رصد تقرير لوزارة الحج سوء أوضاع خدمات المخيمات والكهرباء والمياه والصرف الصحي والتكييف والنظافة في المشاعر المقدسة أثناء موسم الحج الحالي، مقدما عددا من التوصيات من أجل تلافي تلك السلبيات خلال موسم الحج العام المقبل. ورفعت الوزارة توصياتها أمس، للأمير محمد بن نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وللأمير مشعل بن عبد الله أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، لإرسالها للوزارات المعنية لتنفيذ تلك التوصيات بعد أن أرفقت الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف والمجلس التنسيقي لشركات ومؤسسات حجاج الداخل. وحرص تقرير الوزارة على أن يحدد توصياته من أجل إرسالها للجهات الحكومية المسؤولة عن تلك الملاحظات وهي: وزارة المالية المسؤولة عن سوء صيانة الخيام، ووزارة المياه والكهرباء والشركة الوطنية للمياه فيما يتعلق بسوء أعمال الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وأمانة العاصمة المقدسة فيما يتعلق بالنظافة. وتناول التقرير ملاحظات اللجان الرقابية التابعة لوزارة الحج وهيئة الرقابة والتحقيق حول الخدمات في المشاعر المقدسة ولا سيما خدمات التكييف والمياه والكهرباء، الذي تمت مناقشته في أول اجتماع لوزارة الحج برئاسة الدكتور بندر حجار وزير الحج وضمن الاستعداد المبكر لموسم الحج المقبل 1436هـ. وحضر الاجتماع عدد من وكلاء الوزارة، ومديري الفروع، ومديري إدارات المتابعة والمراجعة الداخلية، ورئيس وأعضاء الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف الست في مكة المكرمة، ورئيس المجلس التنسيقي لشركات ومؤسسات حجاج الداخل. إلى ذلك، قام وزير الحج البارحة الأولى بجولة تفقدية على مدينة حجاج مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة رافقه فيها الدكتور حسين الشريف وكيل الوزارة لشؤون الحج. وشملت الجولة مواقف حافلات النقابة العامة للسيارات، مستمعاً إلى شرح مفصل عن منطقة مواقف الحافلات والإيجابيات والسلبيات الموجودة من اللواء متقاعد أحمد بن عبد الله سمباوة رئيس النقابة، كما تفقد منطقة فرز الحجاج في مجمع صالات الحج بحضور عبد الحميد أبا العري مدير مطار الملك عبد العزيز الدولي. وأشار الوزير إلى جهود وزارة الحج في تخفيض الضغط على المطار من خلال مراكز التفويج في كل من مكة المكرمة والمطار لتخفيف العبء على صالات الحجاج وتقليل فترة جلوس الحجاج في المطار، إذ تمكنت وزارة الحج من خلال تنظيمها آليات وأساليب تفويج الحجاج من مراكز التفويج في مكة المكرمة والمطار من تخفيض الضغط على المطار وتقليص فترات انتظار الحجاج المغادرين إلى بلادهم. ولفت الدكتور بندر حجار إلى أن إجمالي تعداد الحجاج الواصلين يصل لـ 1.390.369 حاجاً قدموا من 182 بلدا و500 مدينة في العالم عبر 16 منفذاً في المملكة، وسط توقعات أن تتجاوز حمولة أمتعتهم 100 ألف طن حيث تكون أمتعة الحجاج عند المغادرة أكثر منها عند القدوم وهذا ما يزيد من كميات الأمتعة وتحقيقها هذا المعدل في ظل الحرص على مراعاة عنصر الوقت والرقي بالأداء منعاً للتكدس في مرحلة العودة. فيما أوضح الدكتور عبد الإله بن محمد جدع عضو مجلس الإدارة المشرف على العلاقات العامة والإعلام في مكتب الوكلاء الموحد أن المكتب كرس جهوده بالعمل على مدى الـ 24 ساعة من خلال 3500 موظف سعودي مؤهل و2700 عامل من جنسيات مختلفة يستقبلون أكثر من 900 حافلة يومياً في مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة الذي يستقبل ويودع أكثر من 65 في المائة من مجموع حجاج الخارج ليتم تفويج ما يزيد على 60 ألف حاج يومياً في مرحلة المغادرة. وأكد جدع أن المعدل المتوسط لإنهاء الإجراءات الفعلية لاستقبال وسفر الحجاج يراوح في المتوسط بين 20 و30 دقيقة للحافلة الواحدة في حال جاهزية الرحلات الناقلة عبر شركات الطيران المعنية في الوقت الذي تشرف فيه أقسام مكتب الوكلاء على استراحة الحجاج في أماكن انتظارهم تمهيداً لسفرهم وإرشادهم لما يحتاجون إليه من إجراءات والتأكد من سلامة أمتعتهم التي تصل إلى أوزان كبيرة في مرحلة المغادرة لأنها تشمل مستلزماتهم الخاصة والهدايا التي يحرصون على جلبها لأهاليهم في العودة إضافة إلى مياه زمزم منوهاً بأن ذلك يتطلب من المكتب مضاعفة مجهوداته لنقل هذه الأطنان من الأمتعة من قبل الكوادر البشرية المؤهلة وباستخدام المعدات المتطورة من عربات ورافعات وغيرهما. وأوضح أن عملية نقل العفش تمرّ بعدد من الخطوات قُسمت إلى ثلاث مراحل تضم الأولى منها إنزال الأمتعة من الحافلات عند وصولها إلى الأرصفة المخصصة في مجمع الحج في مطار الملك عبد العزيز الدولي باستخدام المزلقانات، والمرحلة الثانية بنقل الأمتعة من أرصفة الانتظار إلى مواقع استراحة الحجاج تمهيداً لسفرهم بالتنسيق مع شركات الطيران المعنية، وتبدأ المرحلة الثالثة بنقل العفش من تلك الأماكن إلى مواقع الموازين عند جاهزية الرحلات لوزن العفش وإدخاله على السيور. وأضاف جدع أن الخبرات التراكمية عند مكتب الوكلاء الموحد أسهمت في ضبط تلك المراحل التي تؤثر كل مرحلة منها في الأخرى ولا بد من بذل الجهد للسيطرة عليها منوهاً بأن المكتب قد جهز لتنفيذ عمليات تحميل ورفع الأمتعة أكثر من 410 عربات نقل عفش كبيرة وصغيرة و160 مزلقاناً " سلالم انسيابية" إضافة إلى إشراك أكثر من 58 قاطرة كهربائية لنقل أمتعة الحجاج مشيراً إلى أن عملية نقل الأمتعة. وكشف عن تخصيص المكتب شعبة خاصة للخدمات الميدانية كخطوة حديثة لتسهيل سفر الحجاج وحل مشكلاتهم وتهيئتهم للمغادرة وقسم للحجز والمغادرة يتولى تأكيد حجوزات السفر منوهاً بأن التعامل مع هذا الكم الهائل من حجاج بيت الله الحرام يتطلب استعداداً وجاهزية في أعداد الموظفين العمال والآليات المختلفة حفاظاً على الانسيابية وتحقيق جودة وفاعلية في مستوى الخدمة المقدمة والرقي بأدائها كسباً لرضا ضيوف الرحمن منذ أن تطأ أقدامهم أرض المملكة وحتى مغادرتهم إلى بلادهم بعد أن منّ الله عليهم بأداء فريضة الحج.
مشاركة :