بي بي سي تنفض الغبار عن وثائق علاقتها المتوترة مع مبارك

  • 1/17/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الوثائق السرية التي تم الكشف عنها تسلط الضوء على علاقة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بـبي بي سي ومدى انزعاجه منها.العرب  [نُشر في 2018/01/17، العدد: 10872، ص(18)]استعادة محطات تاريخية لندن - كشفت هيئة الإذاعة البريطانية عن وثائق سرية بريطانية، قالت إن السلطات البريطانية أماطت اللثام عنها مؤخرا، وقد تناولت علاقة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك بـ”بي بي سي” ومدى انزعاجه منها. وتحدث سير مايكل وير، سفير بريطانيا في القاهرة آنذاك، عن مشكلة مبارك مع بي بي سي في برقية بعث بها إلى وزارته في 12 ديسمبر عام 1984. وقال سير مايكل إن سعيد حمزة، كبير الياوران (المرافق الشخصي) في رئاسة الجمهورية المصرية في ذلك الوقت، سأل “ألا يوجد حقا أي شيء يمكن لنا (يقصد البريطانيين) عمله بشأن بي بي سي؟”. ووفق البرقية، فإن حمزة أبلغ السفير بأنه كان يتحدث مع مبارك بشأن رحلة مرتقبة إلى واشنطن عام 1984، واقترح عليه أن يُدرج لندن في جدول الرحلة كما فعل في السابق، إلا أن حمزة قال “مبارك رد (على الاقتراح) بأنه لن يفكر في الذهاب إلى لندن نظرا لموقف بي بي سي تجاه مصر”. وكانت الحكومة البريطانية برئاسة مرغريت ثاتشر حينها قد وجهت دعوة رسمية إلى مبارك لزيارة لندن عام 1984، غير أنه رفضها. وزار الرئيس المصري السابق لندن في عام 1982، بعد توليه الرئاسة بأربعة أشهر، ثم زارها مرة أخرى عامي 1983 و1985. وتقول البرقية “إن ما طرحه (حمزة) هو برنامج تلفزيوني شهير بُث في بي بي سي (باللغة الإنكليزية) عن مصر خلال زيارة مبارك الأخيرة للندن (في شهر فبراير 1983) بالإضافة إلى شيء ما عن التغطية الإذاعية (لبي بي سي العربية حينذاك) بشأن (محاولة اغتيال رئيس وزراء ليبيا السابق عبدالحميد) البكوش”. وفي ما يتعلق بالبرنامج التلفزيوني، فقد كان المقصود هو حلقة من برنامج “نيوزنايت” الشهير وقد تضمنت تحقيقا عن أخطار الأصولية الإسلامية في مصر. وتقول البرقية من السفارة البريطانية في القاهرة المؤرخة في 5 فبراير 1983، إن مبارك “وخلال تصريحاته في مطار هيثرو وأثناء حديثه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية على متن الطائرة في طريق العودة إلى القاهرة، أقدم على غير عادته على انتقاد البرنامج، ووصفه بأنه غير دقيق كليا، وأكد على استقرار مصر وتسامحها الديني، والفرص المبشرة التي توفرها البلاد للمستثمرين”. أما قضية البكوش، فكانت مثار نقاش بين سير مايكل وأسامة الباز، المستشار السياسي لمبارك في ذلك الوقت. وقال السفير في برقيته إن الباز “أبدى فجأة ودون مقدمات ملاحظة قال فيها إن الرئيس استشاط غضبا من تعامل بي بي سي مع القصة”. ونقل السفير عن الباز قوله إن “مبارك مقتنع بأن بي بي سي تكنّ مشاعر عداء حقيقي واضح تجاه مصر”. وتكشف البرقية عن أن السفير وحمزة “ناقشا سبل تجاوز المأزق الواضح الناتج عن رأي مبارك تجاه بي بي سي”. وتشير إلى أن حمزة “اقترح، في خطوة أولى، ضرورة أن يزور مصر ممثل رفيع المستوى من بي بي سي”. ورغم موقف الرئيس المصري السابق من المؤسسة الإعلامية الشهيرة، فإن حمزة أكد أن “مشاعر مبارك تجاه بي بي سي لا تؤثر بأي شكل على رؤيته للعلاقات الرسمية بين بلدينا”.

مشاركة :