--> بدأ نظام الأسد العودة إلى مراوغاته المعتادة، بقوله انه لا يقبل تقريرا بحقائق جزئية من فريق المفتشين الدوليين حول استخدام الأسلحة النووية في سوريا. وبذلك فإن النظام يمهد لأن يدعي مستقبلاً أن أي تقرير للمحققين الدوليين، سيعتبره جزئياً. وهذا الأسلوب هو واحد من المؤشرات التي تؤكد للمجتمع الدولي أن النظام هو الذي قصف منطقة الغوطة بأسلحة كيماوية. لأن النظام عودنا أنه يعتمد المراوغات والأساليب الملتوية للدوران حول الجرائم التي ارتكبها. مثلما حدث في يوم القصف حينما شن النظام في اليوم التالي قصفاً كثيفاً للمواقع التي تعرضت لهجوم كيماوي، على الرغم من أن المنطقة أصبحت شبه خالية من أي مقاتلين وسكان تقريباً بعد تعرضها للسموم. ولكن النظام قصفها بعنف وكثافة ليدمر الادلة على جريمته الشنيعة، لأن النظام وقوات الاحتلال الإيراني تفاجأوا بردة الفعل العالمية وأدركوا أن الأمم المتحدة ستطلب من المفتشين التوجه إلى المناطق المنكوبة لفحصها، وبعد أن أدركوا أن موسكو لن تتمكن من هذه الرغبة الدولية. لهذا كل ما استطاعوا فعله هو محاولة تدمير الأدلة وعرقلة مهمة المفتشين لأسبوع تقريباً بدعاوى واهية مثل الخشية على حياة المفتشين. ولاحقت قذائفه الخبراء الدوليين في مواقع التفتيش للتأثير عليهم وتهديدهم والإيحاء لهم أن حياتهم في خطر، كي لا يمضوا وقتاً كافياً يستطيعون فيه جمع المزيد من الأدلة من المواقع الميدانية. وواضح أن الخبراء الدوليين لن يزيدوا على ما تحققت منه حكومات الدول الفاعلة في العالم، بأن النظام هو المسئول عن قصف السوريين بأسلحة كيماوية، يتعين أن لا ينجو بجريمته، هذه المرة، بلا عقاب، خاصة أن النظام استخدم الأسلحة الكيماوية مرات عديدة في السابقة، وأعطاه رد الفعل الدولي الضعيف، وهماً بأن المجتمع الدولي يوافق على مواصلته للجرائم، إضافة إلى أن النظام وقوى الاحتلال الإيراني قد توهموا أن موسكو تتمتع بقوة رادعة في المجتمع الدولي وبإمكانها حمايتهم والتغطية على جرائمهم في سوريا. ومع الأسف فإنه مع ازدياد المؤشرات والأدلة على أن نظام الأسد وحلفاءه هم الذين استخدموا الأسلحة الكيماوية، فإن قوى متشددة على غير هدى في بريطانيا وبلدان أوروبية أخرى تحاول عرقلة واجب المجتمع الدولي الوفاء بمسئولياته وردع نظام الأسد الذي أثبت بكل علنية ووضوح تصميمه الجرائم البشعة في سوريا، واعتماده الحل العسكري وسفك الدماء لاخضاع السوريين إلى حكمه الغاشم، واستمرار سوريا مستعمرة إيرانية، وتحويل سوريا إلى منطقة مقابر وخرائب. مقالات سابقة: كلمة اليوم : -->
مشاركة :