واشنطن لا تفكر بالانسحاب من سوريا ولا بإنشاء جيش كردي

  • 1/18/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

بالو ألتو (كاليفورنيا) - لمحت الولايات المتحدة الأربعاء إلى وجود عسكري لأجل غير مسمى في سوريا في إطار استراتيجية أميركية أوسع نطاقا تهدف لمنع عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية وتمهد الطريق دبلوماسيا أمام رحيل الرئيس بشار الأسد في نهاية المطاف وكبح النفوذ الإيراني. ونفى تيلرسون ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ان تكون لدى الولايات المتحدة نية لتشكيل "جيش كردي" في سوريا، وهي الخطة التي اغضبت تركيا، وايضا موسكو ودمشق. وفي كلمة بجامعة ستانفورد دعا وزير الخارجية ريكس تيلرسون إلى "الصبر" على رحيل الأسد فيما يعتبر أوضح مؤشر حتى الآن على الاعتراف بأن روسيا وإيران عززتا موقف الأسد وأنه لن يترك السلطة الآن على الأرجح. وسوف يزيد الإعلان، الذي وصف بأنه استراتيجية إدارة ترامب الجديدة بشأن سوريا، المخاطر ويعيد تعريف مهمة الجيش الأميركي الذي سعى لسنوات لتعريف عملياته في سوريا على أنها لقتال الدولة الإسلامية. وينشر الجيش الأميركي قرابة 2000 من القوات البرية في سوريا. وقال تيلرسون إنه في حين أن جانبا كبيرا من الاستراتيجية الأميركية سيركز على الجهود الدبلوماسية "فلنكن واضحين: سوف تحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في سوريا، يركز على ضمان عدم عودة ظهور تنظيم الدولة الإسلامية" مع الاعتراف بالشكوك التي تساور كثيرا من الأميركيين بخصوص المشاركة العسكرية في صراعات بالخارج. وكان مسؤولون من إدارة ترامب ومنهم وزير الدفاع جيم ماتيس قد كشفوا النقاب في السابق عن عناصر من السياسة الجديدة لكن خطاب تيلرسون يهدف لإضفاء الصفة الرسمية عليها وتعريفها بوضوح. وقال تيلرسون إن ابتعاد الولايات المتحدة عن سوريا سيتيح لإيران فرصة لتعزيز موقفها هناك. وبعد حرب مستمرة منذ قرابة سبع سنوات قتل خلالها مئات الآلاف من السوريين وسببت كارثة إنسانية، طلب تيلرسون من الدول مواصلة الضغط الاقتصادي على الأسد مع توفير المساعدات للمناطق التي لم تعد تحت سيطرة الدولة الإسلامية. وقال تيلرسون إن إجراء انتخابات حرة تتسم بالشفافية يشارك فيها السوريون الذين يعيشون بالخارج "ستؤدي إلى رحيل الأسد وعائلته عن السلطة بصورة دائمة. هذه العملية ستستغرق وقتا وندعو إلى الصبر على رحيل الأسد وإرساء قيادة جديدة". ومضى قائلا "ربما لا يأتي التغيير المسؤول على الفور مثلما يأمل البعض وإنما من خلال عملية تدريجية تشمل إصلاح الدستور وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. لكن هذا التغيير سيأتي". ورحب هادي البحرة عضو المعارضة السورية بإعلان تيلرسون لكنه دعا إلى توفير المزيد من التفاصيل. وقال إن هذه هي المرة الأولى التي تصرح فيها واشنطن بأن هناك مصالح أميركية في سوريا وأنها مستعدة للدفاع عنها. لكنه أشار إلى الحاجة لمزيد من الوضوح بشأن كيفية فرض واشنطن تنفيذ العملية السياسية وكيف ستجبر نظام الأسد على القبول بتسوية سياسية تؤدي إلى توفير مناخ آمن ومحايد يؤدي إلى انتقال من خلال انتخابات حرة ونزيهة. وقال تيلرسون إن واشنطن ستقوم "بمبادرات لتحقيق الاستقرار" مثل إزالة الألغام وإعادة الخدمات الأساسية للمناطق التي لم تعد تحت سيطرة الدولة الإسلامية موضحا أن "الاستقرار ليس مرادفا لعملية غير محدودة المدة لبناء الدولة أو مرادفا لإعادة الإعمار". وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا الأربعاء إنه دعا الحكومة السورية والمعارضة إلى اجتماع خاص في فيينا الأسبوع القادم. وأشاد تيلرسون بدور تركيا في هزيمة الدولة الإسلامية. وتوترت العلاقات بين البلدين بسبب دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتحارب التنظيم المتشدد في شمال سوريا بمساعدة القوات الأميركية. ليس جيشا كرديا نفى تيلرسون أن تكون لدى الولايات المتحدة أي نية لإنشاء قوة تنتشر على الحدود بين سوريا وتركيا قائلا إن المسألة التي أغضبت أنقرة لم تطرح بالطريقة الملائمة. وعبرت تركيا عن غضبها وحذرت من توغل وشيك في منطقة عفرين السورية بعد أن قالت واشنطن إنها ستساعد قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية في إنشاء قوة حدودية جديدة قوامها 30 ألف فرد. وقالت أنقرة يوم الأربعاء إنها لن تتردد في القيام بتحرك في عفرين ومناطق أخرى على الجانب السوري من الحدود إذا لم تسحب الولايات المتحدة دعمها للقوة. وقال تيلرسون للصحفيين إنه اجتمع مع وزير الخارجية التركي في فانكوفر يوم الثلاثاء لتوضيح الأمر. وأضاف على متن الطائرة التي أقلته إلى واشنطن عائدا من كندا حيث استضاف اجتماعا عن كوريا الشمالية "هذا الموقف برمته أسيء طرحه وأسيء تفسيره. كان كلام البعض غير دقيق. نحن لا ننشئ قوة حدودية على الإطلاق". ومضى قائلا "أعتقد أن من المؤسف أن التصريحات التي أدلى بها البعض خلفت هذا الانطباع. ليس هذا هو ما نفعله". كما اكد البنتاغون الاربعاء ان الولايات المتحدة تدرب حلفاءها الاكراد في قوات سوريا الديموقراطية، لكنه شدد على انه لا يعتزم انشاء "جيش" كردي في سوريا. وقال البنتاغون في بيان ان "الولايات المتحدة تواصل تدريب قوات امن محلية في سوريا" لكن "الامر لا يتعلق بجيش جديد او بقوة حرس حدود". واوضح ان هذه القوات الامنية تركز على مسائل الامن الداخلي "من اجل منع مقاتلي الدولة الاسلامية من مغادرة سوريا ومن اجل تحسين الامن في المناطق المحررة". واشار البنتاغون الى انه "حتى هذا اليوم، لم يعد تنظيم الدولة الاسلامية الى ايّ من الاراضي التي كان قد خسرها. لدينا النية كي يدوم" هذا الوضع. وشدد البنتاغون على أن "مخاوف تركيا مشروعة"، قائلا "سنبقى شفافين بالكامل مع تركيا في ما يتعلق بجهودنا من اجل هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية. وسنبقى ملتزمين حيال شريكتنا في حلف شمال الاطلسي وجهودها ضد الارهاب". وكان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية اعلن الاحد انه يعمل على تشكيل قوة امنية حدودية قوامها 30 الف عنصر في شرق سوريا، ما استدعى ادانة حادة من جانب تركيا. وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل ريان ديلون انه مع تراجع حدة الهجوم على تنظيم الدولة الاسلامية، فان التحالف بدأ مع حلفائه في ائتلاف قوات سوريا الديموقراطية بتحويل الاهتمام الى حماية الحدود السورية. وقال ديلون "الهدف النهائي تشكيل قوة تضم في النهاية 30 الفا تقريبا"، نحو نصفهم سيكونون مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية يعاد تدريبهم. وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية من طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، بدعم من غارات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي امدها ايضا بالعتاد والسلاح. ويسيطر عناصر قوات سوريا الديموقراطية من الاكراد والعرب الآن على مناطق تحاذي تركيا شمالا والعراق شرقا، كما تحاذي مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية غربا. وأنقرة معارض شرس لقوات سوريا الديموقراطية، علما بان مكونها الرئيسي هو وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا جماعة "ارهابية". واستهدفت تركيا في العديد من الاحيان وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا. واوضح ديلون ان قوات سوريا الديموقراطية في شرق سوريا تنسق مع القوات العراقية عند الحدود لاستهداف اي "تحرك" محتمل لعناصر تنظيم الدولة الاسلامية بين البلدين.

مشاركة :