كثيرة هي الأمور الطبية والمتعلقة بالصحة البدنية والنفسية، التي كنا نؤمن بأنها حقائق ومسلمات واكتشفنا مع الوقت وبالأدلة زيفها وفي المقابل هناك حقائق تم اكتشافها عندما نسمعها لا نستطيع تصديقها لشدة غرابتها. ومن هذه الاكتشافات أن المرضى، الذين عانوا سكتات دماغية في الجهة اليسرى من الدماغ؛ ما أدّى إلى فقدانهم النطق يمتازون عن غيرهم من الأصحاء في تمييز الكذب! ويرجع الباحثون السبب في ذلك إلى أن فقدهم النطق أكسبهم مهارات تعويضية تساعدهم على كشف خداع الآخرين. إصابة بعض الأشخاص الذين يعيشون في المناطق المنعزلة لبعض الدول الآسيوية، مثل ماليزيا والصين والهند وبشكل دوري مستمر بحالة نفسية غريبة تسمى "كورو"، حيث يعتقد المصابون به اختفاء أعضائهم التناسلية، كما تعتقد الإناث أن أثداءهم تختفي وينتقل هذا المرض بالإيحاء، لذا قام موظفو الحكومة في إحدى مناطق الهند عام 1982م بالنزول للشوارع بمكبرات الصوت لكي يقنعوا مَن أصابهم رهاب فقد أعضائهم التناسلية بأنها ما زالت موجودة وقاموا بقياسها ليثبتوا لهم أن مخاوفهم لا أساس لها من الصحة! والأغرب ثبوت أن هناك تشابهاً بين وجوه الكلاب ومالكيها! ففي دراسة قام بها روي وكريستيفيلد عام 2004م وجدوا تشابهاً بين وجوه الكلاب ووجوه مالكيها أكثر بكثير مما قد يحدث بالمصادفة على الرغم من أن ذلك كان ينطبق على الكلاب الأصيلة فقط، ولعل هذا وما يترتب عليه جزء من الحكمة في كراهية تربية الكلاب لغير حاجة. وبعض الأشياء على بساطتها يكون لها تأثير نفسي أكبر مما نتوقع، فتخيل أن مجرد إمساكك بكوب قهوة أو شاي ساخن يبث فيك شعور "المودة " تجاه الآخرين ففي دراسة حديثة طلب الباحثون من بعض المشاركين إمساك كوب من القهوة الساخن، بينما الباقون طلب منهم إمساك كوب من القهوة المثلجة بضع ثوان وبعدها يجب عليهم تقييم مجموعة من الأشخاص، وتبين أن الممسكين بالقهوة الساخنة كان تقييمهم إيجابياً، ووصفوا الآخرين بالكرم والمودة خلاف الممسكين بالقهوة المثلجة!! وفي بحث مدهش تبين أن هناك فرقاً شاسعاً بين مشاعرك حين تمسك بقلم رصاص بين شفتيك أو بين أسنانك، وأنت تشاهد أفلام الكرتون، فقد وجدوا أن الذين يمسكون بالقلم بين أسنانهم يستمتعون جدا بالمشاهدة أكثر من الممسكين بالأقلام بين شفاههم، ولكن ما السبب في اعتقادكم؟! ستلاحظ أن النوع الأول من الأفراد يرسمون تعبيرا أقرب إلى الابتسامة، بينما النوع الثاني يكون تعبير وجوههم أقرب إلى العبوس، والسبب أن عضلات الوجه يكون لها تأثير في عقولنا، وبالتالي في مشاعرنا، ليس هذا فقط، بل إن نطق بعض الحروف أو الكلمات التي تجعل وجوهنا مبتسمة تمنحنا السعادة وتجعلنا نضحك فعلاً!