمال للوصول إلى المتعة التي يبحثون عنها في عالم مليء بالحكايات يُعرف بمسرح العرائس. الدخول في عالم مسرح العرائس له طقوسه الخاصة ، إذ من الضرورة أن تهيئ ذهنك بأن تصدق على مدار فترة العرض فقط كل ما سوف تشاهده عيناك وتسمعه أذناك وإلا فأنت خارج هذا العالم لاإرادياً على رغم حضورك. اتخذ حسام الشربيني (40 سنة) قراراً ليس بالسهل عندما ترك عملاً كان يؤمن له راتباً شهرياً ليمارس هوايته بالانضمام إلى عالم مسرح العرائس. ويقول في حديث لـ «الحياة»: «شعرت بالانجذاب إلى المسرح منذ الصغر، وكانت هوايتي الأولى اللعب بالدراجة والثانية زيارة المسرح التي كانت تضفي عليّ حالة من المتعة عندما أسمع والدي يدعوني إلى هذه الزيارة قائلاً:» تعال نروح المسرح». يجذب مسرح العرائس إلى عالمه كل من لديهم رغبة في الهروب لدقائق معدودة إلى عوالم أخرى سواء بالمشاهدة أو الدخول الدائم بالعمل، منهم سارة البطراوي (32 سنة) التي توضح: «أبهرتني الفكرة وأنا في سنوات الدراسة الجامعية، وبحثت عبر الإنترنت عن كيف تعلم فن العرائس المتحركة، بعدها جربت مع نفسي وتحولت أحلامي إلى حقيقة». ويدخل في قائمة المنجذبين إلى عالم العرائس العم سعيد (52 سنة) ويقول: «علاقتي بهذا العالم في تمثيل أدوار النساء ومن خلال تراكم للخبرات أصبحت مالكاً لأدوات الدور الذي أقدمه من خلال الدخول في جميع التفاصيل الخاصة بالشخصية. ويضيف صديقه العم حسين (58 سنة): «أصبحت أعاني من ضيق شديد ولا أريد أن أورث أولادي مثل هذه المهنة المتعبة والتي لا نجني منها الأموال إلا القليل، بالإضافة إلى الإجهاد الذهني والنفسي، وفي الوقت نفسه يجب علينا أن نهدي الجمهور البسمة ونقدم له كوميديا تمكنه من الضحك لبعض اللحظات». وكان لمدير مسرح القاهرة للعرائس محمد نور، رأي في معاناة العاملين في هذا المجال (بناء على خبرته السابقة، إذ عمل محركاً للعرائس في الماضي): «إن المعاناة التي يمر بها الفنانون سببها الرئيسي عزوف المتابعين لهم بسبب نقص الإمكانات والتقنيات الحديثة التي تساعد على إخراج عروض أفضل، يمكن أن تنافس العروض الكوميدية البشرية في المسارح الأخرى، نظراً لأن ما يميز مسرح العرائس عن المسرح البشري، أن الأول فن خيالي لا يتعامل مع واقعية الأشياء، يعتمد على الإبهار وخلق حالة خيالية والتقنيات الحديثة تساعد على خلق هذه الصورة المبهرة الجذابة». ويعود إنشاء مسرح العرائس في مصر إلى مطلع الستينات من القرن الماضي تحديداً في العام 1959 ، ويُعد المسرح الأكبر للعرائس في العالم العربي، ولكن عرفت البلدان العربية فن الدمي (وهو يختلف عن مسرح العرائس كثيراً) منذ الأندلس. ويعُد العرض المسرحي «الليلة الكبيرة» للكاتب صلاح جاهين وألحان سيد مكاوي وإخراج صلاح السقا، وتصميم العرائس لناجي شاكر، الأشهر دولياً، وعُد علامة بارزة في تاريخ هذا الفن ومسرح العرائس في مصر.

مشاركة :