العسيري: تركني الموت وأخذ حياتي

  • 1/18/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدر العسيري، أحد أبناء تهامة عسير، كاتب بروح مهندس عمراني، بدأ كتابته بمشروع أحجم عن نشره عندما تعرض هو وأسرته لحادثة سير جعلت حروفه الحزينة تتفجر في كتابه مذكرات رجل خائف، ليصدر بعده كتاب (أنا وصوت غيابك)، ثم كتاب (ستينية القلب) الذي كتبه على لسان الجنس الآخر.. تقاليدنا "صوت وسوط" ينقصها الوعي حادثة سير منعت كتابي من النشر يقال إن حادث سير تعرضت له وفقدت عزيزاً بسببه كان دافعك الأول للكتابة؟ في واقع الأمر لم تكن البداية الحقيقية لمحاولاتي الكتابية، لكنها البداية الفعلية التي نقلتني من مجرد مدوّن، أو مهتم بالمنتديات على الشبكة العنكبوتية لعالم النشر الورقي والتأليف، كنت أعتقد دائمًا أن الوقت ما يزال مبكرًا لارتكاب جنونٍ كهذا، فالدخول إلى عالم الأدب هو بالنسبة لي مغامرة ومخاطرة مخيفة، كنت مترددًا للغاية وحادثة الفقد لم تكن سوى المحرض على النشر، إيمانًا مني بأن أحدهم كان بحاجةٍ إليّ، وحتى أهمس في أذنيه: الحياة لن تكف عن إيلامنا، وهذا من أجل أن نصبح أقوياء دائمًا في مواجهةِ أحداثها، هي على هذا النحو تقدّم دروسها بالمجّان، وعلينا أن نتفهم ذلك، ثم نقفز فوق تلك الصعاب لنحقق ما نصبو إليه، وهكذا يأتي النجاح غالبًا. ماذا عن تجربة الكتابة على لسان الجنس الآخر كما في كتابك "ستينية القلب"، هل هي حالة نضج فكري؟ لا أعرف سببًا جوهريًا لخوض مثل هذه التجربة، وحتى أكون واضحاً.. ليس هنالك دافع صريح خلف هذه الحالة الكتابية سوى أنه شعورٌ ما تلبس حالتي الفكرية حينها، لا أفهم كنهه بالضبط، لكني تحسست صدقه، الكتابات الصادقة تصل بعمق أكثر من غيرها، إن شعور المرأة بالضعف في مجتمعنا الشرقي بشكلٍ عام، يأتي دائمًا من خلال تجارب كهذه، العادات والتقاليد تملك الصوت والسوط، لست ضد كثيرٍ منها، لكني على يقين أن بعضها كان بحاجةٍ إلى وعي أكبر. ما هي قصة الكتاب الذي تراجعت عن نشره واحتفظت به في أدراجك؟ هذا الكتاب لا يعرف عنه إلا القلّة من الرفاق والمقربين، أخبرتك أن بعض المهتمين بكتاباتي قديمًا كانوا يلحون علي بجمع شتاتي الأدبي الذي كنت غير آبهٍ به حينها، وكنت أشارك به في كثير من المنتديات الأدبية ومدونتي الخاصة، وقد قررت حينذاك أن أفعل، إلا أنني تراجعت بعد قطع شوط كبير في نشره والاتفاق مبدئيًا مع إحدى دور النشر، وهذا يعود لسببين مهمين وسأتحدث معك فيهما بكل صراحة: الأول: حادث السير الذي تعرضت له أنا وأسرتي، ونجوت منه بأعجوبة، وفقدت فيه من فقدت، كان سببًا مهمًا لأتراجع، لقد تغيّرت كثيرًا، كان أشبه بالمنعطف الذي جعلني أعيد النظر في أفكاري تجاه الحياة، وهذا أمر طبيعي قد يحدث لأي شخص آخر يقابل الموت وجهًا لوجه لكنه يصرف النظر عنه، ليأخذ بدلًا عنه آخرين كانوا بالنسبة له (حياة بداخل حياته) كان المشهد مؤلمًا للحد الذي ستصدق فيه رغمًا عنك أن الحياة أقصر مما تتخيل. السبب الثاني: كان الطرح جريئًا، وذلك لأن كثيرٌ من تلك النصوص كتبت في أول الشباب بداية العشرينينات، هذه الحقبة الزمنية من العمر تدفعك للطيش أحيانًا، فلا تفكر كثيرًا في أبعاد الموضوع، لذلك آثرت بقاءها حبيسةً للأدراج وصرفت النظر عن فكرة نشره تماماً. وما هو الجديد من أعمالك..؟ لديّ عمل جديد ربما يرى النور في معرض الرياض الدولي للكتاب، الآن هو في مرحلة التنقيح والمراجعة.

مشاركة :