خلفت ناقلة النفط الإيرانية المنكوبة التي غرقت أمس الأول في أسوأ كارثة من نوعها منذ عقود، بقعة زيتية ممتدة بطول نحو 16 كيلومترا في بحر الصين الشرقي فيما يستمر الدخان في التصاعد من موقع احتراقها.وبحسب "رويترز"، قال تلفزيون الصين المركزي "سي.سي.تي.في"، إن البقعة التي يتراوح اتساعها بين ميل وأربعة أميال بحرية ازداد حجمها عدة مرات منذ أمس الأول، وهو ما زاد من المخاوف بشأن الأضرار التي ستتسبب فيها للنظام البيئي البحري في المنطقة الغنية بأنواع الأسماك والطيور.وأضاف التلفزيون الصيني، أن البقعة عثر عليها إلى الشرق من موقع غرق السفينة.وأشار، إلى أن جهود تطهير سطح البحر بدأت بالفعل فيما أوقفت فرق الإنقاذ عملية البحث واسعة النطاق عن ناجين وعادت عملياتها للمعدل الطبيعي.وكانت الناقلة المشتعلة التي تحمل نحو مليون برميل من المكثفات، وهي خام خفيف جدا سريع الاشتعال ، قد غرقت البارحة الأولى بعد أن أضعفت عدة انفجارات جسم السفينة.واشتعلت الناقلة (سانتشي) بعد أن اصطدمت في 6 من كانون الثاني (يناير) الجاري بسفينة الشحن "سي.إف كريستال" ثم جرفها التيار والرياح القوية بعيدا عن الساحل الصيني الذي شهد الحادث إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة لليابان.وقالت إدارة الدولة للمحيطات في الصين، إن كمية كبيرة من النفط المتسرب حول موقع غرق السفينة مشتعل لأن الانفجارات مزقت جسم السفينة.ويشكل غرق الناقلة أكبر حادثة تسرب نفطي منذ عام 1991 الذي شهد تسرب 260 ألف طن من النفط قبالة الساحل الأنجولي.وقال خفر السواحل الياباني، إن الدخان الأسود لا يزال يتصاعد من موقع غرق الناقلة.وصرح متحدث باسم خفر السواحل، أنهم أرسلوا زورقي دورية وطائرة إلى المنطقة للبحث عن أفراد طاقم الناقلة المفقودين وتقييم الموقف.ومن جانبها، قالت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، إن فريق إنقاذ صيني انتشل جثتين يوم السبت من الناقلة. وتم انتشال جثة بحار يشتبه بأنه من طاقم السفينة الأسبوع الماضي وأرسلت إلى شنغهاي لتحديد هوية صاحبها.وقالت شينخوا ، إن فريق الإنقاذ انتشل مسجل بيانات الرحلة أو "الصندوق الأسود" من غرفة القيادة، قبل أن يغادر السفينة بعد أقل من نصف الساعة من صعوده إليها بسبب تحول وجهة الرياح ولأن "الدخان السام الكثيف" أدى إلى تعقيد العملية.ويخشى الخبراء من أن غرق السفينة سيتسبب في أضرار أكبر للبيئة البحرية في المنطقة من احتراق مكثفات النفط إذ سيتسبب غرق الناقلة على الأرجح في تسرب باقي المكثفات إضافة إلى وقود السفينة، وهو من زيت الوقود الثقيل الذي تعمل به محركاتها، مما سيؤدي لتلوث المياه المحيطة. ووقود السفن هو أسوأ نوع من الزيوت النفطية ويتسبب في سمية عالية لدى تسربه رغم أن قابليته للاشتعال أقل أما المكثفات فهي سامة للأحياء البحرية.لكن تسرب زيت الوقود أسهل نسبيا في احتوائه بسبب اختلاف كثافته عن الماء غير أن أقل كمية منه يمكنها أن تؤذي الحياة البحرية.وأوردت محطة "سي سي تي في" التلفزيونية الصينية أن عمليات البحث والانقاذ ألغيت، وبدأت أعمال التنظيف بعد أن تم إخماد حريق كان لا يزال مشتعلا على سطح المياه.وقامت سفينتان برش مواد كيميائية لإذابة النفط بحسب "سي سي تي في". وقال المتحدث باسم وزارة النقل الصينية إن "عملية (التنظيف) هذه هي أحد الأمور التي نوليها اهتماما كبيرا، وهي ضمن أولويات جهودنا. لا أحد يريد حصول كارثة ثانوية كبرى"، مضيفا أن التحقيق لا يزال جاريا لكشف أسباب الحادث.ووصف ريتشارد شتاينر، خبير التسرب النفطي في ألاسكا الحادث بأنه "أكبر حادثة تسرب متكثفات نفطية تشهدها البيئة في التاريخ".وقال شتاينر، "نظرا إلى حالة هيكل السفينة بعد أسبوع من الاشتعال والانفجارات، اعتقد أن أيا من عنابر الشحن أو خزانات النفط لم تسلم من الحريق، ما يعني أن المتكثفات والحمولة النفطية قد تسربت بالكامل".وأضاف الخبير، أنه وإن لم يتسرب إلا 20 في المائة من حمولة الناقلة النفطية إلى مياه البحر، فإنها كمية تعادل تقريبا كارثة اصطدام ناقلة النفط الأمريكية اكسون فالديز برصيف في خليج برينس وليام (ألاسكا) في 1989.وأضاف الخبير، "لا علم لي بحصول حوادث في السابق تسربت فيها متكثفات نفطية تفوق ألف طن في البحر، وغالبية حوادث التسرب التي نعرفها تقل عن طن واحد".وتبلغ سعة خزان وقود ناقلة النفط الإيرانية ألف طن من وقود الديزل الثقيل، بحسب وسائل الإعلام الصينية.ونقلت محطة "سي سي تي في"، عن كبير مهندسي الإدارة الرسمية للمحيطات في الصين جانج يونج تقليله من أهمية المخاوف البيئية.وقال المهندس الصيني، إن حمولة السفينة "سانشي" من النفط الخام الخفيف سيكون تأثيرها أقل في المحيط من أنواع أخرى من النفط، كما سيكون تأثيرها ضعيفا في الإنسان نظرا لبعد موقع الحادث عن السواحل. ووقع حادث الاصطدام على بعد نحو 300 كيلومتر عن سواحل شنغهاي.Image: category: عالميةAuthor: "الاقتصادية" من الرياضpublication date: الثلاثاء, يناير 16, 2018 - 20:06
مشاركة :