سيول - اعتبرت كوريا الشمالية الثلاثاء أن الكلام الأخير للرئيس الأميركي دونالد ترامب عن امتلاكه لزر نووي "أكبر بكثير" من الزر المماثل الذي يمتلكه رئيس كوريا الشمالية كيم جونغ اون، ليس سوى "نباح كلب مسعور". وكان الزعيم الكوري الشمالي حذر في كلمة ألقاها بمناسبة العام الجديد بأن "الزر النووي" بمتناول يده، إلا أنه بالمقابل مد اليد إلى كوريا الجنوبية عندما تطرق إلى إمكانية الحوار معها ومشاركة بلاده في الألعاب الأولمبية الشتوية المقبلة التي ستجري في كوريا الجنوبية. وردا على كلام الزعيم الكوري الشمالي، كتب ترامب تغريدة على تويتر جاء فيها "على أحد العاملين في نظامه الجائع والمنهك أن يعلمه بأنني أنا ايضا لدي زر نووي، إلا أنه أكبر بكثير وأقوى بكثير من زره وهو يعمل". وفي ردة الفعل الأولى لكوريا الشمالية على تغريدة ترامب وصفت صحيفة "رودونغ سيمون" الناطقة باسم الحزب الحاكم الثلاثاء ترامب بـ"المتبجح"، وبأ كلامه ليس أكثر من "نباح كلب مسعور". ورغم هذه الحدة في التصريحات فإن تقاربا حصل بين الكوريتين توج بأول حوار رسمي بين البلدين منذ أكثر من عامين، حيث اتفقا على مشاركة بيونغيانغ في الألعاب الأولمبية التي ستجري في كوريا الجنوبية. وأضافت الصحيفة الكورية الشمالية في ردها على ترامب، أن كلام الأخير عن الزر النووي "ليس سوى انعكاس للوضع العقلي الميؤوس منه لشخص خاسر"، مضيفة أن الرئيس الأميركي "يعاني من اضطرابات في شخصيته سببها الغضب وانفصام الشخصية". وتأتي انتقادات الصحيفة الكورية الشمالية بينما بدأ وزراء خارجية 20 دولة الاثنين محادثات حول برنامجي بيونغيانغ البالستي والنووي فيما يلقي غياب الصين وروسيا عن تلك الاجتماعات بشكوك حول جدوى أي اتفاق يتم التوصل اليه. والاجتماعات التي تنعقد ليومين في مدينة فانكوفر ودعت إليها كندا والولايات المتحدة تأتي وسط مؤشرات على تراجع التوتر على شبه الجزيرة الكورية، عقب أول اجتماع بين الكوريتين منذ سنتين وموافقة بيونغيانغ على ايفاد رياضيين للمشاركة في اولمبياد بيونغ تشانغ الشتوي في كوريا الجنوبية. ويبدو ان التوتر تراجع أيضا بين واشنطن وبيونغيانغ التي قالت إنها أجرت تجارب ناجحة على صواريخ بالستية يمكن تزويدها برؤوس نووية وقادرة على بلوغ الاراضي الأميركية. وذكرت وسائل اعلام رسمية صينية الثلاثاء أن الرئيس الصيني شي جينبيغ قال لنظيره الأميركي دونالد ترامب في اتصال هاتفي إن "تغيرات ايجابية" حصلت على شبه الجزيرة الكورية. وقالت وكالة شينخوا الرسمية ان شي أشار في الاتصال الهاتفي "إلى أن الوضع على شبه الجزيرة الكورية أظهر بعض التغيرات الايجابية". ونقلت الوكالة عن شي قوله انه "على جميع الاطراف المعنية أن تبذل جهودا مشتركة للإبقاء على الزخم الذي تم التوصل له بشق الأنفس لتهدئة الوضع على شبه الجزيرة الكورية وخلق الظروف لإعادة اطلاق المحادثات". لكن الولايات المتحدة التي ستقوم خلال قمة فانكوفر بمراجعة فعالية العقوبات الحالية على النظام الانعزالي ودراسة فرض المزيد من العقوبات، لا تزال تشكك في استعداد كيم جونغ اون للتفاوض على التخلي عن البرنامجين النووي والبالستي لكوريا الشمالية.