يستعد فندق الريتز-كارلتون في الرياض، على ما يبدو، لإعادة فتح أبوابه رسمياً أمام النزلاء، في شهر فبراير/شباط المقبل، بعد أن تحوَّل إلى سجنٍ فاخرٍ لصفوة المجتمع السعودي الذين أُطيحَ بهم فيما وصفته الحكومة بحملةٍ لمكافحة الفساد. وأظهر موقع الفندق على الإنترنت، الإثنين 15 يناير/كانون الثاني 2018، فتح باب قبول الحجز المسبق بدايةً من يوم 14 فبراير/شباط 2018؛ إذ تبدأ أسعار الغرف المزدوجة من 2.439 ريالاً سعودياً (650 دولاراً أميركياً). وظهر على التواريخ الأقدم من هذا اليوم جملة "غير متوافر للحجز". جديرٌ بالذكر أن الحجوزات في الفندق، المُكوَّن من 492 جناحاً، مُنِعَت منذ قرابة الشهرين، بحسب ما ذكرته صحيفة الأميركية. ويبدو أن استئناف الأعمال في الفندق يُشير إلى هدوء عاصفة الاعتقالات الجماعية ضد الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال السعوديين، والتي بدأت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على الأقل إلى المستوى الذي يسمح بمواصلة الفندق أعماله الرسمية. وتُشير الجماعات الحقوقية إلى أن حملة الاعتقالات هي محاولة ابتزاز متخفية من الحكومة لاستعادة بعض أصول الدولة، على الرغم من تأكيد المسؤولين السعوديين أن هذه الحملة تستهدف الفساد. ولم يتضح بعدُ ما إذا كان اختيار يوم عيد الحب لاستئناف أعمال الفندق مُتَعَمَّداً أم محض صدفة؛ إذ اعتادت السلطات السعودية تاريخياً اعتبار العطلة الرومانسية مفهوماً غربياً مُدنَّساً. ورفض المسؤولون في "ماريوت الدولية"، التي تُدير فندق الريتز-كارلتون، التعليق على استئناف أعمال الحجز بالفندق. وقالت شهد برغوثي، المدير العام لقسم العلاقات العامة لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بـ"ماريوت الدولية"، في تصريحٍ عبر البريد الإلكتروني: "الفندق يعمل تحت إدارة السلطات المحلية بالبلاد، ولا يباشر أعماله كفندقٍ تقليديٍ في الوقت الحالي". ولم تُدلِ الحكومة السعودية بأية تصريحاتٍ متعلقةٍ بهذا الشأن. يُذكر أن فندق الريتز-كارلتون استضاف أكثر من 200 شخص -من بينهم 11 أميراً سعودياً على الأقل، ووزراء حاليون وسابقون، وضباط بالجيش، ومجموعة من أشهر المستثمرين السعوديين- تعرضوا للاعتقال. وغلَّفَ الغموض جزءاً كبيراً من العملية، دون ذكر تفاصيل عن الاتهامات التي وُجِّهت إليهم ونوعية الحماية القانونية التي عُرضَت على المُشتبه فيهم، إن وُجدت. ويُعتبر الأمير محمد بن سلمان (32 عاماً)، ولي العهد والزعيم الذي تولى إدارة الحكومة من والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (81 عاماً)، القوة الدافعة لهذه الحملة؛ إذ يرأس ولي العهد لجنةً خاصةً لمكافحة الفساد، شكَّلها والده قبل ساعاتٍ من الإعلان عن حملة الاعتقالات في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2017. واستحوذ تحويل الحكومة فندق الريتز-كارلتون إلى سجنٍ مؤقتٍ على الكثير من الاهتمام؛ نظراً إلى أن الفندق من فئة "5 نجوم"، ويتمتع بالعديد من المزايا الفاخرة. وأمضى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، فترة إقامته بهذا الفندق خلال رحلته الرسمية الأولى خارج البلاد العام الماضي. وبحسب الموقع الرسمي، يُوفِّر الفندق لنزلائه خدماتٍ متعددة؛ مثل: سبا للرجال فقط، وصالة للسيجار، وحمام سباحة داخلي بزجاج ممتد من الأرض وحتى السقف، بالإضافة إلى 52 فداناً من الحدائق الخلابة الغنية، وأجنحة واسعة ومترفة، ومطاعم راقية، وقاعاتٍ لاستضافة الأنشطة والفعاليات على مساحة 62 ألف قدم مربعة.
مشاركة :