إعداد: عبير حسينفي تفاؤل حذر، أعلن علماء الفيزياء الفلكية من فريق التلسكوب «إيفينت هورايزون» أن العالم ينتظر هذا العام رؤية ثقب أسود للمرة الأولى في تاريخ البشرية، الأمر الذي يؤدي، حال تحققه، إلى قفزة هائلة في الكشف عن أسرار بداية الكون.ويتكون «إيفينت هورايزون» من شبكة من التلسكوبات العملاقة المنتشرة في أنحاء العالم، وتعمل جميعها على رصد وتحليل جميع الإشارات والظواهر الكونية اللازمة لرصد وتصوير الثقوب السوداء، التي يعتقد بعض العلماء بوجودها، وتأثيرها الكبير في نشأة الكون الواسع. شيبرد دوليمان، رئيس فريق العلماء في «إيفينت هورايزون»، قال: لا يثبت التقاط صورة للثقب الأسود وجودها فحسب، بل يحسن أيضاً فهمنا للكون. وأضاف «لرصد الثقب الأسود نحتاج إلى قدرة تكبير ضخمة تمكننا، مثلاً، من رؤية نتوءات في كرة صغيرة في ملعب للجولف في مدينة لوس أنجلوس، بينما نحن في نيويورك. كما نحتاج إلى تقنية هائلة تمكننا من الرؤية عبر الغاز في درب التبانة والغاز الساخن المحيط بالثقب الأسود ذاته. ويتطلب هذا تلسكوباً ضخماً بحجم الأرض، وهنا يأتي الدور المهم الذي يؤديه «إيفينت هورايزون».أنشأ العلماء في «إيفينت هورايزون» تلسكوباً افتراضياً بحجم الأرض باستخدام شبكة أطباق راديوية منتشرة حول العالم، وعملوا على مزامنة الأطباق لبرمجتها لمراقبة نقطة محددة في الفضاء في الوقت ذاته، وتسجيل موجات الراديو المستقبلة على أقراص صلبة. ونجح الفريق في إبريل/نيسان الماضي في رصد ما يتوقع أنه ثقب أسود أطلق عليه «ساجيتاريوس ايه» لكنهم لا يزالون يخضعون ما رصدوه إلى مزيد من التحليل للتأكد من طبيعته. نقل موقع «فيوتشرزم» عن دوليمان قوله: «لا نعرف تماماً ماذا سنرى، قد تفاجئنا الطبيعة، لكن «إيفينت هورايزون» أصبح متوافراً بين أيدينا لذلك سنعمل خلال المستقبل القريب على التقاط أول صورة واضحة ومؤكدة للثقب الأسود». والثقب الأسود هو نقطة في الفضاء لها جاذبية قوية لا يستطيع حتى الضوء الهرب منها، وتوقع ألبرت اينشتاين وجودها في نظريته للنسبية العامة، لكنه لم يقدم دليلاً مادياً واضحاً على ذلك. ويرجع علماء الفيزياء الفلكية أسباب نشأة الثقوب السوداء إلى واحد من الأسباب التالية:1- عند احتراق نجم ضخم متحولاً إلى «سوبر نوفا»، يمكن أن تنفجر النواة المركزية فيه، ويتحول جزء كبير من شكل النجم ما قبل «سوبر نوفا» إلى ثقب أسود.2 عندما يندمج نجمان من النجوم النيترونية، فإذا صارت كتلتاهما معاً بعد الاندماج أكثر من نحو 2.5 إلى 2.75 كتلة شمسية، ينتج ثقب أسود.3 إذا تعرض نجم ضخم جداً، أو سحابة ضخمة من الغاز إلى الانهيار المباشر فينتج هذا أيضاً ثقباً أسود، وتتحول 100% من كتلته الأولية إلى الثقب الأسود.ومع مرور الوقت، يمكن أن تستمر الثقوب السوداء في التهام المادة، وتنمو كتلتها وحجمها بشكل متناسب. ويعتبر «الرامي أ»، وهو منطقة لامعة ومصدر راديوي قوي جداً تقع في مركز مجرة درب التبانة أكبر الثقوب السوداء القريبة من الأرض، نظراً لكتلته التي تصل إلى 4 ملايين مرة مثل كتلة الشمس، إضافة إلى قربه من الأرض التي يبعد عنها 27 الف سنة ضوئية.ويثير الثقب الأسود المركزي في مجرة «مسييه M8787» الفضول الأكبر للعلماء بموقعه داخل مجرة إهليجية ضخمة تعد أشد المجرات لمعاناً في الجزء الشمالي من تجمع مجرات العذراء، إضافة إلى كتلته الضخمة التي تصل إلى 6 مليارات كتلة شمسية، لكن نظراً لبعده عن الأرض بنحوالي 50 مليون سنة ضوئية تبقى متابعته ودراسته ذات صعوبة بالغة.وإذا كانت رؤية «الثقب الأسود» غير مؤكدة تماماً هذا العام، فإن هناك عدداً آخر من الظواهر الفلكية النادرة التي تشهدها الأرض، ويمكن لهواة الفلك مشاهدتها إما بالعين المجردة، أو من خلال التلسكوبات. وتتنوع هذه الظواهر ما بين الكواكب والزخات وأندرها نهاية الشهر الجاري عند خسوف القمر الأزرق (القمر العملاق) وهو في أقرب نقطة من الأرض، وهي الظاهرة التي لم تحدث منذ 150 عاماً. والى جانب اصطفاف كواكب زحل والمريخ والمشتري مع القمر في خط واحد بما يعرف فلكياً ب«اصطفاف الكواكب» هناك اقتراب المريخ من الأرض ضمن أهم تلك الظواهر.
مشاركة :