التأثير السّيبراني .. كيف يُغيّر الإنترنت سلوك البشر؟

  • 1/16/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت ـ إننا نقف الآن على أبواب ثورة صناعية ثالثة. الثورة الرقمية. تقتحم فضاءً جديداً يحتاج فيه الأطفال والشباب خاصة إلى أقصى الرعاية والاهتمام لحماية براءتهم. يواجه الأطفال والشباب مرحلة هي الأكثر تعرضاً لسلبيات الإنترنت. من الطبيعي أن يشعروا بالفضول ويريدوا الاستكشاف. إنهم في عمر يكفي للتعامل بكفاءة مع التكنولوجيا. وأحياناً يكونون بارعين أكثر مما نتصور لكنهم ليسوا ناضجين بما يكفي لإدراك مخاطر وجودهم على الهواء، والأكثر أهمية، لا يفهمون نتائج التعامل مع تلك البيئة. يتضمن الفضاء السيبراني الاحتكاك ببعض الناس الخطرين، وهؤلاء كثيراً ما يخضعون للمراقبة. الإنترنت كساحة لعب للبالغين كثيراً ما يُقارن بالغرب الأميركي المتوحش، وهو كساحة لعب للأطفال مجال غير مناسب لبراءتهم. وسط تيار الاندفاع المسعور باتجاه التكنولوجيا الجديدة، يتعرض أطفالنا للإهمال. يفسّر كتاب "التأثير السّيبراني" لأشهر عالمة في مجال السيكولوجيا السيبرانية والأدلة الحِمَائية الدكتورة "ماري آيكن" كيف تتغير سلوكيات الناس ومشاعرهم وقيمهم حين يكونون على الهواء وكيف يستغل المجرمون تلك التغيرات، إذا كانت من الناس الذين يستخدمون الكومبيوتر، ربما تعرف بعض الأشياء عن انتحال الهوية، التلصص، التحرش، القرصنة، فتحاول أن تجعل كلمات السر الخاصة بك آمنة قدر الإمكان، لكنك ربما لا تدرك كيف أنك تسهم في احتمالات تعرضك للخطر أو أن تصبح ضحية لابتزاز بعض الأشخاص. على سبيل المثال حين تجلس في غرفة النوم، وتخبر العالم كله (على الفيسبوك، توتير، سنابشات، أو ما شئت من البرامج والتطبيقات)، بكل شيء فعلته في ذلك اليوم. لكن إذا كنت في الحافلة، هل ستخبر أي غريب تقابله وجهاً لوجه، بكل تلك الأشياء؟ أنت تنسى نفسك في لحظات وربما تطلع ملايين الغرباء على خصوصياتك بسبب تأثيرات عدم الإحساس بالتحفظ على الهواء. يصف الكتاب كيف يمكن أن يتعرض طفلك وهو يمارس الألعاب على الهواء للمضايقات والمخاطر دون أن تنتبه إليه. ويتطرق إلى مختلف نواحي الفضاء السيبراني، من الانفتاح على الإباحية ومشاهد العنف واحتمالات الإدمان على الإنترنت. وما ينبغي أن تكون عليه أخلاقيات استخدام الإنترنت، وما السياسات التي تتبعها الدول الآن؟ تتطرق المؤلفة إلى عالم غامض مخيف يقبع ما وراء الإنترنت الذي نعرفه يسكنه مجرمون ولصوص وتجار مخدرات ربما لا يعرف الناس عنه أي شيء. هنا تدق المؤلفة جرس الإنذار، وتحذر من الإدمان على الإنترنت وما يرتبط به من الألعاب، ومواقع الإباحية والبحث المحموم عن معلومات تتعلق بالصحة والأمراض التي تؤدي إلى الوسواس أو ما يعرف بـ "ألسايبركوندريا". صدر الكتاب عن الدار العربية للعلوم ناشرون، وجاء في 448 صفحة، وترجمه مصطفى ناصر.

مشاركة :