وأعلن المطران بولس مطر، رئيس أساقفة بيروت للموارنة، تضامنه مع الإمام الأكبرالدكتور أحمد الطيِّب، شيخ الأزهر، بشأن مناصرته القدس، واصفا إياه بأنه الدَّاعِي إلى خَيرِ الأُمَّةِ على الدَّوامِ. وأكد المطران مطر، رَفضَه المُطلقَ لِهذا القرارِ، داعيا الشَّعبَ الأمريكيَّ إِلى تَصحيحِهِ، بَلْ إِلى إِلغائِهِ بالسُّبُلِ المُتاحَةِ وَبِاسمِ العدالةِ الدُّوَليَّةِ وَاحترامِ القِيَمِ الرُّوحيَّةِ العاليةِ الَّتي تَحفظُ لهذا الكَونِ رَونَقَهُ وَمعناهُ. وأوضح رئيس أساقفة بيروت للموارنة، أن القدسُ عَبرَ التَّاريخِ تعد رمزًا لِلسَّلامِ النَّازِلِ من العُلَى، وَمكانًا يَجتمعُ أَهلَ الإِيمانِ فيها لِيَشهدُوا معًا لِهذا السَّلامِ وَيَعملُوا مِن أَجلِ إِحلالِهِ في الأَرضِ، حيث شُيِّدَت في رِحَابِها أَهمُّ الرُّمُوزِ الدِّينيَّةِ لأَبنائِهَا، فهي مدينةً مقدَّسةً لا يَجوزُ أن يَدخلَهَا النَّاسُ إلاَّ خَاشِعِينَ، فَهُم يَحجُّونَ إِليها حَجًّا وَليسَ لأَحدٍ أن يَغتَصبَهَا اغتِصَابًا. وأشار مطر إلى أن الصهاينة يرفضون تَطوُّراتِ القُدسِ في المرحلةِ اللاَّحقةِ لِحُضُورِهِم فيها، وانفِتَاحهَا على سَائرِ أَبناءِ إِبراهيمَ الَّذينَ انتمَوا إِليها، فَلا قَبلُوا بِحقُوقِ المسيحيِّينَ كامِلَة في المدينةِ وَلا بِحقُوقِ المُسلمينَ، سواء في القُدسِ أَمْ في سَائرِ أَرضِ فلسطينَ. فَكيفَ أَقبلُ أَنا المسيحيَّ أَلاَّ أَستطيعَ الحَجَّ إِلى المكانِ الَّذي افتَدَى فيه السيِّدُ المسيحُ الإِنسانيَّةَ، وكيفَ يَقبلُ أَخِي المُسلِمُ أن تُنتَهَكَ مُقدَّساتُهُ في مدينةِ الإِسراء والمعراج الَّتي اتَّخذَها أولى القِبلَتَين لِصَلاتِهِ وثالث الحرَمَين؟
مشاركة :