لا يمكن للرئيس السوداني أن يستند على انتهازية عجيبة تجعله موالياً لروسيا في موسكو فيما واشنطن ترفع عن بلاده عقوباتها. ولا يمكن لنظام السودان السياسي أن يستورد منظومات دفاع بعيدة مهمّشا أبجديات الأمن القومي التي لا يمكن إلا أن تكون إقليمية ملتصقة بالحدود الطبيعة الجغرافية للسودان. قد يكون منطقياً أن يسعى البشير لتعزيز اقتصاد بلاده بعلاقات واعدة مع بلاد بعيدة. بيد أن وجود أردوغان على الشرفة المطلة على مصر، كان، وما زال، يتطلب جهداً سودانياً استثنائيا لتعزيز العلاقات مع مصر وتقديم كل الضمانات التي تعطّل الاختراق التركي في السودان من أن يكون تهديداً للأمن المصري، إلا إذا كانت الخرطوم، التي لا ترى في بياناتها الرسمية أي شيء مريب في علاقاتها الجديدة مع أنقرة، تود فعلا أن تجعل من صفقة سواكن تهديدا حقيقيا مقصوداً للجار اللدود. يبقى أن لمصر أوراقا كثيرة في المنطقة ومهم أن لا يصل مستوى التكاره المستبطن إلى حدود يُخرج اللعب عن قواعده. محمد قواص صحافي وكاتب سياسي
مشاركة :