يبدو أن ميلانيا ترامب معزولة في البيت الأبيض، أو اختارت العزلة بمحض إرادتها، فجناحها الشرقي يضم تسعة موظفين فقط، أي أقل من نصف عدد العاملين لدى ميشيل أوباما ولورا بوش، ولكن على الرغم من قربها من الجمهور، فإن الكثير من تفاصيل حياة السيدة الأميركية الأولى ظلّ بعيداً عن الأضواء، وهي الحارس لكثير من أسرار زوجها، ويمكن للمرء أن يتصور أن ما يربط بينهما معاً هو أنه قد يكون أيضاً الحارس لبعض أسرارها. وجدت ميلانيا نفسها أمام مهمة غير مألوفة في البيت الأبيض، ومع ذلك لم ترتكب خطأ لافتاً إلى الآن. وعلى عكس السيدات الأول السابقات، من بربارا بوش إلى ميشيل أوباما، اللواتي اندمجن بشكل أو بآخر في السياسة، طوال وجود أزواجهن في البيت الأبيض، لم تكن العارضة السابقة مستعدة لخوض غمار السياسة في واشنطن، الذي اتسم بالاحتقان منذ تولي زوجها منصب الرئيس. ويقول مقربون إن ميلانيا لم تكن متحمسة أصلاً لهذا الدور، ولم تتوقعه، واضطرت إلى أن تذكّر من حولها بشكل متكرر بأنها مستقلة عن زوجها، وأنها تنأى بنفسها عن مواقفه، أو حتى منه. وهذا لا يعني أنها اتخذت أي موقف استباقي ضده. وكونها مهاجرة أيضاً، قالت إنها لم تجد صوتاً قوياً للوقوف إلى جانب المهاجرين الذين يرفضهم زوجها. وبالمقارنة بين جدول أعمال ميلانيا مع ما كانت تقوم به ميشيل أوباما، فإن هناك اختلافاً كبيراً. أما لورا بوش فقد أطلقت أول مهرجان وطني للكتاب عام 2001. في حين عمدت هيلاري كلينتون، عندما كانت سيدة أولى، إلى مناقشة مثيرة للجدل حول الرعاية الصحية، من أجل تقييم شعبيتها. وقد أيدت باربرا بوش، زوجة جورج بوش الأب، تعديل قانون تساوي الحقوق، ما جعلها تتعارض مع الجناح المحافظ لحزب زوجها. شخص مختلف كانت ميلانيا دائماً شخصاً مختلفاً، وفقاً للأصدقاء والمقربين. ويبدو أن السيدات الأول السابقات كان لديهن الوقت الكافي للاستعداد للعب هذا الدور، في حين وجدت ميلانيا، زوجة الملياردير الأميركي، نفسها أمام مهمة غير مألوفة في البيت الأبيض، ومع ذلك لم ترتكب خطأ لافتاً إلى الآن، الأمر الذي يعتبر إنجازاً في حد ذاته. إنها ليست سياسية، ولم تطمح لأن تكون كذلك، لكنها تريد النجاح في دورها الجديد، وبدأت تتحسن، لكن ببطء شديد. صحيح، لم تمارس السياسة، ولم ترد أن تكون سياسية، لكن ذلك لم يمنعها من أن تبذل قصارى جهدها للنجاح. ويلاحظ مراقبون أن أداءها بدأ يتحسن تدريجياً. ولقيت السيدة الأولى إشادة ملحوظة خلال الزيارات التي رافقت فيها ترامب إلى إيطاليا وباريس، وأثنى الكثير على أناقتها، وقارنها بجاكلين كينيدي. شخص غير موجود في عمود، نشر أخيراً، أشار الكاتب مايكل وولف إلى ميلانيا بأنها شخص «غير موجود» في البيت الأبيض. ويعتبر الموظفون ابنة الرئيس، ايفانكا ترامب «السيدة الأولى الحقيقية»، نظراً لنفوذها الكبير، وزوجها غاريد كوشنير. ويكرر وولف الادعاءات الواردة في قصص سابقة في منشورات أخرى، أن ميلانيا (47 عاماً)، لم تكن تريد أن يصبح زوجها رئيساً، ولم توافق إلا على الترشح لهذا المنصب، لأنها وزوجها وكل من حوله، لم يكونوا يعتقدون أنه سيفوز. خلافاً لميلانيا، شاركت لورا بوش، بوصفها السيدة الأولى، في قضايا تهم الأطفال والنساء، على الصعيدين الوطني والدولي. وشملت مبادراتها الرئيسة التعليم وصحة المرأة. وواصلت النهوض بمصالحها المتعلقة بالتعليم ومحو الأمية، وشجعت التعليم على نطاق عالمي. كما أنها تقدمت بقضايا المرأة، ومثلت الولايات المتحدة خلال رحلاتها الخارجية، وكانت تميل إلى التركيز على فيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، والوعي بالملاريا.
مشاركة :