صراحة متابعات : لم يسقط إنسان في حفرة صرف صحي إلا وقضى خلال دقائق، عكس الغرق في مياه البحار والمسابح والمستنقعات، التي يمكن لأفراد الإنقاذ اللحاق بالغريق قبل موته، ومن ثم إنعاشه واستخراج ما استنشقه من مياه. المصادر عرضت هذه المعادلة على الأستاذ المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز، مستشار أمين محافظة جدة الدكتور أحمد نبيل أبوخطوة، الذي حذر من خطر بقاء فتحات ومناهيل الصرف الصحي مكشوفة، وعدم إحكام إغلاقها، وأن الغازات المتطايرة منها قد تتسبب في نشوب حرائق، ومن أخطر هذه الغازات غاز الميثان سريع الاشتعال، مؤكدا أنه أحد الغازات المتصاعدة والمنبعثة من غرف الصرف الصحي المكشوفة إضافة لما تسببه هذه الغازات من أمراض وبائية في محيطها. وأشار إلى أن الطعام في معدة الإنسان يمر بمرحلة تعرف بـمرحلة التخمر، إذ إن عمليات الهضم تنتج عنها غازات من أهمها غازا الكبريت والنيتروجين اللذين يؤديان إلى تكون غازات عضوية أخرى مثل الميثان وغيرها الكثير من الغازات، وكلها تحمل روائح وتتم داخل معدة الإنسان. وقال في حين تراكمت هذه الغازات في مياه الصرف الصحي لعدة ساعات تزداد فيها عمليات التخمر بفعل البكتيريا الموجودة مع الفـضلات الآدمية الموجودة في بيئة الماء، وهذا يزيد من عمليات التخمر وإنتاج مزيد من الغازات السامة من أهمها غازات الأمونيا والنشادر المتكونة من بول الإنسان، وكل هذه الغازات لا يمكن أن يتحملها الإنسان في حال تم استنشاقها حيث يصاب بنوع من الإغماء يؤدي إلى الموت المباشر. وأوضح أبوخطوة أن كل ما تقدم من هذه الغازات يعد غازات سامة وقاتلة إضافة إلى ما يرد إلى غرف الصرف الصحي من مواد مطهرة ومنظفة وبقايا الأطعمة قد تنتج هي الأخرى آلاف الغازات الضارة، وأن عدم مرور الهواء داخل هذه الغرف يزيد من تركيزها، وزيادة التركيز بدورها تزيد من شدة السمية لهذه الغازات. وشدد على أنه في حال تم ترك هذه الغرف مفتوحة ولم يتم إحكام إغلاقها فإن هذه الغازات المتصاعدة قد تتسبب في نشوب حريق في المحيط القريب منها في حال تعرضت لمصدر إشعال نار، مثل رمي أعقاب السجائر أو إشعال النار بالقرب من هذه الفتحات، كما أن ضررها قد يصيب من حولها جراء استنشاق هذه الغازات في الهواء بأمراض وبائية، علما بأن الهواء يعمل على تجديد هذه الغازات ويخفف من سميتها بشكل كبـير، مطالبا بوجوب إحكام إغلاق هذه الفتحات وتغطيتها بأغطية من الفولاذ الصلب الثقيل الذي يمنع تآكلها وتطاير الغازات من تحتها. ( الوطن )
مشاركة :