بتلك اليد المكتنزة بالعطر.. بتلك العين الندية بالمطر.. بكمية الجُمل المنعَّمة بالطيبة.. بشال الحنان الممتد نسيجه .. بقطع حلوى مصنوعة من الروح.. بكل جمال تركيبة التفاصيل.. بالغيم والشمس, بالبرد والحر, بالرواء والظمأ.. تمر الحالة في أقصى المخيلة.. تعبر بطيئة حتى تكاد تستقر.. والفكرة حتى تكبر كالسحاب.. والأسئلة كما الطيور ترفرف في هجرتها.. اللحظات تستدير كحلقة تطوِّق ذاتها.. أو كمقبض السجَّان.. الساعة تقف عند الثانية عشرة والنصف.. مفرق يوم جمعة مرقت .. أخذَتْ ولم تُعِدْ.. من عندها وما بعدُ التاليات تخيم في اللمحة .. وكل هذا التكوين هنا, بعنفوانه السرمدي.. بجزيئاته الفارطة في نمنمتها.. أوشاجه أنفاسٌ تتسارع.. تتسابق في دوران ساقية جوف كما تيار البحر في هيجانه.. هي العاصفة والعاصفة حين تنزل بالصدور.. لا تبقي من خضرة ثراها, ولا من يباسها شيئا, وإن تضمخت بالزهور.. هكذا الإنسان في أجلى مواقف المكاشفة, المفارقة, الغلبة, القوة, الضعف, التكوين, التكريس.. وثمة ذرات في مدى الباطن.. ليس في قدرته أن ينجو من نزولها, أو ينقض عمارها.. فالذات بنَّاءة.. بما لا نجاة لها منه البتة !!.. ———————————————————- الدكتورة خيرية السقاف الجزيرة
مشاركة :