تقول الحكمة العربية ( رب كلام أقطع من حسام ) فقد كان رد الدكتورة شيخة الجاسم استاذة الفلسفة في جامعة الكويت شجاعا وحاسما على تصريح النائب محمد هايف الذي قال فيه انه لن يسمح بتجنيد الفتيات في الجيش وهو بذلك نصب نفسه وصيا على المرأة الكويتية ويريد أن يحرمها من خدمة بلدها لانه يحمل فكرا ضيقا متشددا لا يجد مكان المرأة في المجتمع سوى في البيت فقط حتى لو لم يعلن عن ذلك . كان رد الدكتورة نجاة الجاسم على هذا الموقف المتشدد والفكر الضيق النائب محمد هايف هو ان المرأة لاتحتاجك لتتحدث بالنيابة عنها وليكن اهتمامك في قضايا الرجل وهي هنا تدافع بشراسة عن حرية المرأة الكويت في اتخاذ القرار في هذه القضية إن كانت موافقة على خدمة الوطن في الجيش الكويتي أم هي ترفض هذا الشرف وهي قطعا لن تكون بنفس خدمة الرجل ولكنها سوف تكون في مجالات تتناسب مع إمكانيات وقدرات المرأة الكويتية وحتى هذه الخدمة الوطنية سوف تكون اختيارية وليست إجبارية كما صرح النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد أن وزارة الدفاع ترحب باي فتاة كويتية تريد التطوع في الجيش الكويتي والمجال مفتوح امامها. كان هناك تساؤل للشيخ ناصر صباح الأحمد حول موقف البعض من النواب من تجنيد المرأة الكويتية في الجيش الكويتي وتاديتها للخدمة الوطنية وهو لماذا يحرم الجيش الكويتي من خدمات المرأة الكويتية وهي التي تعمل في وزارة الداخلية في المجالات العسكرية بل إنها تعمل في حرس مجلس الأمة أي بمعني آخر أنها تقوم بحراسة النائب محمد هايف الذي يرفض التحاقها في الخدمة الوطنية وكان الاولى أن يرفض عملها في حرس المجلس لأنها بهذا تؤكد له أنها قادرة على تأدية الخدمة الوطنية فهو يراها في المجلس بشكل يومي تقوم على حراسته وبقية النواب الذين أيضا يمثلون نفس الفكر ويرفضون تأدية المرأة الخدمة الوطنية لأسباب واهية لا تتفق والواجب الوطني. نود فقط أن نذكر النائب محمد هايف أن في هذه الأيام تحل ذكرى استشهاد أسرار القبندي وهي المرأة الكويتية التي عجز عن الأعمال والتضحيات التي قامت بها من أجل تحرير الكويت آلاف الرجال ولعل من المفيد القول أن أول مظاهرة أيام الاحتلال العراقي خرجت تطالب بتحرير الكويت هي مظاهرة نسائية وقد استشهدت بها أول شهيدة كويتية سناء الفودري. إن شهيدات الكويت أيام الاحتلال العراقي واللاتي يضيق المجال عن ذكر اسمائهن خير مثال ودليل ساطع وقاطع على قدرة المرأة الكويتية على المشاركة في الخدمة الوطنية والتجنيد في الجيش الكويتي وهناك أمثلة كثيرة تؤكد البطولات والتضحيات التي قامت بها المرأة الكويتية وحتى بعد التحرير فقد شاركت في مرحلة إعادة الإعمار ولعلي أتذكر سارة اكبر فقد كانت في فريق الإطفاء الكويتي الذي شارك في اطفاء الابار المشتعلة والتي فجرها الجيش العراقي وغيرها كثير من النماذج التي ساهمت ولا تزال تساهم في تنمية البلد ومشاركة الرجل في غالبية المجالات وتساهم في التنمية. هناك دول خليجية سبقتنا في مجال الخدمة الوطنية ونذكر على سبيل المثال دولة الإمارات العربية المتحدة وليس بعيدا أن تشارك كذلك المرأة السعودية فهناك قرارات متسارعة ومتلاحقة تدعم المرأة السعودية وتزيل العوائق التي فرضها عليها سابقا الفكر الديني المتشدد الذي يرفض مشاركة المرأة في خدمة المجتمع والعمل خارج البيت والقيادة السعودية منحت المرأة السعودية الكثير من الحقوق وهو توجه سوف يؤدي إلى نقلة حضارية في السعودية تجعلها في مصاف الدول المتحضرة . إن حركة التاريخ سوف تجرف في طريقها كل الفكر الضيق المتشدد الذي لا يساهم في تطور البلد وتنميتها بقدر مايساهم في تخلفها وعرقلة التنمية بها ومسألة حصول المرأة على حقوقها هي فقط مسألة وقت والدستور الكويتي في المادة 29 لم يفرق بين الرجل والمرأة وإنما نص على أن المواطنين متساوون في الحقوق والواجبات وهو مايكرس مبدأ المساواة والعدالة بين الجنسين بما لا يتناقض مع تعاليم الدين الإسلامي السمحاء وايضا العادات والتقاليد التي تحافظ على هوية المجتمع الكويتي ولكنها لاتكبل المرأة الكويتية بالفكر الديني المتشدد.أحمد بودستور