بعض الأحيان تتكون هناك شبه قاعدة وان لم تكن راسخة ولا مبنية على اسس علمية دقيقة، لكنها وفقا للاحصاءات تكون فاعلة مؤثرة نفسيا، من قبيل (عقدة الفريق أو عقدة اللاعب)، فنجد أن هنالك الكثير من الفرق برغم قوتها وقهر أفضل فرق العالم، لكنها تجد نفسها بكل قواها عاجزة عن الفوز على فريق متواضع جدا، وكذلك بعض اللاعبين، إذ يجد لاعب نفسه هدافا من الطراز الذي لا يجارى، لكنه يعجز أمام حارس معين، كما كان يحدث لميسي أمام الحارس كاميني أو كما حدث مؤخرا أمام حارس اسبانيول لوبيز. بعد 29 مباراة مع المدرب فالفيردي، تجرع برشلونة مرارة كأس الخسارة على يد الابن العاق والجار اللدود إسبانيول ضمن بطولة الكأس، ومع أن النتيجة ليست حاسمة ونهائية، لكنها كشفت أوراق وسجلت ملاحظات عديدة، ليس آخرها انها خسارة (على الذوق)، أي بمعنى أن فالفيردي كأنه هو من أراد تلك الخسارة، أمام فريق كان يدربه ويحمل أحد أبواب الملعب اسمه، ذلك لا يعني تواطؤا لا من قريب ولا من بعيد، ولا يدخله دائرة الاشتباه والشك، لكنه يثير مسألة دخوله المباراة بلا مهاجم في مباراة كان المفترض أن يحسمها من الشوط الأول. بعد المباراة الصدمة -إذا جازت التسمية- خرج مدير العلاقات المؤسسية في نادي برشلونة غييرمو آمور وتحدث لوسائل الإعلام عن الخسارة الأولى هذا الموسم بعد 29 مباراة مصرحا: «يمكن ان يفشل الجميع في أي لحظة في تسجيل ركلة جزاء، أمر طبيعي» «الخسارة أمر مؤسف، ولكن هذه كرة القدم، وهناك محطة إياب في الكامب نو». من جهته بوسكيتس قال: «كنا نعرف ان الهزيمة سوف تأتي عاجلا أم آجلا، لكن هناك إياب في الكامب نو وسنحاول العبور من هناك» «سنواصل العمل على الفوز، وهناك مباراة إياب». الصحافة بالتأكيد لم تغفل ما حصل، بل تركز فيه على أبسط الجزئيات وتخلق منها قصصا وإثارة تليق بالحدث، وقد ركزت صحيفة «موندو ديبورتيفو» الكتالونية على أن نقطة الجزاء كشفت أن «ميسي إنسان». وأوضحت أنه سجل 9 من أصل 10 ركلات جزاء في الموسم الماضي، لكنه فشل هذا العام في 3 من 6 ضربات تصدى لها. وأشارت إلى أن النجم الأرجنتيني أهدر ركلة أمام إسبانيول، وقبلها ضد ديبورتيفو ألافيس، وديبورتيفو لاكورونيا. وأضافت أن تسديد ركلات الجزاء بات هو الأمر الوحيد بالنسة إلى ميسي الذي ينجح ويفشل فيه «مثل أي إنسان». ولفتت الصحيفة إلى أنه منذ انضمام ميسي إلى الفريق الأول مع فرانك ريكارد، سدد 86 ركلة جزاء بقميص برشلونة أضاع منها 21، منها التي مررها إلى لويس سواريز. وقالت: «هذا يعني أنه يسجل تقريبا 3 من أصل 4 ركلات جزاء يسددها، وفي ظل حرصه على تحسين نفسه كل يوم، من المؤكد أنه يدرس ويحلل ذلك، حتى يصبح الأفضل في العالم في هذا الجانب، كما هو الحال في جميع الجوانب الأخرى من اللعبة». مع أن الاحصاءات لا تقلل من شأن الجوهرة ميسي، إلا أنها بالتأكيد تضع لمسات وتحدد ملامح وتفتح آفاقا للاطلاع على أرقام يمكن أن تثير -من خلال مقارنتها- جوانب أخرى قد كانت معتمة، وربما دالة على معانٍ معنية!!
مشاركة :