رفعت «أوبك» توقّعاتها لإمدادات النفط من الدول غير الأعضاء في المنظمة في 2018 في الوقت الذي يشجّع فيه ارتفاع الأسعار شركات النفط الصخري الأميركية على ضخ مزيد من الخام، مما يضعف أثر اتفاق تقوده «أوبك» للتخلص من تخمة المعروض وانهيار كبير في إنتاج فنزويلا. وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقريرها الشهري إن المنتجين من خارج المنظمة سيعززون الإنتاج بواقع 1.15 مليون برميل يوميا في العام الحالي ارتفاعا من 990 ألف برميل يوميا في التوقعات السابقة. وقالت «أوبك» في التقرير «ارتفاع أسعار النفط يجلب مزيدا من المعروض إلى السوق، لا سيما في أميركا الشمالية، وبخاصة النفط المحكم»، مشيرة إلى اسم آخر للنفط الصخري. وبدأت «أوبك» وروسيا وعدد من المنتجين من خارجها خفض الإمدادات قبل عام بهدف التخلّص من تخمة المعروض من الخام التي تراكمت منذ عام 2014. ومدّوا الاتفاق حتى نهاية عام 2018. وقد يزيد توقع «أوبك» ارتفاع إمدادات المنافسين الجدل بشأن فعالية استمرار تطبيق تخفيضات الإنتاج. وتجتمع لجنة مراقبة وزارية في مطلع الأسبوع المقبل في سلطنة عمان، ومن المتوقع أن تبحث استراتيجية الخروج من الاتفاق. الأسعار واستقرت أسعار النفط بدعم من انخفاض مخزونات الخام وكذلك تهديد متشددين بشن هجوم على قطاع النفط في نيجيريا، لكن السوق تعرضت لضغوط جراء تسجيل زيادة في مخزونات الوقود الأميركية. وبحلول الساعة 07:53 بتوقيت غرينتش أمس بلغت العقود الآجلة لخام برنت 69.34 دولارا بانخفاض أربعة سنتات عن الإغلاق السابق. والاثنين الماضي بلغت العقود أعلى مستوياتها منذ ديسمبر 2014 عند 70.37 دولارا للبرميل. وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 64.03 دولارا للبرميل بارتفاع ستة سنتات من سعر آخر تسوية. وسجل خام غرب تكساس أعلى مستوياته منذ ديسمبر 2014 عند 64.89 دولارا للبرميل الثلاثاء الماضي. ويقول متعاملون إن أسواق النفط تحظى بوجه عام بدعم جيد بفعل تخفيضات الإمدادات التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا اللتان بدأتا في كبح الإنتاج في يناير من العام الماضي، ومن المتوقع أن تستمرا في ذلك في 2018. ورغم ذلك يقول محللون إن موجة ارتفاع سعر النفط في الآونة الأخيرة، التي دفعت الخام للارتفاع بنحو 14 في المئة منذ أوائل ديسمبر قد تكون على وشك خسارة قوة الدفع. وأظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي قوة الإمدادات في سوق منتجات الوقود، مما يعني انخفاض الطلب على الخام مستقبلا. وأظهرت بيانات المعهد أن مخزونات البنزين زادت 1.8 مليون برميل، فيما زادت مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، 609 آلاف برميل. ويقول متعاملون إن من المستبعد أن تنخفض الأسعار بفعل مخاوف بشأن تعطل الإمدادات. وفي نيجيريا هددت جماعة «منتقمو دلتا النيجر» المتشددة بشن هجمات على قطاع النفط في البلاد في الأيام القليلة القادمة. كما تحظى السوق بدعم من انخفاض في مخزونات الخام المتاحة. الكونغو إلى ذلك، قال بيان حكومي إن جمهورية الكونغو تسعى لأن تصبح عضوا في منظمة أوبك، بينما تمضي المستعمرة الفرنسية السابقة قدما في مشاريع قد تساعدها في أن تصبح ثالث أكبر منتج للنفط بين الدول الأفريقية الواقعة جنوبي الصحراء. وقالت الحكومة في البيان: قررت الكونغو الانضمام إلى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). ويقول محللون إنه إذا نجحت الكونغو في الانضمام إلى أوبك فإنها ستصبح ثالث أكبر منتج للنفط بين الدول الأفريقية جنوبي الصحراء. ومن بين الشركات النفطية العاملة في الكونغو، إيني الإيطالية وتوتال الفرنسية. وقال البيان: هذا الانضمام الوشيك يعبر عن رغبة رئيس الكونغو دينيس ساسو نجويسو في وضع بلدنا في مصاف قادة العالم. وأضاف أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عبر عن التأييد للفكرة أثناء زيارة إلى برازافيل في الثامن من يناير. لكن التقيد بالحصص الانتاجية الصارمة لأوبك قد يكون صعبا على البلد الواقع في وسط أفريقيا، الذي يشهد مشاكل مالية كبيرة، ويعتمد بشكل شبه حصري على النفط في الحصول على النقد الأجنبي وإيرادات الحكومة. (لندن، سنغافورة ـــــــ رويترز)
مشاركة :