بواب حاصل على ماجستير: لا أخجل من العمل الشريف «فيديو»

  • 1/17/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

حكاية غريبة ضمن آلاف الحكايات التي تذخر بها البيوت المصرية، بطلها شاب من أبناء محافظة قنا، بدأت بتفوقه في دراسته الثانوية ثم الجامعية بكلية الحقوق، ليحصل على شهادتي ماجستير كنوع من التحدي للظروف والطبقية التي حرمته من الالتحاق بالنيابة، لكنه لم يدرِ أن الظروف سوف تتحالف ضده لتحرمه حتى من وظيفة بسيطة تتناسب مع مؤهله الدراسي وتفوقه العلمي، فقرر أن يعمل بأي وظيفة مهما كانت ليبدأ بالعمل نقاشًا، مرورًا بعامل أجري، وينتهي به المطاف بوابًا على إحدى العمارات بالقاهرة.بصوت متقطع وكلمات تخرج بمرارة وكأنها أشواك تنتزع من الحلق مصحوبة بآهات مكتومة، قال محمد أنور، ابن قرية الفاوية بمركز دشنا: "حصلت على ليسانس الحقوق عام 2008 وتقدمت لمسابقة النيابة الإدارية في العام نفسه، واجتزت كل الاختبارات، لكنني في النهاية لم أوفق، وفاز بها من هم أقل مني تقديرًا، لكنني لم أيأس ولن يتسلل اليأس إلى نفسي، فقد أكملت دراساتي العليا وحصلت على 2 ماجستير، الأول عام 2015 قانون عام وحقوق إنسان، والثاني عام 2017 قانون عام وعلوم جنائية، والآن أستعد لتحضير رسالة الدكتوراه، وكان نفسي ألتحق بالقوات المسلحة وأخدم بلدي، لكن دفعتي حصلت على إعفاء من التجنيد لعدم حاجة التجنيد لنا وقتها.وتابع أنور: "من عامين ونصف وأنا أطالب مع حملة الماجستير والدكتوراه بحقنا في التعيين، لكن هناك تعنت من وزارة التخطيط ورئيس الوزراء، إضافة لخطابات مستمرة لرئيس مجلس النواب لكن لم يتم اتخاذ أي قرار حتى الآن، واتجهت بعدها إلى القاهرة بعدما ضاق بي الحال هنا، وعملت في أكثر من مهنة، بدأت بالمحاماة لمدة 15 يومًا من دون أجر، ثم اتجهت للعمل في النقاشة والأعمال اليومية، وأخيرًا عملت بوابًا على إحدى العمارات لكي أستطيع الإنفاق على دراساتي العليا وشراء ما أحتاجه من كتب، كما كنت أحضر لقريتي "الفاوية" بمركز دشنا، خلال الإجازات وأقوم بالعمل باليومية في كسر وشحن محصول القصب بـ 60 جنيهًا يوميًا.وحول نظرة الناس له، قال محمد أنور: "لا أخجل من مهنة شريفة، وأكون في غاية الشرف والفخر لأنني أعمل في مهن شريفة، لأنها "لقمة عيش" تساعدني في الصرف على متطلباتي ودراساتي العليا، إضافة للمساهمة مع والدي في توفير نفقات أسرتي البسيطة، فبعض الأشخاص يذبحونني ويقتلونني بكلماتهم، وفي المقابل أجد احترامًا وتقديرًا من بعض الأشخاص، لكن لا يعقل أن أكون تعبت وكافحت حتى أصل لهذه الدرجات العلمية وفي النهاية أعمل في وظائف لا تتناسب مع مؤهلي، أعاني بشدة أثناء العمل خاصة في فترة "دريس القمح" فقد أكون ضحية في داخل دراسة القمح".واستطرد أنور: "رغم المعاناة والظلم الذى أشعر به لكن حبي لبلدي لا يتزعزع ولو للحظة واحدة، ومازلت أرى أن هناك أملًا، وأتمنى أن أرى السعادة مرسومة على وجه والدي ووالدتي لأنهما سانداني بقوة في رحلتي العلمية رغم الظروف الصعبة".قال أنور عدلي أبوالمجد، موظف بالصحة ووالد محمد: "العمل شرف ولا حياء في العمل طالما بشرف، حاولت بقدر الإمكان توفير ما يحتاجه محمد بقدر استطاعتي، أتمنى أن يكرمه ربنا وأن يكون من ضمن الشباب المشاركين في مؤتمر الشباب مع الرئيس السيسي، لافتًا إلى أن محمد الأخ الأكبر لثلاثة أشقاء يرون أن شقيقهم الأكبر قدوة لهم".فيما قالت والدة محمد: "حرام ابني يعمل عامل أجري، وهو حاصل على 2 ماجستير، حرام واحد جد واجتهد وذاكر يشتغل أجري عند الناس، أتمنى الرئيس والحكومة تنظر لابني ولكل المجتهدين".

مشاركة :