رأيت بعض المرضى يأتي للعيادة بضغط مرتفع ويعطى الدواء المناسب ثم بعد نزول الضغط للمستوى الطبيعي وزوال الاعراض التي كان يشتكي منها يبدأ بإيقاف أدوية الضغط ظنا منه ان ارتفاع الضغط عولج ولايحتاج الى الدواء بعد ذلك مثله في ذلك مثل التهاب اللوزتين!!وبعض المرضى يخاف أن نزول الضغط سيستمر في النزول حتى يغمى عليه اذا لم يوقف الادوية والحقيقة ان أدوية الضغط هي ادوية يجب تناولها باقي العمر وهي لاتعالج مشكلة ارتفاع الضغط جذريا وانما تتحكم به....هذا المفهوم يجب ان يناقشه المريض وطبيبه قبل بدأ العلاج لأن اخذ العلاج ثم ايقافه فجأة اخطر نسبيا من عدم اخذ العلاج في مريض ضغط حالته مستقرة وذلك بسبب تحكم شرايين الدماغ في حركة الدم في حالات ارتفاع الضغط. ومن المعلوم ان الضغط يتذبذب فاذا كان المعدل المطلوب في ذلك المريض 120 ملم من الزئبق مثلا في مرضى السكري والقصور الكلوي فتجد ان القراءات تتراوح من 110 الى 130ولكن اغلبها في حدود 120. وهناك من يعتقد ان هذا انخفاض للضغط والحقيقة ان انخفاض الضغط نوعان اولهما ما كان متعلقا بوقوف المريض والاخر مالم يكن متعلقا بذلك وهناك تفاصيل علمية لكلا النوعين والذي ننصح به المريض الا يوقف الدواء الا بعد مناقشة طبيبه المعالج وأخذ رأيه في ذلك .كما ان هناك مجموعة من المرضى يتفقون معك على اخذ الدواء وعند المراجعة في العيادة وقراءة الضغط في مفكرة الضغط واخبار المريض ان "الضغط ممتاز ومتحكم به " يفاجئك بقوله ولكني لم أخذ الدواء ؟! . والمريض يسوق هذا الدليل في سياق انه ليس لديه ضغط وانه لايحتاج للدواء!! ولذلك ننصح بعدم بدء الدواء حتى يتأكد الطبيب من جاهزية المريض لاخذ الدواء واقتناعه 100 % بتشخيص الضغط حتى ولو ادى ذلك الى تأخير بدء العلاج الى ايام معدودة مالم يكن هناك خطر محدق من تأخير بدء العلاج على حياة المريض ...ويفضل الايضاح للمريض ان مرضى الضغط لايشترط ارتفاع ضغطهم دائما وفي جميع الاوقات والاحوال وكذلك ان قراءة واحدة مرتفعة للضغط لا تثبت وجود ارتفاع الضغط المزمن وقراءة واحدة طبيعية بل (وقراءات متعددة طبيعية ) لا تنفي تشخيص ارتفاع الضغط الشرياني المزمن , وينطبق ذلك ايضا على قراءة الضغط في العياده لمرضى الضغط فارتفاعها لايعني عدم التحكم في الضغط والقراءة الطبيعية في العيادة لاتعني التحكم بالضغط ايضا فقد يكون ضغط المريض مرتفعا باقي ذلك اليوم . وهناك مجموعة من المرضى يعتقدون ان دواء الضغط مثل البندول للصداع يؤخذ فقط عند الحاجة وقد رايت بعض المرضى على هذا الحال لسنوات متعددة , وهذا المفهوم غير صحيح بل انه اخطر من عدم تناول دواء الضغط نسبيا حيث يتعرض المريض لتقلبات الارتفاع والانخفاض المفاجئ للضغط ومضاعفاته.كما اننا دوما نشرح للمريض ان الدواء وسيلة وليس غاية في حد ذاته فإذا لم يتحكم الدواء الذي يأخذه المريض بضغطه الشرياني فلا فائدة من الاستمرار على اخذه بنفس الجرعة ولذلك لابد من مراقبة المريض لضغطه في بيته بالطريقة التي يتفق مع طبيبه المعالج عليها . وقد رأيت رجلا في السبعين من عمره وعلى الرغم من ارتفاع ضغطه الانقباضي فوق 190 الا انه يصر على انه ليس لديه ضغط لأنه لايحس بأعراض نهائيا وهو يعلم تماما متى يبدأ الضغط بالارتفاع ومتى ينزل !!! والحقيقة ان الضغط يسمى القاتل الصامت ولايبدأ بالاعراض الا عندما تبدأ المضاعفات على اعضاء الجسم الاخرى. وليس هناك غنى للمريض عن مراقبة ضغطه في منزله وهناك بعض المرضى من يعتقد ان اجهزة قياس الضغط الالكترونية الموجودة في الاسواق غير مفيدة والعكس صحيح فهذه الاجهزة تسهل على المريض مراقبة ضغطه واذا كان يعمل لها صيانه دوريه فإن قراءاتها متقاربة جدا بين الجهاز الالكتروني وجهاز الزئبق وفي حدود 5-10 ملم من الزئبق. ادام الله عليكم لباس الصحة. للتواصل مع مشرف الصفحة:عبدالرحمن محمد المنصورamansour@alriyadh.com فحص القلب دوريا مهم في مريض الضغط لابد من مراقبة الضغط منزليا
مشاركة :