كشفت صحيفة «الغارديان» أن أربعة عقود أساسية بينها عقد في قطر كانت وراء إفلاس شركة كاريليون للإنشاءات، وهي الشركة التي تنشغل الحكومة البريطانية بمحاولة إيجاد مخرج لأزمتها بعد أن أصبحت عشرات المشروعات والخدمات الحكومية في خطر التوقف بعد انهيار الشركة بسبب نقص التمويل، وكانت ثقة بريطانيا كبيرة في شركة «كاريليون» إذ عهد إليها بأضخم مشروعات البنية التحتية للدولة. وساهمت الشركة في إنشاء عدد من المستشفيات، كما ساهمت في بناء وصيانة صالة مطار هيثرو إلى جانب قيامها ببناء شبكة القطار السريع، قبل أن تعلن أمس التصفية الاختيارية بعد أن رفض الدائنون مدها بمزيد من الدعم المالي وعزوف الحكومة عن استخدام أموال دافعي الضرائب لإنقاذها. وبدأ وضع الشركة يتزعزع الصيف الماضي عندما أعلنت عن تحذير بشأن أرباحها بعد شطب 845 مليون جنيه، قالت الشركة: إن 375 مليوناً منها عائدة لثلاثة مشروعات محلية فيما 470 مليون جنيه تكبدتها بعد انسحابها من أسواق خارجية. وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الأسباب الرئيسية وراء انهيار كاريليون هي أربعة عقود لم تتم كما كان مخططاً لها، بينها عقد كبير في الدوحة لمشروع يتعلق بتحضيرات لاستضافة قطر لكأس العالم 2022، إذ عملت الشركة عاماً كاملاً في هذا المشروع دون أن يدفع لها أية أموال، إذ تدين الدوحة للشركة بـ200 مليون جنيه إسترليني. ولم تقم مؤسسة قطر، التي تدعم التنمية، بالرد على مكالمات الشركة لتوضيح الموقف. وتوظف الشركة 43 ألف موظف بينهم 20 ألفاً في بريطانيا، وتقدم الخدمات في مجال الدفاع والتربية إضافة إلى الصحة والنقل. وتبلغ ديون كاريليون 1.5 مليار جنيه استرليني، وقالت الحكومة: إنها ستستمر بتوفير التمويل لمواصلة الخدمات العامة ودفع رواتب الموظفين حتى تصفية أصول الشركة وإسناد مشروعاتها لمقاولين آخرين.
مشاركة :