أكد شركاء القمة الرئيسون أن القمة العالمية للحكومات تحولت إلى ورشة عالمية لصناعة المستقبل وتطوير أدواته، ومنصة لتقديم تقنياته وابتكاراته التي ستنقل البشرية إلى مرحلة متقدمة من التطور، وسترسي نموذجاً جديداً للحكومات الذكية. وأوضح الشركاء، خلال جلسة حوارية مع قادة المؤسسات الإعلامية وممثلي وسائل الإعلام ضمن فعاليات حوار القمة العالمية للحكومات، أن توجهات القمة تمثل قاسماً مشتركاً مع سعيهم لتطوير القطاعات التي يقودونها، وجهودهم لتطوير نماذج العمل والإنتاج والخدمات. تطور رقمي وقال عثمان سلطان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة «دو»: «في ظل التحولات والتغيرات السريعة التي تشهدها المجتمعات والدول، وكذلك الأفراد، نتيجة التطور الرقمي والتكنولوجي الذي أثر في مختلف جوانب حياتنا، باتت هناك حوارات جديدة تحتاج إلى منصات فاعلة يمكن من خلالها إرساء حلول مبتكرة تلبي متطلبات الإنسان المتنامية». وأضاف سلطان أن الحوارات التي ترتكز على ما هو ممكن تقنياً وما هو ممكن من حيث الجدوى التجارية والمنظومة الاقتصادية يجب أن تتكامل مع ما هو مفيد مجتمعياً ومقبول أخلاقياً، وباعتبارها جزءاً من النسيج الاجتماعي والاقتصادي لدولة الإمارات، فإن شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة فخورة بمشاركتها للمرة الخامسة في القمة العالمية للحكومات التي أصبحت أهم قمة عالمية على مستوى العالم. وتابع: «نحن حريصون على المشاركة في مثل هذه الجلسات الحوارية، والقيام بدور حيوي يسهم بتحقيق رؤية دولة الإمارات الهادفة إلى إعادة رسم معالم المستقبل، بما يعود بمزيد من الازدهار والتقدم والخير على كل السكان عبر الدولة والمنطقة والعالم». مكانة متميزة من جهته، أكد المهندس حسين ناصر لوتاه، المدير العام لبلدية دبي، أن القمة العالمية للحكومات تعمل وفق رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتتبوأ دولة الإمارات المكانة المتميزة التي تليق بها في الساحة الدولية. وقال إن بلدية دبي تعمل على تجسيد توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ورؤيته للمستقبل، حول النهوض بجميع المدن والحكومات والانتقال بها إلى مستويات جديدة من التقدم والتطور والاستعداد لتلبية المتطلبات المستقبلية. وأضاف أن النجاحات التي تحققت في الدورات الخمس الماضية رفعت مستوى التحدي أمام بلدية دبي بوصفها واحدة من دوائر حكومة دبي وكمؤسسة من مؤسسات القمة العالمية للحكومات، لتقديم طرح نوعي يسهم في استشراف المستقبل، ويساعد على كيفية تسخير التقدم التقني لتحقيق التنمية المستدامة. وأشار إلى أن دعم بلدية دبي للقمة يأتي بعد أن أصبحت القمة منصة تفاعلية عالمية تهتم باستشراف مستقبل الحكومات في جميع أنحاء العالم، من خلال استقطاب نخبة من القيادات وصناع القرارات والمنظمات الدولية ورواد القطاع الخاص والخبراء والمفكرين المتميزين على مستوى العالم، وفي كل عام تضع القمة جدول الأعمال الخاص بالجيل المقبل من الحكومات، مع التركيز على كيفية تسخير الابتكار والتكنولوجيا، لإيجاد الحلول المبتكرة الاستباقية للتحديات العالمية التي تواجه البشرية، من خلال حدث بارز يجمع الشركاء الوطنيين والعالميين لعرض آرائهم وأهدافهم في مختلف المجالات. وبيّن أن بلدية دبي حرصت على تعزيز علاقة الشراكة المستقبلية مع القمة العالمية للحكومات، لأنها إحدى أهم مؤسسات استشراف المستقبل الدولية، وتحولت إلى حراك عالمي لخير ورفاهية الشعوب، كحدث بارز وذي أهمية كبيرة على مستوى المنطقة، والأول من نوعه على مستوى العالم فيما يتعلق باستشراف المستقبل واستباق التحديات والاستعداد لها في المستقبل. وذكر لوتاه أن جهود بلدية دبي، منذ انفضاض الجلسة الختامية للقمة الخامسة العام الماضي، قد انصبت على تحقيق العديد من الإنجازات، من خلال الدراسات والأبحاث التي تسهم في استشراف المستقبل في القطاعات كافة. وكشف أن البلدية ستركز، خلال جلستها في الدورة الحالية، على مواكبة متطلبات القمة العالمية للحكومات، من خلال مناقشة العديد من المحاور العالمية وذات العلاقة بصناعة مدن المستقبل مثل الذكاء الصناعي، ومساكن مدن المستقبل ونظام سلسلة الكتل، كما ستطرح أبرز التجارب في مجال تكنولوجيا المياه، وذلك باستقطابها لخبراء عالميين ومتخصصين. مستقبل الطاقة وقال سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي: «في إطار جهودنا لترجمة رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تشارك الهيئة بصفتها «شريك الطاقة المستدامة» للقمة العالمية للحكومات 2018، التي وجّه سموه بإطلاقها في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتكون منصّة عالمية لتبادل المعرفة بين حكومات العالم، واستشراف المستقبل، من خلال تسخير الابتكار والتكنولوجيا، لإيجاد حلول فعالة للتحديات التي تواجه البشرية». وأضاف: «يسعدنا أن نشارك خبراتنا وتجاربنا في مجال استشراف مستقبل الطاقة وصناعته، من خلال ابتكار نموذج مستقبلي للمؤسسات الخدماتية، يعتمد على التقنيات الإحلالية المبتكرة في توفير خدمات وحلول ذكية ورقمية في مجال إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه، إضافة إلى إنتاج الطاقة النظيفة، انسجاماً مع رؤية الإمارات 2021، ومئويتها لعام 2071». وتابع: «سنستعرض، خلال القمة، نظرتنا الشمولية لقطاع الطاقة في دبي من خلال 3 محاور رئيسة، إذ يتمثل المحور الأول بإنتاج المزيد من الطاقة النظيفة، خصوصاً الطاقة الشمسية، والمحور الثاني يتمثل في إنتاج المياه المحلاة من الطاقة الشمسية، أما المحور الثالث فيتمثل بإعادة صياغة منظومة العمل المؤسسي ودور المؤسسات الخدماتية، فالهيئة لديها استراتيجية وخطة واضحة في التحول الذكي والرقمي، تشمل كل عملياتها لرفع الكفاءة وتحسين الأداء، وتحقيق سعادة جميع المعنيين». النمو الاقتصادي من جهته، أكد سلطان أحمد بن سليّم، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، أن رؤية المجموعة تقوم على محورية التجارة كمحرك للنمو الاقتصادي، وأن الإضافة النوعية لموانئ دبي العالمية تتمثل بتمكين التجارة العالمية. وقال بن سليم: «سنركز في مشاركتنا ضمن أعمال الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات على مستقبل النقل واللوجستيات، ودور التكنولوجيا في تمكين قطاع النقل في مجالات الشحن السريع والفعال»، مشيراً إلى مشاركة الهند ضيف شرف لعرض تجربتها في تعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص. وأضاف: «للابتكار دور رئيس في المستقبل، ونحن نؤمن بأهمية موجة التقنيات القادمة في دعم نمو التجارة العالمية، ونتطلع إلى استكشاف الإمكانات الكامنة في التقنيات الحديثة والمستقبلية التي تتضمن «البلوك تشين» والذكاء الاصطناعي والروبوتات، والسيارات الذاتية القيادة، وسبل توظيفها في مجال عملنا لتحقيق نمو مستدام». تنقل ذكي وأكد مطر الطاير، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أن الهيئة تفخر بأن تكون شريك التنقل الذكي للقمة العالمية للحكومات للسنة الثانية على التوالي، كما أكد حرص الهيئة على المشاركة بفاعلية في القمة العالمية للحكومات، إذ شاركت الهيئة بمتحدثين في القمة منذ دورتها الأولى، وستركز الهيئة خلال مشاركتها هذا العام على مبادرتها في مجال مستقبل التنقل، ومنها وسائل التنقل المستقبلية واستخدام الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتنقل الذاتي القيادة، إضافة إلى تطبيق تقنية البلوك تشين في مجال النقل والمواصلات، إلى جانب المشاركة في ثلاث فئات في جائزة أفضل تطبيق حكومي. وقال: «ستسلط كلمة الهيئة في القمة الضوء على دور القطاع الخاص في صناعة مستقبل التنقل على مستوى العالم والقوى المحركة التي تدعم التوجهات المستقبلية في التنقل، والتحديات المرتبطة بتطبيق تلك التوجهات، ودور القطاع الخاص والحكومات في التغلب على تلك التحديات، وستتطرق الكلمة كذلك إلى أهم ممكنات مستقبل التنقل على مستوى العالم، وأهمها توفير البنية التحتية الملائمة، والتشريعات التي تدعم التنقل المستقبلي». وأضاف: «يؤدي القطاع الخاص، بالتعاون مع الحكومات، دوراً محورياً في تطوير وصناعة مستقبل التنقل، وهذا يتطلب أن يعمل القطاعان العام والخاص على تطوير أنظمة حديثة تلبي احتياجات المدن والمجتمعات»، مؤكداً أن هيئة الطرق والمواصلات تولي الشراكة مع القطاع الخاص أهمية كبيرة، باعتبارها منصة عملية لتعزيز الاستدامة المالية، وتقديم الحلول المبتكرة والفعالة في مجال النقل والطرق والمواصلات. وبيّن أن الهيئة تمتلك تجارب وممارسات قوية في التعاون والشراكة مع القطاع الخاص في تصميم وتنفيذ وتشغيل وصيانة مشاريع الطرق وأنظمة النقل المختلفة. وأكد الطاير أن إمارة دبي تنفرد بمجموعة من الممكنات التي تجعلها الوجهة الأمثل لصناعة مستقبل التنقل، ودعا الشركات المتخصصة إلى العمل في دبي، للمشاركة في صناعة مستقبل التنقل، ليس على مستوى دبي والمنطقة فقط، بل على مستوى العالم ككل. تنمية مستدامة وقال محمد سيف السويدي، المدير العام لصندوق أبوظبي للتنمية: «لقد استطاعت القمة العالمية للحكومات، التي تعمل وفق رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبجهود القائمين عليها، أن تصبح منصة فريدة، تعمل بكفاءة عالية على مدار العام لإنتاج المعرفة للحكومات واستشراف المستقبل في جميع القطاعات». وأكد السويدي أن صندوق أبوظبي للتنمية يحرص كمؤسسة مالية وطنية تعنى بتحقيق التنمية المستدامة على المشاركة بفعاليات القمة كشركاء استراتيجيين، حيث نلمس التطور الذي تشهده القمة عاماً تلو الآخر، خاصة أن مخرجاتها باتت تُحدث تأثيرات إيجابية في القضايا التي طرحتها. وقال: «نسعى للاستفادة من تلك التجارب الغنية التي يتم تناولها خلال فعاليات القمة في المجالات التنموية المتنوعة، فضلاً عن إيجاد شراكات تتوافق مع أهداف الصندوق وغاياته في هذا المجال، وزيادة مستوى التنسيق والتعاون مع مؤسسات التمويل الدولية التي سيكون لها حضور بارز خلال هذه الدورة». وأضاف أن الاهتمام الكبير والمشاركة العالمية الواسعة والحوارات المتنوعة التي تتبناها القمة، خاصة فيما يتعلق بطرح القضايا التي تركز على التنمية في العالم، أسهمت في بلورة العديد من الأفكار التي تساعد حكومات العالم وشعوبها على التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وكيفية استخدام التقدم العلمي والتقني لتحقيق التنمية المستدامة. وأوضح السويدي أن صندوق أبوظبي للتنمية يتعامل مع حكومات أكثر من 84 دولة في مختلف قارات العالم، حيث أسهمت جهوده على مدى العقود الأربعة الماضية في مساعدة الدول النامية لتحقيق أهدافها وخططها وبرامجها التنموية وتحسين مستوى حياة شعوبها، كما أسهمت جهود الصندوق في تبوؤ دولة الإمارات المركز الأول بحجم المساعدات الإنمائية والإنسانية على مستوى عالمي، ونأمل أن تستمر تلك الجهود لتحقيق مزيد من الإنجازات. حدث عالمي من جهته، قال حمد عبيد المنصوري، المدير العام للهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات: «يكتسب انعقاد القمة العالمية للحكومات أهمية متزايدة من عام إلى آخر، لدرجة أضحت معها حدثاً عالمياً منتظراً يحظى باهتمام ومتابعة جميع صناع القرار والسياسات في مختلف الدول. وتندرج استضافة هذا الحدث ضمن توجهات ورؤية القيادة الرشيدة لتعزيز المكانة العالمية لدولة الإمارات، وتأثيرها في الساحة الدولية، فضلاً عن التفاعل مع التجارب العالمية، وعرض تجربة الإمارات في مختلف المجالات، ولا سيما الحكومية منها، التي تركز على تحقيق سعادة المتعاملين، وإرساء ركائز ودعائم التنمية المستدامة وبناء الاقتصاد القائم على المعرفة». وأضاف: «تعد القمة العالمية للحكومات منبراً عالمياً لاستشراف المستقبل، وترسيخ مفاهيم الذكاء الاصطناعي والمدينة الذكية، والتحول الرقمي في جميع مفاصل العمل الحكومي، ليكون بوابة الدخول للاستفادة من مفرزات الثورة الصناعية الرابعة، ولا سيما التعامل مع البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء». تقنية المعلومات ستعرض الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات مجموعة من المبادرات التي أطلقتها أخيراً على مستوى تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، إضافة إلى العديد من المبادرات التي يقدمها صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وخاصة ما يتعلق ببرامج الابتعاث للكفاءات الوطنية الشابة وبرامج الفضاء.
مشاركة :