لقي زعيم لصرب كوسوفو حتفه بالرصاص اليوم الثلاثاء، فيما وصفته صربيا بعمل إرهابي. وكان الزعيم أوليفر إيفانوفيتش سيمثل للمحاكمة في قضية مقتل ألبان عرقيين خلال الحرب التي دارت في الفترة بين عامي 1998 و1999. وتسبب حادث القتل في زيادة التوتر بين كوسوفو وصربيا، وجرى تعليق جولة للمحادثات التي يرعاها الاتحاد الأوروبي بين الجانبين بناء على طلب بلجراد. وكان من المقرر أن تعقد في بروكسل. ودعا الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كلا الجانبين إلى التزام الهدوء وطالبا سلطات كوسوفو بتقديم القتلة إلى العدالة دون إبطاء. كما حثا السلطات في كوسوفو، وهي إقليم صربي سابق نال الاستقلال قبل عقد، وصربيا على التعهد مجددا بالعمل من أجل تطبيع العلاقات. ودعا الرئيس الصربي ألكسندر فوشيتش، لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن القومي. وقال فوشيتش بعد ذلك، «بالنسبة للدولة الصربية فإن هذا يعتبر عملا من أعمال الإرهاب»، وستطلب بلجراد المشاركة في التحقيق. وامتنع عن التعقيب على ما إذا كان يعتقد أن القتل له دوافع عرقية. وقتل إيفانوفيتش (64 عاما)، بالرصاص أمام مكتب حزبه في ميتروفيتشا، وهي مدينة منقسمة بشدة على أساس عرقي بين الصرب والألبان، وذلك بعد الساعة 0700 بتوقيت جرينتش بقليل. وجرى نقله إلى مستشفى لكن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذه. ولا يوجد شهود على الهجوم ولم يتم سماع صوت أعيرة نارية، مما يرجح أن السلاح المستخدم كان مزودا بكاتم للصوت، وفق ما ذكرته وسائل إعلام صربية. ونقلت وكالة «تانيوج» للأنباء عن محاميه القول، إن إيفانوفيتش أصيب بخمس رصاصات على الأقل. وقالت الشرطة، إنها عثرت على سيارة محترقة من طراز أوبل في المدينة بعد إطلاق النار، وإنها تشتبه في أن لها صلة بالهجوم. وعرضت الشرطة عشرة آلاف يورو (12.225 دولارا)، لأي شخص لديه معلومات تفيد القضية ووفرت خطا آمنا للهاتف. كما أدانت حكومة كوسوفو الحادث. وقالت الحكومة في بيان، «مقتل أوليفر إيفانوفيتش يتحدى القانون.. وأية محاولة لفرض القانون والنظام في جميع أنحاء كوسوفو». وقال ماركو جوريتش مدير مكتب كوسوفو بحكومة صربيا، إن مقتل إيفانوفيتش موجه ضد الشعب الصربي، «وينبغي وسيتم عقاب (المسؤولين عنه)». ويعرف عن إيفانوفيتش اعتداله النسبي بين السياسيين من صرب كوسوفو وأغلبيتهم من القوميين المتشددين، وأصبح واحدا من بين المشاركين الرئيسيين في محادثات مع مسؤولي حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الذين عاشوا في كوسوفو للمساعدة في توجيه البلاد صوب مسار راسخ للديمقراطية وحكم القانون. وفي 2016 أُدين بارتكاب جرائم حرب ترتبط بمقتل أربعة ألبان عرقيين خلال الحرب وسُجن لتسع سنوات. لكن محكمة قضت بإعادة محاكمته فأطلق سراحه العام الماضي انتظارا لمحاكمة جديدة. ويعيش ما يتراوح بين 40 و50 ألف صربي عرقي في شمال كوسوفو ويرفضون الاندماج مع الدولة التي يشكل الألبان فيها الأغلبية منذ أعلنت الاستقلال عن صربيا في 2008. والعلاقات بين صربيا وكوسوفو متوترة منذ 2008، لكن في 2013 اتفق الجانبان على المشاركة في مفاوضات يرعاها الاتحاد الأوروبي بشأن تطبيع العلاقات، وهو شرط لكليهما للمضي قدما نحو نيل عضوية الاتحاد.
مشاركة :