قال مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، إن واجبنا كعرب ومسلمين أن نعزز صمود القدس، وأن نساعد أهلها المقدسيين لإبقائهم في مكانهم، مؤكدا على أن الشعب الفلسطيني قادر على أن يخلق أنماطاً وصوراً جديدةً من المقاومة الشعبية، وقد فعلها بالفعل، فقد قدر على خلق العصيان المدني في وجه المحتل. وأضاف مكرم، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر لنصرة القدس،”كنا نحسب أن الولايات المتحدة شريك في الحرب على الإرهاب، ووسيط نزيه يمكن أن يصنع السلام في المنطقة، ثم ظهر أن ذلك كان مجرد أضغاث أحلام”، مشيراً إلى أن هذه “الصورة السودا التي رسمتها الإدارة الأمريكية لن تغير ثقتنا الكاملة في أن الضمير الإنساني سينتصر للقضية الفلسطينية”. وأكد رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أن “المهمة الآن ألا نفزع كما فزع جيل النكبة خوفاً من عصابات اليهود، بل نثبت في أرضنا ونتشبث بها، فإما النصر وإما الشهادة”، مذكراً بما قاله الإمام الأكبر من أن “كل احتلال إلى زوال، وكل قوة غاشمة لا بد لها من نهاية”. ومن جانبه، شدد الأب عبده أبوكسم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام بلبنان، على أن “مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس” يشكل مبادرة كريمة طيبة من مبادرات الأزهر الجليلة، لتجسيده الوحدة حول قضية القدس، سائلًا الله أن يعزز هذه الوحدة لما فيه حماية المدينة المقدسة وحفظ هويتها الروحية التاريخية خدمة للسلام الإقليمي والدولي. وأوضح خلال كلمته بمؤتمر” الأزهر العالمي لنصرة القدس”، ضمن محور “دور الإعلام في استعادة الوعي”، أن الكنيسة تجد نفسها معنية بتوظيف وسائل الإعلام في سبيل العدالة والسلام وإظهار الحقيقة، وتبني الدفاع عن قضايا الحق والضعفاء والمستضعفين، ولذلك تحث الكنيسة أبناءها على اتحاد أعمق في عمل الإعلام، وتضافر أوثق مع أبناء سائر الأديان في هذا العمل. وأضاف مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، أن هذا التوظيف يأتي ثمرة خطة علمية ينتجها حوار نزيه ومسؤول، كحوار هذا المؤتمر، حوار يضع المبادئ الأساسية للخطة ويضع آليات تطبيقها، والقدرات الفكرية والتقنية والمادية لهذا التطبيق. وقدم خطة من أجل استعادة الوعي الإعلامي بتاريخ وهوية القدس، تتضمن محورين، الأول قصير المدى، ويشمل برامج إعلامية خاصة بمدينة القدس تاريخاً وهوية، تتنوع بين أفلام وثائقية ومقابلات إذاعية ومكتوبة، وإطلاق لقاء مفتوح على وسائل التواصل الاجتماعي حول القدس، وإقامة أيام إعلامية دورية في مختلف وسائل الإعلام، وإقامة مؤتمرات إقليمية ودولية حول القدس، وإطلاق مسابقات إقليمية ودولية حول القدس في مختلف قطاعات العلوم والآداب والفنون، واعتماد نصوص إعلامية حول القدس توزع في المؤسسات التربوية ودور العبادة المسيحية والإسلامية وفي سائر مواقع المجتمع والرأي العام. وأوضح مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، أن الخطة بعيدة المدى تركز على ضرورة التواصل مع وسائل الإعلام الغربية، واختراق السيطرة الصهيونية عليها، وخلق قوة إعلامية عربية ضاغطة على الرأي العام الغربي ومواقع القرار. وانطلقت صباح أمس، الأربعاء، فعاليات مؤتمر “الأزهر العالمي لنصرة القدس”، الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبحضور عدد كبير من العلماء والساسة ورجال الدين والمفكرين والكتاب لمناقشة استعادة الوعي بقضية القدس وهويتها العربية، والمسؤولية الدولية تجاهها.
مشاركة :