«تفاهمات صامتة» تمنع إسرائيل من حضور مؤتمر إعمار غزة

  • 10/13/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس أن غياب إسرائيل عن المؤتمر الدولي في القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة تم بعد «تفاهمات صامتة» بين مكتبي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو بداعي أن من شأن مشاركة الدولة العبرية أن يحول دون مشاركة دول عربية مركزية، فيما قال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان انه «ليس صحيحاً أن إسرائيل لا تشارك، وأن من دون هذه المشاركة والتعاون معها لن يكون ممكناً إعادة إعمار القطاع»، مضيفاً أن ثمة تفاهمات أنجزت مع الولايات المتحدة في هذه المسألة. وأضافت أن موافقة نتانياهو جاءت على رغم الموقف المغاير لكبار مسؤولي وزارة الخارجية القاضي بوجوب الإصرار على مشاركة إسرائيل لأن المؤتمر سيدرس مسائل تؤثر مباشرة في الدولة العبرية، لأن عدم المشاركة سيُظهر إسرائيل في العالم كمن تسلّم بمقاطعتها. ونقلت الصحيفة عن موظف كبير في مكتب نتانياهو قوله إن مسؤولين في مكتب الرئيس المصري توجهوا قبل أسابيع إلى نظرائهم في مكتب نتانياهو ليوضحوا لهم أن مصر ليست معنية بدعوة إسرائيل للمؤتمر خشية أن يتسبب حضور مندوب إسرائيلي بمقاطعة دول عربية المؤتمر، وطلبوا من إسرائيل إبداء تفهمها هذا الطلب. وأضاف الموظف أن المصريين أوضحوا للإسرائيليين أن الحصة الأكبر من أموال الدعم لإعمار القطاع ستكون من دول الخليج وليس أوروبا والولايات المتحدة، وعليه فإن من شأن مشاركة إسرائيل أن تتسبب في إفشال المؤتمر. وقلل ليبرمان من شأن عدم مشاركة إسرائيل رسمياً، وقال: «ليس صحيحاً أن إسرائيل لا تشارك لأنه لا يمكن إعمار القطاع من دون مشاركة وتعاون من إسرائيل، لكننا نتفهم القيود من دول عربية... في كل الأحوال سنحاول أن نكون إيجابيين في ما يتعلق بالبنى التحتية المدنية وشؤون المدنيين». وأردف: «نريد أساساً التمحور في آلية الرقابة على نقل المواد والأموال إلى القطاع... واضح أن العتاد والمواد ستُنقل عبر معابرنا الحدودية، ومن دون تعاون إسرائيل لن يكون ممكناً التقدم». وأضاف أن إسرائيل تفضّل أن تعزز السلطة الفلسطينية موطئ قدمها في القطاع كجزء من سلسلة خطوات، «وهذا بلا شك أفضل من حماس، لكن السؤال يبقى هل تسيطر السلطة رمزياً فقط وتبقى السيطرة الفعلية لحركة حماس... هذا ما ستكشفه لنا الأيام... الآن نرى السلطة في الواجهة لكنني لا ألاحظ أن حماس راغبة حقاً بالتعاون معها». وتوقع ليبرمان الفشل لأي «خطوة أحادية الجانب من جانب الفلسطينيين» لأن العالم منشغل الآن بقضية الـ «إيبولا» و»داعش»، مشيراً إلى أنه تحادث إلى عدد من نظرائه الأوروبيين «الذين يرون أن أي خطوة فلسطينية يجب أن تكون من خلال التوافق والتنسيق. وعليه لن ينجح أي خطوة أحادية الجانب». وأضاف أن إسرائيل لا ترفض استئناف المفاوضات «لكن يجب أن يكون واضحاً أن مطالبنا الأمنية مصيرية بالنسبة إلينا، وأعتقد أن الجميع يدرك ذلك». في غضون ذلك، أفادت «هآرتس» أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيحاول إقناع الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، خلال اجتماعهما على هامش المؤتمر، بإرجاء خطوته الأحادية الجانب في مجلس الأمن للتصويت على قرار يقضي بانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال عامين. كما كشفت الصحيفة أن حزب «العمل» الإسرائيلي المعارض ومؤيديه في بريطانيا يبذلون جهوداً لإقناع نواب حزب «العمال» البريطاني بعدم التصويت، أو الامتناع عن التصويت، اليوم على مشروع قرار في البرلمان البريطاني للاعتراف بفلسطين دولة، بداعي أن مثل هذا الاعتراف الأحادي الجانب سيعرقل إقامة دولة فلسطينية بالتوافق والتفاهم مع إسرائيل.

مشاركة :