أكد أمير منطقة الرياض فيصل بن بندر أن واحة الملك سلمان للعلوم بحي العليا تؤكد أن مدينة الرياض أصبحت مدينة عالمية تعلي شأن العلوم والتقنية، وتشهد نهضة مميزة تليق بسكان المدينة وزوارها، وجهود أمانة منطقة الرياض ملموسة في هذا الشأن، وستقدم الدعم والرعاية لمرتادي الواحة، لتحقق أهدافها التنموية والمعرفية. جاء ذلك في تصريح لأمير الرياض إثر تدشينه ليل أول من أمس واحة الملك سلمان للعلوم بحي العليا، وهي باكورة الواحات العلمية الثماني التي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبتنفيذ من أمانة منطقة الرياض. وقال أمير منطقة الرياض في تصريح صحافي بعد الافتتاح: «سعدنا بافتتاح باكورة واحات الأحياء العلمية بمدينة الرياض، التي تحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، الذي أدار التنمية في هذه المنطقة تحديداً، ووصلت بفضل رؤيته وحكمته إلى مستويات عليا من التطور الحضاري والعلمي». وتقع واحة الملك سلمان للعلوم بحي العليا على مساحة 21 ألف متر مربع، وفي أحد أكثر طرقات مدينة الرياض ارتياداً من السكّان، وهو طريق الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية) وبتقاطعه مع طريق الملك محمد الخامس، وتستهدف عموم سكّان المدينة، وطلاب وطالبات المدارس والجامعات، وزوار الرياض والوفود الرسميّة، والمهتمين بالعلوم والتقنية. وتعرض الواحة على زوّارها محتويات علميّة عدة تنطلق من التقنيات الحديثة وما يتصل بها من معارف، وترتكز على الجوانب التثقيفية بطابع تشويقي يبدأ بسرد جذور التقنية وأساسيات العلوم وقصص تطورها، عبر مسارين يشملان التقنية المادية والحيوية، ويعبُر السرد إلى نقطة الذكاء الصناعي، الذي يصل في مساره الأول المادي إلى أنسنة الآلة، وفي الثاني الحيوي إلى ميكنة الإنسان، لينهي رحلته بالتقنية في حياتنا المستقبلية عبر رحلة إلى المستقبل، من خلال آلة الزمن. وتتضمن الواحة عدداً من القاعات تشمل قاعة الاستقبال، التي تمثل المحطة الأولى للزوار، ويشاهدون فيها عروضاً تشويقية عن التقنيات، ويتلقون الإرشاد اللازم والمعلومات الأساسية عن الواحة العلمية وما تتضمنه من مرافق وخدمات، تليها قاعة العرض المرئي، ويتعرف الزوار بواسطتها على أقسام الواحة والمحتوى المعرفي الذي تقدمه، وتمنح الزائر لمحة سريعة عن التقنيات التي سيتعامل معها، عبر فيلم تعريفي قصير. وفي قاعة أساسيات العلوم سيشاهد الزائر مجموعة من الأسس العلمية الفيزيائية التي تستند إليها معظم تقنيات العصر الحديث، كمبادئ الكهرباء والمغناطيس والموجات الكهرومغناطيسية، وتتيح القاعة فهم آلية عمل هذه التقنيات، من خلال عدد من المعلومات والتجارب، في ما ترتكز قاعة الذكاء الصناعي على التقنية وتطوراتها في البعد الخادم للإنسان، من خلال عرض النظرية الرئيسة التي بنيت عليها التقنية المعاصرة المبتدئة بالترانزستور لتنتهي إلى توظيف الذكاء الصناعي في تسيير الحياة والإنتاج. وتعرض قاعة تقنيات المستقبل دور التقنية في حياة الإنسان بعد عشرة أعوام، وتُبرز قوة التقنية المقبلة وما ستحدثه من تحولات هائلة في شتى المجالات، وتتناول بعضاً من التغيرات المنتظرة وتأثيرها المحتمل في الحياة. وفي قاعة التقنية الحيوية تُعرض أبرز الأسس النظرية والتطبيقية في مجال التقنية الحيوية، والتي تبدأ بالجينات وما يعرف بـDNA، وتتابع التطورات التي طرأت على الشفرة الوراثية، وما ستحدثه من طفرة في علاج الأمراض، وتقع صالات العرض في الدور الأرضي والأول من الواحة، لتقدم عروضاً متحفية للتقنيات الحديثة، كما تحوي مسرحاً يتسع لـ400 زائر، وسيُقام فيه عدد من الفعاليات ذات الصلة بمحتوياتها. وتحيط بالواحة من الخارج حديقة مجهزة بكل الخدمات، ومهيأة للجلوس وتناول القهوة والمأكولات، إلى جانب شاشة عرض خارجية كبيرة بالقرب من المدخل الرئيس للواحة، تتضمن عروضاً توعوية ومواد إعلامية لمرتاديها في الحديقة والجلسات الخارجية، كما يقع في الجانب الشمالي والغربي والجنوبي منها منحدر مجهز لممارسة رياضة المشي، بإطلالة خلابة على الواحة. وشارك في إعداد المحتوى العلمي للواحة نخبة من الأكاديميين والمختصين السعوديين، بدءاً من ابتكار الفكرة الأساس لمواضيع الواحة، وصياغة المحتوى، ومراجعة ما تتضمنه المشاهد العلمية، ويعمل في الواحة عدد من المرشدين المتحدثين بلغات مختلفة، بهدف التعريف بالواحة ومحتوياتها والإجابة على أسئلة الزوار، كما تضم مكاناً آمناً مخصصاً لحفظ الأمانات والحقائب؛ لتسهيل تنقلات الزوار وتوفير سبل الراحة لهم. وتفتح الواحة أبوابها للزوّار في فترتين؛ صباحيّة من (9 – 12) للوفود والمراحل التعليمية، ومسائية من (4 – 9) لعموم الزوّار، في حين تستقبل المرتادين يوم الجمعة خلال الفترة المسائية، وتغلق أبوابها يوم الأحد للصيانة، وبالإمكان حجز تذاكر الدخول إليها، إما عبر منافذ البيع المخصصة عند بوابات الواحة، وإما عبر الموقع الإلكتروني.
مشاركة :