محمد عبده.. أرهقَ نفسه

  • 10/14/2014
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

في الحفل الختامي لمهرجان الربيع والذي أقيم في قطر خلال عيد الأضحى المبارك؛ لم يكن محمد عبده في يومه، كان متعباً ومرهقاً، وبدا صوته وهو يغني في ختام المهرجان أقل مما كان متوقعاً منه.. هذا ما ردده محبو وعاشقو "فنان العرب" والنجم الكبير الذي بات رمزاً سعودياً يحتفى به في كل مكان. ليست هذه المرة الأولى التي يقدم فيها محمد عبده حفلاً ذا مستوى متوسط -جماهيرياً وفنياً- لكن في الحفل الأخير بدا واضحاً أنه لم يعد قادراً على تقديم ذاك الوهج والإبهار الطربي المتوازي مع الحضور الجماهيري. هذا الجمهور كان قبل سنوات يتلهف لحضور أي حفلة لفنانه المفضل، يلاحقه في كل مكان، وكلما كانت الحفلة بعد انقطاع طويل كان الحضور كبيراً والوهج أكبر. لذا كانت حفلته في لندن نهاية التسعينيات حديث الناس كما حظيت حفلته التي أعقبت عودته من العارض الصحي قبل نحو ثلاث سنوات ذات زخم إعلامي وجماهيري كبير. أما في الفترة الأخيرة فقد أصبح محمد عبده سهل المنال ومتواجداً بكثرة في الحفلات الخاصة والعامة وبشكل يكاد يكون يومياً. وهذا سبب ضعف الحضور الجماهيري لحفلته الأخيرة. مشكلة فنان العرب أنه لا يترك لنفسه وقتاً يرتاح فيه أو حتى يفكر في جدولة حفلاته بشكل مقنن كما كان في السابق. نجده في الحفلات الخاصة باستمرار وداخل الأستوديو مسجلاً أغاني خاصة وأغاني السنقل والأناشيد كذلك، عدا تواجده المستمر في الحفلات العامة والمهرجانات المفتوحة، ورغم أن هذه المشاركات الواسعة تعبر عن محبة الناس لفنان العرب؛ وقيمته لديهم، إلا أنها أيضاً ستساهم في خفوت الوهج الذي نعرفه عن النجم الكبير. في تاريخ فنان العرب تحولات فنية وإعلامية ساهمت في تواجده على مستوى كبير حتى بات رمزاً في الوطن العربي. سيطر في بداية الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي على مشهد الاغنية منفرداً بعد الاعتزال المؤقت للراحل طلال مداح، وعندما عاد طلال وجد محمد عبده مزاحماً له في القمة. حينها كان فنان العرب يقنن ظهوره الإعلامي ولا يشارك إلا في الحفلات التي تعطيه القيمة والهيبة اللتين بنى نفسه عليهما. استمرت الحال حتى تربع على قمة المطربين العرب متجاوزاً بدهائه الإعلامي كل منافسيه. وهكذا كلما قلل من ظهوره للناس زادت لهفة الجمهور على حضور حفلاته وعلى رؤية أية إطلالة له. بعد خروجه من المستشفى قبل ثلاثة أعوام زاد نشاطه بشكل كبير وأصبح من أكثر الفنانين تواجداً في الحفلات. يشارك في حفل خاص ثم ينتقل إلى آخر عام ثم إلى تسجيل داخل الأستوديو، حتى أنهك نفسه كثيراً وأصبح يغني دون ذلك الانفعال والحس الطربي الذي تربينا عليه. وقد اتضح هذا بشكل جلي في حفلته الأخيرة في قطر.. فليس هذا محمد عبده الذي نعرفه وليس هذا هو الصوت الجميل الذي أطربنا كثيراً وتغلغل في وجدان الجمهور العربي. ما يفعله فنان العرب الآن يؤثر في مكانته في ذاكرة الناس، بإمكانه ان يعيد كل شيء إلى سابق عهده، بإمكانه أن يصالح الجمهور والناس بأعمال مهمة مركونة في أرفف أرشيفه مثل أغنية "ما هو حب" للأمير عبدالرحمن بن مساعد والتي لم يطرحها رغم جودتها العالية وسط استغراب الجمهور. لماذا لا يريح فنان العرب نفسه من الحفلات العامة والخاصة ويقنن دخوله للأستوديو بحيث لا يسجل فيه إلا عملاً يحفظ تاريخه ومكانته. أسئلة كثيرة يطرحها الجمهور والإجابة عند الفنان الكبير.

مشاركة :