قرع الفلسطينيون الأربعاء ناقوس الخطر بعد إعلان الإدارة الأمريكية تجميد 65 مليون دولار من أصل 125 مخصصة لوكالة الأنروا، محذرين من الآثار السلبية التي ستطال مصير مئات الآلاف من اللاجئين الذين يعتمدون على المساعدات. وهناك خمسة ملايين فلسطيني منتشرين بين الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا من المؤهلين للحصول على خدمات الأونروا. أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن القرار الأمريكي بتجميد دفع 65 مليون دولار المخصصة لها سيؤدي إلى أسوأ أزمة تمويل للوكالة منذ تأسيسها عام 1949. وفي هذا السياق، حذر الفلسطينيون الأربعاء من أن إعلان الولايات المتحدة تجميد عشرات ملايين الدولارات المخصصة لوكالة سيؤثر سلبا على مصير مئات الآلاف من اللاجئين الذين يعتمدون على المساعدات الدولية. وتقدم الوكالة مساعدات للاجئين الفلسطينيينوالمتحدرين منهم في أنحاء الشرق الأوسط، مع خدمات تتضمن التعليم والرعاية الطبية. وطالما اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الوكالة بمعاداة إسرائيل داعيا إلى إغلاقها. وهناك خمسة ملايين فلسطيني من المؤهلين للحصول على خدمات أونروا. وقررت الولايات المتحدة الثلاثاء "تجميد" نصف الأموال المخصصة للأونروا في رسالة تحد جديدة للأمم المتحدة وضربة قوية للفلسطينيين. وأعلنت وزارة الخارجية أنه من أصل 125 مليون دولار من المساهمات الطوعية لهذه الوكالة للعام 2018، أكدت واشنطن دفع "شريحة أولى" بقيمة 60 مليون دولار خصوصا لدفع الرواتب في المدارس والمرافق الصحية في الأردن والضفة الغربية وقطاع غزة. وتابع مسؤول في الوزارة أنه "من دون هذا المال... فإن عمليات أونروا مهددة". والولايات المتحدة هي أكبر داعم للوكالة. وقال المتحدث باسم الوكالة كريس غونيس لوكالة الأنباء الفرنسية "الولايات المتحدة أعلنت أنها ستساهم بمبلغ 60 مليون دولار لميزانية البرنامج. حتى هذه اللحظة، لا يوجد أي مؤشرات أخرى على تمويل محتمل". وأشار غونيس إلى أن "هذا التخفيض الكبير في المساهمة سيؤدي إلى أسوأ أزمة تمويل في تاريخ الوكالة". "اللاجئون الفلسطينيون ليسوا ورقة مساومة" وأعرب مسؤولون فلسطينيون عن غضبهم على ما وصفوه بخطوة إضافية ضدهم من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد إعلانه الشهر الماضي اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إن قرار التجميد يرقى إلى معاملة "قاسية" بحق "سكان أبرياء وضعفاء". بينما أكد رئيس المفوضية العامة لمنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن حسام زملط أن "اللاجئين الفلسطينيين ووصول الأطفال لخدمات إنسانية أساسية مثل الطعام والرعاية الطبية والتعليم ليس ورقة مساومة، بل التزام أمريكي ودولي". واتهم الفلسطينيون ترامب أيضا بالتخلي عن قضايا الحل النهائي التي يجب التفاوض عليها في إطار الحل النهائي للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، بما في ذلك وضع القدس ومعاناة اللاجئين. وتظاهر قرابة 500 فلسطيني في قطاع غزة ضد القرار الأمريكي. أما حركة حماس فأكدت في بيان أن قرار تجميد الأموال "سياسة أمريكية مرفوضة تأتي في سياق مخطط تصفية القضية الفلسطينية، وعلى رأسها قضية اللاجئين، وتثبيت المواقف والقرارات لصالح الكيان الإسرائيلي العنصري المتطرف". وأكد مسؤولون في الخارجية الأمريكية أن واشنطن "ستجمد" الـ 65 مليون دولار المتبقية حتى إشعار آخر، "لقد تم تجميد المبلغ وليس إلغاؤه". وتطالب الولايات المتحدة التي تواصل انتقاد الأمم المتحدة منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحكم قبل عام بـ"مراجعة في العمق لطريقة عمل الأونروا وتمويلها". كما تطالب بمساهمة أكبر من الدول الأخرى لأنها لا تريد أن تستمر في تحمل 30% من تمويل هذه الوكالة. أما المفوض العام للأونروا بيار كرينبول فأعرب عن قلقه داعيا الدول الأخرى في الأمم المتحدة إلى المساهمة مشيرا إلى أن المبلغ أدنى بكثير من مبلغ 350 مليون دولار التي دفعتها الولايات المتحدة في العام 2017. وقال كرينبول في بيان إن "تمويل الأونروا أو أي وكالة إنسانية أخرى يعود إلى تقدير كل دولة عضو في الأمم المتحدة (...) لكن نظرا إلى علاقة الثقة القديمة بين الولايات المتحدة والأونروا فإن هذه المساهمة المخفضة تهدد أحد التزاماتنا على صعيد التنمية". فرانس 24 / أ ف ب نشرت في : 17/01/2018
مشاركة :