إعداد: إبراهيم باهووصل «الاتحاد السوفييتي» إلى أوج تطوره الفضائي في ستينات القرن الماضي، وبالأخص عندما تمكن من إطلاق مركبتي «سويوز 4 و5» المأهولتين إلى مدار الأرض لتلتحما ببعضهما في مثل هذا اليوم من عام 1969، في سابقة تفوقت فيها على أمريكا.أطلق السوفييت المركبتين بتوقيتين مختلفين فالأولى «سويوز4» أرسلت يوم 14 يناير 1969، أما الثانية «سويوز5» فانطلقت بعدها بيوم تقريباً، وكلتاهما بواسطة الصاروخ «سويوز» من مركز بايكونور الفضائي وسط كازاخستان.كان على متن المركبة الأولى رائد الفضاء فلاديمير شاتالوف، وعلى الثانية بوريس فولينوف، والاثنان يعتبران أول رائدي فضاء يجريان عملية تنقل في الفضاء من مركبة إلى أخرى مع إجراء سير فضائي خارجي.واستغرقت عملية التحام المركبتين أكثر من 4 ساعات، وكانت على ارتفاع نحو 213 كيلومتراً عن سطح الأرض، وتمكن رائدا الفضاء العودة بمركبتيهما بسلام إلى الأرض يوم 17 يناير 1969.عندما نجح الاتحاد السوفييتي في تحقيق هذا التفوق الباهر والأول من نوعه في تاريخ الفضاء، لم تقف الولايات المتحدة الأمريكية صامتة، لتقوم بالتجربة نفسها، ولكن بعد شهرين بواسطة مهمة «أبولو9».وكانت المركبتان «سويوز4 و5» ضمن برنامج «سويوز» للمركبات الفضائية وهو برنامج رحلات الفضاء البشرية التي بدأها الاتحاد السوفيتي في أوائل الستينات، وفي الأصل كانت جزءاً من مشروع الهبوط على القمر ووضع رواد الفضاء الروس على سطحه.يعتبر برنامج سويوز لرحلات الفضاء المأهولة ثالث برنامج سوفييتي بعد برنامجي فوستوك وفوسخود، وكانت المركبات تصمم في بداياتها بمكتب التصميم في شركة «كوروليف» للصواريخ والفضاء، والآن هي مسؤولية وكالة الفضاء الفيدرالية الروسية، ويتم إطلاق مركبات «سويوز» إلى الفضاء باستخدام صاروخ «سويوز» الحامل الذي يعتبر أكثر الصواريخ الحاملة استخداماً ووثوقية في العالم حتى يومنا هذا.كان التصميم الأساسي للمركبة الفضائية سويوز أساس لكثير من المشاريع الفضائية الروسية اللاحقة، والهدف الرئيسي منها كان السفر إلى القمر دون استخدام صواريخ ضخمة ويعتبر المصمم سيرجي كوروليف بافلوفيتش من أهم الرواد الذين ساعدوا في ابتكارها.تتكون مركبة الفضاء سويوز من ثلاثة أجزاء وهي وحدة مدارية كروية الشكل، ووحدة صغيرة هوائية، ووحدة خدمة أسطوانية مع الألواح الشمسية المرفقة.وأطلقت مركبة سويوز لأول مرة في عام 1967، ولا تزال تستخدم لنقل ثلاثة من رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية الدولية، ومنذ أن قررت «ناسا» إحالة مكوك الفضاء للتقاعد عام 2011، أصبح السفر على متن «سويوز» الروسية الوسيلة الوحيدة لوصول الرواد إلى المحطة.
مشاركة :