«أونروا»: نواجه أسوأ أزمة تمويل في تاريخنا

  • 1/18/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المتحدث الرسمي باسم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، أن قرار الولايات المتحدة تجميد عشرات ملايين الدولارات المخصصة للوكالة، سيؤدي إلى أسوأ أزمة تمويل للوكالة منذ تأسيسها. وقال كريس جونيس في تصريحات، إن «الولايات المتحدة أعلنت أنها ستسهم بمبلغ 60 مليون دولار أمريكي لميزانية البرنامج، وحتى هذه اللحظة لا يوجد أي مؤشرات أخرى على تمويل محتمل في المستقبل القريب»، وأشار إلى أن «هذا التخفيض الكبير في المساهمة سيؤدي إلى أسوأ أزمة تمويل في تاريخ الوكالة» منذ إنشائها حتى الآن.وطالبت «اللجنة الشعبية الفلسطينية لمواجهة الحصار» الدول العربية والإسلامية والأجنبية بمضاعفة مساهماتها المالية في دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» في ظل تقليص الدعم الأمريكي لها. وشددت اللجنة في بيان صحفي على وجوب التحرك العاجل لـ«تلافي مخاطر العجز الناتج عن التقليص الأمريكي لدعم أونروا وتجنب المعاناة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين التي ستتضاعف نتيجة القرار».واعتبرت اللجنة أن تقليص الدعم الأمريكي للوكالة «بمثابة إعلان حرب على اللاجئين الفلسطينيين المحتاجين للمساعدة الإغاثية والطبية والتعليمية وبكافة جوانبها».ونبّهت إلى أن «معاناة اللاجئين الفلسطينيين متزايدة ومتفاقمة أصلاً سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية ومخيمات الشتات وحياتهم غاية في الصعوبة والمأساوية».واحتج عشرات اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة على تقليص الدعم المالي الأمريكي ل«أونروا» في قرار قوبل بتنديد فلسطيني واسع. وتظاهر اللاجئون في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، وهم يرفعون لافتات مكتوبة تندد بتقليص دعم الأمريكي، وأخرى تحذر من خطر وقف أو تقليص مساعدات «أونروا» لهم في ظل أوضاعهم المعيشية الصعبة. وردد المتظاهرون هتافات تعتبر تقليص الدعم الأمريكي «ابتزازاً» للفلسطينيين، وتندد بمواقف واشنطن التي وصفوها ب «المنحازة» «لإسرائيل». وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين فيها، زكريا الأغا، إن تقليص الدعم المالي الأمريكي «يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، بما فيها القرارات الدولية المتعلقة بقضية اللاجئين الفلسطينيين». وندد الأغا في بيان ب «الابتزاز» الأمريكي للقيادة الفلسطينية على خلفية موقفها الرافض للإعلان الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لـ«إسرائيل».ونددت وزارة الخارجية الفلسطينية بتقليص الدعم المالي الأمريكي لأونروا، معتبرة أنه يأتي في إطار (صفقة القرن) الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية. وأكدت الوزارة، أن قضية اللاجئين الفلسطينيين وحقوقهم هي «جذر القضية الفلسطينية وركن أساسي في قضايا الحل النهائي التفاوضية»، وأن القرار الأمريكي ضد الوكالة «لن ينجح في فرض المواقف المنحازة «لإسرائيل» على الشعب الفلسطيني».واعتبرت حركة «حماس» أن تقليص الإدارة الأمريكية للمساعدات المالية لأونروا «سياسة أمريكية مرفوضة تأتي في سياق المخطط الأمريكي لتصفية القضية الفلسطينية».ودعت «حماس» أونروا وجميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية والدولية ودول العالم والمنطقة إلى «عدم الاستجابة لأي ضغوط أمريكية من شأنها المساس بحقوق الشعب الفلسطيني بل يجب أن تشكل حافزاً لمزيد من الدعم للشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانب قضاياه العادلة». وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن قرار الولايات المتحدة، حجب نحو نصف المساعدات التي تمنحها للفلسطينيين من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، لا يهدف إلى معاقبة أحد، لكنه يرجع إلى رغبة أمريكية في إجراء إصلاحات بالوكالة. وقالت هيذر ناورت المتحدثة باسم الوزارة في بيان «هذا لا يهدف إلى معاقبة» أحد. ودق الفقراء في قطاع غزة ناقوس الجوع بعد أن تم إبلاغهم بوقف المساعدات الغذائية التي كانوا يتلقونها أسبوعياً بقيمة 90 شيكلاً «25 دولاراً»، حيث لن يستطيع 85 ألف فرد بعد اليوم توفير غذاء أطفالهم، فمعظم هذه العائلات تفتقد لأدنى مقومات الحياة، وتعتمد على المعونات الغذائية.«لا تدعونا نجوع» وغيرها من الشعارات التي رفعها المتظاهرون أمام مقر المفوض السامي في مدينة غزة، لعل قرع طناجرهم الخاوية تلقى أذاناً صاغية لدى صانعي القرار في المؤسسات الدولية.«الطنجرة فاضية والدار فاضية والعيشة فاضية»، هذا هو حال المواطنة سمر غبن التي فوجئت بعدم توفر «الكوبون» من البقالة التي اعتادت صرفها، وتقول غبن إن أطفالها السبعة اعتادوا أكل البيض واللبن، وهو ما لا تستطيع توفيره في ظل البطالة التي يعانيها زوجها. لن تستطيع سمر توفير متطلبات أطفالها، وتعقد أمالاً كبيرة على إعادة صرف المساعدات الغذائية وتراجع عن قرار التقليصات، وتضيف «فش أكل لأولادنا وكل يوم بطلبوا مني أجيب بيض وحليب ولبن». (وكالات)

مشاركة :