تصاعد القلق التركي من أكراد سوريا، ففيما توعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتدمير أوكار من أسماهم الإرهابيين في منبج وعفرين، شدّد رئيس أركان الجيش التركي بأنّ بلاده لن تسمح لوحدات حماية الشعب الكردي بتلقّي الدعم، بينما دعت وزارة الدفاع الأميركية إلى التهدئة على الحدود السورية التركية. وتعهّد أردوغان، أمس، بتدمير ما وصفها بـ«أوكار الإرهابيين» في المناطق السورية الخاضعة لمجموعات كردية تعتبرها أنقرة «إرهابية». وقال أردوغان في خطاب أمام نواب حزبه في أنقرة: «غداً أو بعده، قريباً سنتخلص من أوكار الإرهابيين واحداً تلو الآخر في سوريا، بدءاً بمنبج وعفرين». وأكّد أردوغان أنّ جيشه جاهز لشن عملية «في أي لحظة» ضد معاقل وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين ومنبج شمال سوريا. ورد الرئيس التركي بالإيجاب على أسئلة صحافيين بشأن احتمال تعاون القوات التركية مع فصائل سورية معارضة في عملية مماثلة، دون توفير مزيد من التفاصيل. ودعا أردوغان الحلف الأطلسي إلى اتخاذ موقف بهذا الشأن، مضيفاً: «أنتم ملزمون بالوقوف في صف أي شريك لكم في حال تعرض لاعتداء حدودي، لكن حتى الساعة، أي سلوك اعتمدتم؟». وأشار إلى أن رئيس أركان الجيش التركي خلوصي أكار سيبحث هذا الأمر مع حلفاء تركيا في اجتماع للأطلسي في بروكسل. إلى ذلك، أعلنت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء، عن اجتماع ثنائي بين أكار ونظيره الأميركي جوزيف دانفورد في بروكسل لمناقشة القوة الحدودية. وصرح أكار: «لن نسمح لوحدات حماية الشعب أن تتلقى الدعم والسلاح بحجة شراكة عملانية». خفض توتّر على صعيد متصل، دعت وزارة الدفاع الأميركية كل الأطراف إلى التهدئة على الحدود التركية - السورية، وأكد «بنتاغون» في الوقت ذاته أنه يأخذ في الاعتبار قلق أنقرة إزاء «العمال الكردستاني». وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، إن التحالف الدولي ضد داعش لا يشن عمليات عسكرية في منطقة عفرين الخاضعة لقوات سوريا الديمقراطية باعتبارها شريكاً لا غنى عنه في إطار العمليات ضد «داعش» في سوريا. قوة حدودية إلى ذلك، قالت الرئيسة المشتركة للهيئة التنفيذية للفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا فوزة يوسف، إن المناطق التي يديرها الأكراد في سوريا تتطلع إلى قوة حدودية جديدة تدعمها الولايات المتحدة، من أجل حماية نفسها في مواجهة التهديدات المتنامية والمتكررة من تركيا ومن دمشق. وشددت على ضرورة وجود قوة رادعة لحراسة الحدود التي تفصل بين مناطق الأكراد والمناطق الأخرى بما يجنبهم التعرض لأي هجوم. وأضافت أنه على ضوء تعثر الحل للأزمة السورية المستمرة منذ سبع سنوات، فإن الأكراد وحلفاءهم العرب يجدون أنفسهم أمام مخاطر جمة. دعوات معارضة في الأثناء، دعا كبير مفاوضي المعارضة السورية نصر الحريري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وزعماء الاتحاد الأوروبي، لزيادة الضغط على الرئيس بشار الأسد وعلى روسيا وإيران للعودة للمحادثات التي تهدف لإنهاء النزاع. وقال الحريري: «آن الأوان كي يقول ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: توقفوا». وتابع: «آن الأوان كي يزيد ترامب وميركل وماي من الضغوط وجمع المجتمع الدولي للوصول لحل سياسي حقيقي عادل في سوريا، دماء المدنيين ستظل تراق في سوريا ما لم تكثف الولايات المتحدة وقوى الاتحاد الأوروبي من الضغط على الأسد وحلفائه الكبار في روسيا وإيران». فشل ذريع أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أمس، أن الاستراتيجية التي اعتمدت الفوضى الخلاقة لإحداث التغيير قد أثبتت فشلها الذريع وكارثية نتائجها. وشدد عون على ضرورة اعتماد استراتيجية دولية جديدة تقوم على الحوار واحترام حقوق الشعوب والدول على اختلاف أحجامها وقوتها، مضيفاً: «لن يكون هناك سلام في المنطقة ما لم تبحث جدياً المشاكل القائمة فيها، يجب أن يقوم هذا السلام على العدالة لا القوة وعلى الاعتراف بالحقوق لا الاعتداء عليها». وقال إن حفظ الاستقرار الأمني في بلد كلبنان يقع وسط منطقة ملتهبة كان أمراً بالغ الصعوبة، إذ نجح في منع انتقال نار الفتنة إلى داخله بفضل تعاون مختلف الأطراف فيه والتنسيق الكامل بين مختلف أجهزته الأمنية وتمكنه من طرد المنظمات الإرهابية من أراضيه. سجن مؤبّد حكم القضاء التركي على تركيين متهمين بقتل لاجئة سورية حامل وابنها البالغ شهره العاشر في يوليو 2017، بالسجن مدى الحياة، كما ذكرت وسائل الإعلام المحلية. وأدين الرجلان أيضاً باغتصاب اللاجئة التي كانت آنذاك في العشرين من عمرها. وأثارت هذه الجريمة ضجة كبيرة في تركيا التي تستضيف أكثر من ثلاثة ملايين سوري هربوا من الحرب في بلادهم. وذكرت الصحافة أن محكمة سقراية التي وقعت فيها الجريمة، شمال غربي تركيا، حكمت على المدعى عليهما بعقوبات مشددة بالسجن مدى الحياة. وأوضحت وسائل الإعلام أن الرجلين اللذين اغتصبا هذه الشابة قد استدرجاها مع رضيعها إلى غابة، ثم سحقوا رأسها بالحجارة وخنقوا الطفل.
مشاركة :